كفى من الظلم ولماذا الظلم الطالبي العلمي محرض على العنف!!!

بقلم: عزيز الدروش فاعل ومحلل سياسي
في حملة انتخابات 2021، خرجت قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار تتحدث عن زيادة قدرها 2500 درهم شهرياً في رواتب الموظفين، وكان من بينهم الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي للحزب.وعدٌ كبير، أُطلق أمام المغاربة بلهجة الواثق، وبدعم مباشر من رئيس الحزب عزيز أخنوش، فاستبشر المواطنون خيراً، لكن ما إن انتهت الحملة حتى اختفى الوعد كما اختفى من أطلقه.الخطير في الأمر أن الطالبي العلمي، وهو في موقع دستوري حساس، قال خلال تلك الحملة إن “الشعب المغربي يجب أن يضربهم بالحجر إن لم ينفذوا وعدهم”. عبارة خطيرة، تشرعن العنف وتمنح الشرعية للغضب العشوائي بدل ترسيخ ثقافة المحاسبة القانونية والمؤسساتية.اليوم، حين خرج بعض الشباب غاضبين ومحتجين، لم يكن غضبهم بلا سبب، بل هو نتيجة مباشرة لفقدان الثقة في النخب السياسية التي خدعتهم بالكلمات. ومع ذلك، تمت محاكمة هؤلاء الشباب، في حين لم يُفتح أي تحقيق مع من حرّض الناس بالكلمة، ولم يُسائل أحد من وعدهم ثم خذلهم.هل نحن أمام عدالة بمكيالين؟ هل أصبح المواطن البسيط هو الوحيد الذي يُحاسب، بينما تُحصّن النخبة السياسية بخطاباتها من كل مساءلة؟إن تصريح الطالبي العلمي لا يمكن أن يُفهم إلا كتشجيع على العنف الرمزي والمعنوي، وتكريس لفكرة أن “الحق يُنتزع بالحجر” وليس عبر المؤسسات. وهذا تناقض خطير يضرب في الصميم أسس الديمقراطية ودولة القانون.المطلوب اليوم ليس الصمت، بل فتح تحقيق جدي في هذه التصريحات ومساءلة من أطلقها. لأن من زرع الغضب بالكلام، يجب أن يُحاسب بالكلمة والقانون.كما يجب على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والهيئات الحقوقية، والأحزاب الوطنية، أن تخرج عن صمتها، وتدافع عن قيم العدالة والمساواة، لا أن تترك الشباب يواجهون مصيرهم وحدهم، بينما يتفرج المسؤولون من أبراجهم العاجية.المغرب اليوم لا يحتاج خطباً جديدة ولا وعوداً كاذبة، بل يحتاج جرأة في المحاسبة، واستقامة في القول والفعل.فالشعب لم يعد يصدق من يتحدث عن التنمية، وهو يرى وعود 2500 درهم تتبخر، ويراهم بعدها يطلبون التصفيق بدل الاعتذار.
ختاماً، من دعا الناس إلى رمي الحجر يجب أن يُحاسب قبل من التقطه.لأن التحريض بالكلمة جريمة أخلاقية وسياسية لا تقل خطراً عن الفعل نفسه.
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
عزيز الدروشفاعل ومحلل سياسي




