الإعلامي الأذربيجاني شيخ على يكتب عن العربية
– كإحدى اللغات المهمة لمصادر تاريخ وأدب بلاده الألفاظ تجتمع لتنشئ لغة تقود الإنسان إلى ماضيه وترشده بمستقبله، واللغة تكمن في طياتها ثقافة الشعب أو الشعوب المشتركة ونبضات قلوبها ولا توجد في العالم لغة تشمل الحياة الروحية للإنسان وحياته البشرية المادية أو إنسانيته وبشريته في آن واحد إلى درجة تقوم بها لغة الضاد. كان هذا عاملا جعل اللسان العربي يلج حياة الأذربيجانيين بعد اعتناقهم للإسلام، وأصبحت لغة الكتابة الرسمية والتواصل اليومي في أراضي أذربيجان التاريخية. وتحولت الثقافة الأذربيجانية الإسلامية جزءا لا يتجزأ من الحضارة الإسلامية الكبيرة بفضل العربية.ابتداء من النصف الثاني للقرن السابع الميلادي بدأ العديد من الشعراء والأدباء والمفكرين الأذربيجانيين في كتابة مؤلفاتهم وقصائدهم باللغة العربية، التي أدت دورا لن يدحض في انتشار شهرة العلماء والشعراء الأذربيجانيين مثل أبو الحسن بهمنيار وعين القضاة ميانجي وشهاب الدين يحيى السهروردي وجمال الدين أردبيلي وعبد الرشيد باكوي وإسماعيل بن يسار وموسى شهوات وأبو العباس الأعمى والخطيب التبريزي وعماد الدين نسيمي والشاعر فضولي البغدادي. علي أصغر محمدوف مؤسس مدرسة التعليم الحديث للغة العربية في اذربيجان كانت اللغة العربية تدرس في أذربيجان في القرون الوسطى في المدارس الدينية (الكتاتيب) كلغة القرآن الكريم والأدب والشعر والعلم. أما أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار العربية في أراضي أذربيجان في القرون الوسطى إلى درجة كبيرة، فكان حسب بعض المؤرخين الأذربيجانيين، نزوح بعض القبائل العربية إليها واستيطانها فيها، حيث يقال أن سكان بعض القرى في أذربيجان كانوا يتكلمون بالعربية المكسرة حتى القرن التاسع عشر ميلاديا.لكن بعد احتلال أذربيجان من قبل روسيا القيصرية بدأ نسبة تعليم واستعمال اللغة العربية تضعف بأسباب مختلفة، وهذه الحالة استمرت إلى حين أعلنت أذربيجان استقلالها عن روسيا القيصرية عام 1918، وبدأ تدريس لغة الضاد رسميا وبشكل أكاديمي في كلية الشرقيات بجامعة أذربيجان الحكومية عام 1919. بيد أن اضمحلال نخبة أذربيجانية إسلامية من المدرسين والأدباء والعلماء ورجالات الدين نتيجة قتلهم واغتيالهم أو تعرضهم للاضطهاد وحملات التعذيب خلال أيام حكم القائد السوفياتي جوزيف ستالين أثر سلبا على تدريس اللغة العربية في أذربيجان واستعمالها جماعيا وخلقت نقصا كبيرا للمتخصصين والمدرسين القادرين على دراسة الآثار والمؤلفات الأذربيجانية المخطوطة بالأبجدية العربية أو باللغة العربية. وكانت العربية تدرّس كلغة فرعية خلال الفترة المذكورة وطبع خلالها كتابان فقط لتدريسها وهما “منتخبات العربية المختصرة والقاموس” للعالم زيمي و”المنتخبات العربية” للبندلي الجوزي الفلسطيني الأصل. ولعب كتاب “مفتاح لسان العرب” للباحث الأذربيجاني مختار أفنديزاده دورا كبيرا في مجال تدريس العربية” وإن الكتاب المطبوع عام 1947 كان يشمل 3 أقسام: الأبجدية والصوتيات، النحو والصرف.في أربعينيات القرن العشرين شهد تدريس العربية في أذربيجان مرحلة ازدهارها حيث يعود الفضل إلى الأستاذ الدكتور علي أصغر محمدوف. هو لعب دورا كبيرا في إعداد جيل كبير من الكوادر والمدرسين للسان العرب. افتتح قسم اللغة العربية في الإذاعة الأذربيجانية بمبادرته بالذات. كذلك بدأت العربية تدرّس في بعض المدارس الثانوية الأذربيجانية كلغة أجنبية فضلا عن استئناف عمل قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة أذربيجان الحكومية بعد فاصل طويل من الإغلاق، إلى جانب بدء تدريس العربية في كلية التاريخ في عدة جامعات أذربيجانية، مما أدى إلى تحول أذربيجان إلى إحدى المراكز الكبيرة والقوية على الصعيد السوفياتي في مجال تدريس كوارد اللغة العربية. كتب الأستاذ علي أصغر محمدوف أكثر من 30 كتابا في مجال تدريس اللغة العربية. أسس المؤلف الذي كان يتقن اللغات الروسية والألمانية والإنجليزية إلى جانب العربية مدرسة معاصرة لتدريس اللغة العربية نتيجة تطبيق مناهج لغوية مقارنة معاصرة. ولا تزال مؤلفاته تستعمل كمصدر رئيسي للتدريس في الجامعات وبعض المدارس الثانوية الأذربيجانية.تعمل في أذربيجان حاليا أكثر من 5 مدارس ثانوية تدرس العربية كلغة أجنبية فضلا عن جامعات الخزر والألسن وأوراسيا وباكو الحكومية وجامعة آدا وجامعة العلوم الدينية. كذلك يتمكن الأذربيجانيون من دراسة اللغة العربية في فصول خاصة متنوعة أيضا. أقيمت في جامعتي الخزر والألسن الاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
شيخ علي علييف
مراسل دائم لوكالة الأنباء أذرتاج القاهرة