ضد التيار

لم أعد أفهم ما يجري في بلدي؟

عندما تحاول أن تجسد سلوكا حضاريا.  عشته في مجتمع متحضر ،سمعت عنه في وسائل الإعلام الدولية ،أو قرأت عنه في صحيفة  تنقل الحقيقة لشعب ،وحكومة يعطي قيمة للإنسان ويتمسك بكل القيم الإنسانية وتحاول أن تعكس  هذه التجربة التي لمستها لسنوات في بلدك وتنتقد مسؤولا  تجاوز كل الحدود ،وعبث بالمال العام ،ولم يلتزم حتى  بالخطب الملكية  فإنك مستهدفا ،ومعرضا للمحاكمة.فتكميم الأفواه أصبح ساري المفعول ،منذ مدة والكلام في المسؤول أصبح غير  مباح .أناحقيقة أصبحت أخشى الكتابة ،بل أخشى المحاسبة .لأن حرية التعبير والكتابة لم تعد مباحة الحرية أصبحت مستباحة،الحرية التي يتحدثون عنها أصبحت لها حدود . ومراسلون بلاحدودغير مرغوب فيها  في المغرب.بل  لا وجود ولا مكان لها في المغرب والأقلام المغربية التي تفضح الفساد تخشى الإنتماء لهذه المؤسسة ،بل والخوض في الفساد المستشري قد يعرضك للمساءلة .والمتابعة ،والمحاكمة .ولأن مراسلون بلاحدود ينتقدون الحكومة المغربية لمسلسل الإعتقالات  المتواصل للصحفيين.والحكومة تكذب  .والشعب يعلم  من يقول الحقيقة .والصحفيون والمعتقلون السياسيون الذين يحاولون تجريدهم من هذه الصفة يدخلون إضرابا عن الطعام .والصورة لا أحد يريد أن تزداد سوءا في عيون الذين يتربصون بالمغرب وهم كثر.في الحقيقة هل نحن بحاجة ماسة للتجاوب مع نداء مراسلون بلا حدود في وقف محاكمات الصحفيين الذين يكشفون  الفساد الذي يعرقل التنمية أم التصعيد  مع مؤسسة لا تتحدث من فراغ ؟هل نحن مدعوون جميعا لمحاسبة المسؤولين عن الإثراء الغير المشروع؟هل من حقنا مطالبة الدولة استرجاع الأموال المهربة للخارج؟أليس من الأفضل طي صفحة قمع الحريات وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالمغرب .

إن الذي يحاول اليوم أن ينقل الحقيقة غير مرغوب فيه.والذي يفضح الفساد ويطالب باقتسام الثروة والعيش بكرامة مصيره الإعتقال والمحاكمة ،والزج  في السجون العامرة .إن الذين كلفوا بالرد على بيان مراسلون بلاحدود يعلمون جيدا أنهم لا يقولون الحقيقة،وأن الاستمرار في الجدل لا يخدم مصالح بلدنا والسؤال الذي يجب علينا جميعا أن نبحث عن جواب له هو هل من مصلحة بلدنا الرقي بحرية التعبير للوصول للحقيقة وحماية كل الأقلام التي تفضح الفساد أم نعطي الضوء الأخضر لكي يستمر مسلسل القمع والنهب واستمرار الغرق في المستنقعات وما أكثرها فالصحفيون مصممون على رفع التحدي واستمرار المتابعات والمحاكمات في حق الصحفيين يسيئ لسمعة بلادنا .ماقلته مجرد  وجهة نظر ،أتمنى أن تكون وجهة نظري تجانب الصواب أوالخطأ

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube