فضاء القراء

بعد الدكتوراه ، التحضيري أم الأولى إبتدائي !؟

 يوسف  بولجراف   خريج المعهد الوطني للعمل الإجتماعي 

هذه هي نظرية التطور ليس عند داروين ! ببساطتها تعطي مفهوم بداية الشيئ عند إنتهائه ، وهي تعطي قيمة في تسهيل الفهم و لزوم التبسيط من أجل الإستيعاب و وضوح الرسالة ؛ فأنا لا أفهمك يا دكتور حين تحدتني عن رصد ميزانية قدرها الملايير من أجل بناء مختبر للبحت العلمي في مجال محاربة أمراض لم نعرفها من قبل ! و أنا في جيبي خمسون درهما إحتياطا لشراء دواء لاتمنحه وزارة الصحة بعد جهد جهيد في الوصول إلى الطبيب

كما لا أفهمك يا إستاذ علم الإقتصاد حين تقول أن البنوك تحتاج سيولة مادية بالملايير و أن أزمة المال هي نتيجة إختلالات في مضاربات ماكرو إقتصادية بين مزايدين من رجال المال و الأعمال و بنوك عالمية بأموال المساهمين لهذا نجد مؤشرا المازي و المادكس غير متوازيان و في إنخفاض ، و أنا في مخيلتي إحدى أفلام فان دام في المراهنات و أن البنك هو المال و لايفرغ منه و هو من يصنع كل الأوراق المالية!

ولا أفهمك أيها المحلل السياسي حين تقول أن صندوق التقاعد فرغ من المال  نتيجة اختلاسات وقعت في الماضي و أنا أفكر في كل تلك الاقتطاعات من أجل الصندوق ، و لماذا لم يقوموا بصنعه من حديد و ربطه .بشبكة الكهرباء (ياك كان الضو شحال هادي ) ! و كيف يفرغ و هو دائما يأخذ و سن التقاعد زاد..

لا أفهمك أيضا أيها الخبير في العلاقات الدولية حين تقول أن زيادة أسعار بعض المنتجات هي بفعل إصلاح صندوق المقاصة و نتيجة إرتفاع تداولات الأسهم العالمية و نتيجة أزمة سياسية بين الدول المنتجة للبترول و نتيجة التوتر في الشرق الأوسط ، و و و …و عباد الله أيعقل كل هذا ! ، لهذا إذن زادت مصاريف النقل !!و زادت و زادت و زادت !!!…

لكن فهمتك حين قلت أن تكلفة الإستيراد تفوق حجم تكلفة التصدير لأن في مخيلتي و نحن بلد فلاحي أننا يجب أن نصدر خمسين شاحنة من الطماطم من أجل شراء جرار واحد هذا هو تصوري الصحيح في عقلي البسيط ،إعذرني، و أن البنك دائما فيه المال لا يفرغ لذلك لابد أن أجد فيه سلفا بسيطا مما أحتاج لن يبخل علي في أي وقت من قرض بسيط من أجل العيد و الدخول المدرسي، و أن في المشفى يجب أن أجد الطبيب الذي يكشف عني الغم و الهم قبل العناء و يريح بالي ويعطيني دواء كأسبرين أو ما شابهها المهم دواء متوفر لفك العزلة عن الجهاز الهضمي نتيجة الأكل الغير المتوازن و الإهمال .

في التحليل المنطقي و الشرح المبسط للعامة لأمور لايفهمونها بسهولة كان واجبا تبسيط الفكرة من أجل الفهم الجيد , كما هو الشأن في شرح لزوم شراء معدات الدفاع متلا أن يقول الخبير العسكري متلا :“ كان في زمن مضى قبيلة جميلة مسالمة كان ناسها طيبون و كرام وفي يوم جائهم غرباء طلبوا منهم ضيف الله ، فضايفوهم و أكرموهم و مكتوا عندهم وقتا من الزمن حتى أنهم حين قرروا الإنصراف كانت هناك دموع فراق، كأنهم مكتوا معهم نيفا من الزمان و بعدها بأيام جاءهم غزاة استولوا عليهم قتلوا الرجال و إغتصبوا النساء و نهبوا خيراتهم ، لم يعرفوا أبدا أن من ضايفوهم هم أعين لتلك القبائل الغازية ، وهم من فتحوا الطريق لها..“ هذاهو تفسير ميزانية التسلح ، و هذا مانريد سماعه يلهبنا فنلتزم بالكامل و إن كلفنا ذلك كل ما نملكه و لو كانت هناك أزمة شغل، و أزمة أكل ، و أن الله نبهنا و حذرنا من أقوام طغاة و أن الشر في كل مكان لذلك ولو تأزمنا ولو قصرنا في جهد بطوننا لن نغفل عن الشر ونفعل كل ما يلزمنا للدفاع عن أنفسنا ،“ و أعدوا لهم العدة „ولو كلفنا جوعا ولن نجوع في تآزرنا لأن الغني منا لا يفر بل يجاهد و يدافع بماله و بنفسه ، و الفقير سنده في ذلك و هم ينشدان المحفوظة جميعا:

سقف بيتي حديد** ركن بيتي حجر

فأعصفي يا رياح** و إهطلي بالمطر …

والكل معبأ من أجل درء الخطر و كنت سأفهمك لو بسطتها في هذه القصة.

لذلك حين تود أن تفسر لي قيمة الشيء وأولوياته و أن الوطن أهم شيء و قبل كل شيء أفهمك حين تقول“أينما و كيفما عاش النسرتعيش فراخه! „، أو حين تود أن تقول أيضا لن نشتري هذه السنة بصادرتنا من الطماطم و الحوامض جرارات من أجل الفلاحة ، فلن أسألك لماذا !..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube