ضد التيار

الدروش:غزة ساحة حرب دينية أم معركة وجود للصهيونية الماسونية؟

منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة، والعالم يشهد على واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية، لكنها ليست مجرد حرب تقليدية بين طرفين، بل هي أبعد من ذلك بكثير. ما يجري في غزة هو صراع حضاري وعقدي، حربٌ دينية بامتياز، تخوضها منظومة صهيونية مدعومة من قوى خفية عالمية، أبرزها الماسونية و المثليين و عبدة الشياطين، التي طالما كانت معادية لكل ما يمتّ للإسلام والمسلمين بصلة. الحرب على الإسلام لا على غزة فقطغزة ليست سوى العنوان الظاهر، أما الهدف الحقيقي فهو الأمة الإسلامية، وهويتها، ومقدساتها، وعقيدتها. العدو لا يحارب فقط الأرض أو المقاومة، بل يحارب القرآن والسنة، ويحارب مشروع عودة الإسلام كقوة حضارية وعالمية.

قال الله تعالى:> وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواسورة البقرة: 217

هذه الحرب تُخاض بالسلاح والقنابل، ولكن أيضًا بالسحر و الشعودة لسيطرة على عقول سكان الارض، والإعلام، والخونة المزروعين في الجسد العربي والإسلامي أبناء المستعمرين، من سياسيين، ونقابيين، وأشباه المثقفين و ما يسمى بالمفكرين الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس. توظيف الإعلام والسحر والفتنليس سرًا أن القوى المعادية تستخدم الإعلام كسلاح فعال لتشويه المقاومة و شيطنتها، وتزييف الوعي، وتسويق الأكاذيب و التضليل، حتى يصبح الباطل حقًا، والحق إرهابًا. فالمعركة الإعلامية اليوم لا تقلّ خطورة عن المعركة العسكرية.كما أن اللجوء إلى السحر، وهو أمر قد يستهجنه البعض، إلا أن القرآن أثبته، والتاريخ يشهد أن أهل الباطل طالما استخدموا الشياطين وأعمال السحر لإضلال الناس وتدمير عقول البشر و السيطرة عليها و على الأمم.

> قال تعالى: “وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُوا۟ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ”سورة البقرة: 102

خيانة النخب وعبدة المالمن أخطر أدوات هذه الحرب هم أولئك الذين ينتمون للأمة ظاهريًا، لكنهم يطعنونها من الخلف. نخبٌ باعت نفسها للعدو، وساومت على دماء الشهداء من أجل مصالح سياسية أو مالية أو شهرة زائفة. توقيع العثماني على وثيقة التطبيع مع الكيان الصهيوني لبقائه على رأس الحكومة ضاربا عرض الحائط ما كان يتغنى به حزب العدالة والتنمية حين كان في المعارضة.

قال النبي ﷺ:> يأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة.قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.رواه ابن ماجه

غزة رمز الصمود… وطلائع النصررغم كل هذه المؤامرات، تبقى غزة قلعة الصمود، ومنبر العزة، ومصنع الرجال و الأبطال. هي التي فضحت الأنظمة العميلة، وأسقطت ورقة التوت عن الكثير من القيادات الكرتونية، وكشفت معادن الشعوب.وإن كان العدو يخطط ويتآمر، فإن وعد الله لا يتخلف:

> وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَسورة الصافات: 173> وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ سورة الحج: 40

الرسالة إلى الأمةما يجري في غزة هو امتحان إيماني قبل أن يكون صراعًا سياسيًا. المطلوب من الأمة أن تستفيق من سباتها العميق و تتخلص من الخوف و تتوكل على الله وحده لاشريكله، وتعيد ترتيب أولوياتها، وتدعم المقاومة بكل أشكال الدعم الممكنة، لا سيما الإعلامي والدعائي والروحي.فقد قال النبي ﷺ:> من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلّف غازيًا في أهله بخير فقد غزا.رواه البخاري ومسلم

كلمة أخيرةنعم، هي حرب دينية، بين من يريد أن تستمر الهيمنة الغربية الصهيونية، ومن يريد أن تعود للأمة هيبتها وريادتها. المعركة الآن هي معركة وعي، معركة ثبات، ومعركة عقيدة.والمؤمن لا يُخدع مرتين. فمن يقف مع غزة اليوم، فهو يقف مع الإسلام، ومع العدالة، ومع الشرف. ومن يخذلها، فقد خذل الأمة بأسرها.

عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID