فِي مَدِيحِ الذّكَاءِ العَالِي .. إنْتِصَارُ مَلِك !
بقلم عبد المجيد موميروس
قبلَ البدء؛
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا؛ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ، وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. صَدَقَ اللهُ مَوْلانَا العَظِيم
أما بعد؛
فَاليوم؛ هَا الشعب المغربي، لَيَسْتَقْبِلُ الذكرى 24، لِإعْتِلاء الملك محمد السادس، عرشَ المملكة المغربية العريقة. و قد كان الشعب الأبي على أتَمِّ اليقين، كوْنَ مسِيرة الإصْلاح الدّيمُقراطي التّنموي، التي دشّنها ملك المغرب، منذ خطاب 30 يوليوز 1999. أنّها قد عَبَّدَت طريق الإصلاحات الهيكلية العميقة، التي شَملت جميعَ المستويات، حتى راكمتْ الكثير من المنجزات الحضارية. ذلك؛ لَمَّا إستطاعت المؤسسة الملكية المنصورة، أن تَتجاوِز خَنادق و متاريس، العديد من المعيقات الداخلية و الخارجية.
و قد إستَعْصَى عَليَّ، أَمْرُ إيفاءِ تيمةِ العرْفانِ حَقَّها. عند محاولة بسْطِ، نَفائِسِ الذكاء الاستراتيجي العالي، الذي تَمَيَّز به الملك محمد السادس. و ما حَباهُ الله بهِ، من جواهرِ الكارِيزْما السِّلْمِيّة، كَالحلِمِ و سِعَة الصدر، و المثابرة و الإتقان. مع شجاعة التفاني، في النضال الديبلوماسي الدؤوب. لٍكيْ؛ يرفعَ لواء الأمة المغربية عَالِيًا بالعَلْياء. جَاعلًا؛ من عهدِ حُكمِه الوَطَني، أَعوامَ أمانٍ رُوحِي و أمْنٍ دستوري. وَ زَمَنًا ثقافيًّا مُتَقَدِّمًا؛ نحو أفاق مُواطنةٍ رَحبَة، بِعَدالة حُقوقِيّة جَمَّةِ الرُّقِيِّ و التَّحَضُّر. فأنّها إذنْ؛ لَمَلْحَمَةٌ عَلَوِيَّةٌ كُبرى، قد أبدَعَ فيها مَلِكُ المَغرب بِكُل كفاءَةٍ و اقْتِدارٍ. وَ لَكَمْ؛ كانتْ الملحَمة المَلكية، حبْلى بالإنتصاراتِ الديبْلوماسيّة الحاسمة، و بالإنجازات المُجْتمعية السديدة.
إذْ؛ لَمُنْذُ الطَلَّة البَهيّة لمفهوم العهد الجديد. قد ظهرت مكارم الرؤية الملكية المتجددة، عند إلتزام رئيس الدولة المغربية، بمواصلة مسيرة المأسسة الديمقراطية و التحديث الحضاري. حتى؛ بَرَزَت سيرةُ المسيرةِ المُتواصِلة، على هيْئة نَصْرٍ مَكين. قد اعتمد فيه ملك المغرب، على أسلوبَ حُكْم بارعٍ، قوامُه الذكاء الإستراتيجي العالي. فَكان؛ و مازال الأسلوب الملكي الفريد، منعوتا بالتميز و الريادة. حيثُ؛ لَتَجِدَنَّهُ مُرْشِدًا، إلى تعميمِ الحماية الإجتماعية. و سَبَّاقًا؛ إلى توسيع مجال الحقوق و الحريات، كي يَلِجَهُ جميع المواطنات و المواطنين على حد السواء.
فَلَهَكذَا؛ يَتراءَى المُرَادُ المُحَمّدي الجميلُ. أَيْ: أن تَحيَا الأمة المغربية، شامخةً بين الأمم. تماما؛ بِمَلَكِيَّتِها الديمقراطية، ذات الخصوصية القيمِيّة الإنسانية، و صاحبة المرتبة العالمية المرموقة. ذلك بعدما؛ قد جسّدَ دستورُ التّحَول الدّيمقراطي الكَبير، حُجَّةً ثقافيّةً دَامغةً. حَقًّا؛ لَدَالّة على تَفَرُّد الإستثناء المغربي، عند صهْرِ ثُنائِيّة الإنْتِمَاء و الوَلاء. ضمن نسق دستوري قويم، و وفق رابطةٍ وثيقةٍ و متَكاملة. إذ؛ أنها رابطةٌ وثيقةٌ بأصُولِ المحبَّة، و مُتَكامِلةٌ بمَوْصولِ الثّقة. هذه الرابطة النادرة، التي تتجاوز دْيَالِيكْتِيكْ العلاقة بين الحاكم و بين المحكوم. إلى صَقْلِ مفهوم بَيْعَة جيَّاشَة، يتشبثُ عندَها الشّعب المغربي الأبي، بأهدابِ العَرشِ العَلوي العتيد.
وَيَالَلْقَائِدِ الهادئِ الحَكيم، الملكِ المواطنِ، فَلَنِعْمَ القلبُ الطيِّبُ. إذْ؛ أنّهُ المهَندسُ الديبلوماسي المُتْقِنُ، الذي وطّدَ لحِقْبة إنتصاراتٍ إسْتِثْنائِية، ضمن تاريخِ الدولة العلوية المجيدة. بعدما؛ قد جمع شمل الفكرة الاستراتيجية الذكية، بالإرادة الوطنية المُبَادِرة. وَ تمَخَّضَت مَسيرةِ حُكْمِه الآمِن، فأنْجَبَتْ سِيرةً حافلةً بالفلاح الديبلوماسي الغزير. و دولةً عَامِرةً بمنجزات التحديث، و مكتسبات الدّمَقْرَطة، و مَكْرمَات حقوق الإنسان.
فأنّهُ الملك محمد السادس، رَائِدُ رُوّادِ التّحَرّر الأفريقي. و أمير المؤمنين القائم بوظائف الأمانة العظمى، على أحكام البيعة الدستورية. وَ لَذي مَقالتي الإخبارية، في مديح الذكاء الاستراتيجي العالي. حيث؛ تنهل من تيمة الولاء الشعبي المتين، وفاءً لقائِدِنَا المُنَظِّر المُلْهِم. الذي ناضل من أجل إستكمال بناء مغرب التقدم و الكرامة، ضمن إطار الدولة المؤسساتية القوية. ذلك؛ بما أنها الحصن الحصين، قصد الإنتِصار بحسن الإختِيار. وَ لَهَا الوطنُ المغربي؛ صَاعِدًا سُلَّم الوحدة و الازدهار، بمنتهى العزم لَبِكُلّ الافتخار.
تماما؛ فَلَذي قبسات مقالتي الإخبارية، مُسْتَوْحاةٌ من أنوار الدينامية القوية، التي تعرفها قضية الصحراء المغربية. أيْ أن مقالتي؛ تنهل من مَعين الاعترافات الدولية، بالحدود الحقة للمملكة المغربية الواحدة. لكَيْ؛ أَعتَزَ أشَدّ الإعتزاز، بالمكانة الراقية لملك المغرب. و أيضا؛ برمزيته الإستراتيجية، كرائد سلم و سلام. و التي قد إمتلك فيها، كنوز المصداقية الصادقة الصدوقة.
و تذكروا معي؛ كيف أن الملك محمد السادس، قد جدّد للسلطة الإدارية مفهومها. فكان المصطلح الجديد؛ علامةً فارقةً في قواميس الحياة السياسة الوطنية، على مدار العشرينية الماضية. بل؛ قد أصبح الإختيار الديمقراطي، ثابتا دستوريا تستند عليه الأمة المغربية، في حياتها العامة الحديثة. و ما أطيبَها؛ ثمار الرؤية الملكية المتنورة، التي أطَّرَتْ تأهيل المجتمع المغربي. لِتَحقيق أمجاد كروية قَلّ نظيرها عالميا، و تشييد بنياتٍ تحْتِية لا مثيلَ لها قاريّا. إذ؛ بكلّ الإمتنانِ المحمود، فأنَّ صاحبَ المجهود في كَسْبِها و اكْتِسَابِها : لَمَلِكُ المغرب الشّهْم الهُمام.
لِذا؛ يَسْتَمر الإحتفالَ الشّعبي الكبير، بمناسبةِ جُلوس الملكِ محمد السادس، على عرش أسلافِه الميامين. بَلْ؛ يَتجَلَّى مَحبة خالصة، مِنْ باطن شُعور وطني عظيم. شعور وطني مُفْعَم بِوَلاء الأمة المغربية لِرمز وحدتِها، لِضامنُ دوام الدّولة و استمرارها. فأنّه مُمَثِّلُهَا الأسْمَى، و الحكَمُ بينَ مؤسساتها. إينعم محمد السادس؛ صانعُ انتصاراتها الحديثة، الذي لا يعرف عدا تَلْيِينِ المسْتَحيل.
أوْ فَكَما لَوْ؛ أَنَّها 24 عاما، موصولة بمجابهة التحديات الجسام. حتى؛ إنتصر ملك المغرب بالعزيمة النَّقيّة، و كذا الإصرار الجميل على الصمود الجزيل. ذلك؛ وَ لوْ كان الخَطْبُ أعْظم، وَ لَو كانتِ المنافَسة أشَد. ممّا يسْتَوْجِبُ منًّا جميعاً -شعباً و حكومة-، هَبّةَ وَفاءٍ مُضاعَفَة.
فقد أثبت الملك محمد السادس؛ أنه حامي حمى الملة و الدين، الساهر على صيانة الإختيار الديمقراطي، و الحقوق و الحريات. وَ أنَّهُ الحريص أشدّ الحرص، على ضمان تماسك الجبهة الداخلية. و أيضا؛ على توطيد قيم التلاحم الوطني و المجتمعي، التي تجمع بين المؤسسة الملكية، و بين المغربيات و المغاربة. ذلك؛ عبر تحفيز الجميع، على الإسهام بشكل أسمى و أكبر، في حماية حدود المملكة الحقة. و كذا في الدفع، بمسيرة الإصلاح الديمقراطي التنموي. إلى غاية تحقيق، باقي أهداف الرؤية الملكية المستقبلية.
من حيث؛ أن جميع التوجيهات السامية، قد أكد فيها الملك محمد السادس. على تسريع إنجاز ورش الحماية الإجتماعية، الذي يُشكل مشروع الدولة الوَاقِية. بما أن مِحْوَرَهُ الأساس، صحة العنصر البشري. طبعا؛ في السياق الزمني الراهن، كَعِندَ الغدِ المُقبل. أي؛ بغاية تجاوز الإكراهات الذاتية، و تأْمِين صحة معنوية و مادية، جيدة لدى الاجيال الصاعدة. كما؛ ما إنْفَكَّ ملكُ المغرب، يحث على بناء إقتصاد تضامني، متنوع ذي أثر مستدام. إقتصاد سياسي واقعي، لا يركنُ للإنغلاقة التقليدية. لِكيْ؛ يكون اقتصادا منفتِحًا، مساهمًا بوَطَنِيَّةٍ مُوَاطِنةٍ، في تعزيز قُدُرات و مُقَدّرَات الدولة الحضارية الواعدة.
إينَعم؛ ثم سَجِّل يا تاريخ، أنها إشراقات العهد الملكي الذهبي. تلكُم؛ اللمّاعة المُتَلَأْلِئَة بالملاحم المكينة، إن على المستوى الداخلي أو الخارجي. فَجَميعُها؛ تنير كرامة الإنسان المغربي، و تدير محركات الوطن الأبي. و لَذلك؛ من عطايا الرؤية الملكية الثقافية؛ القائمة على تقريب المعرفة، و تحفيز الابتكار. مع ضخ الاستثمار في الرأسمال اللامادي، باعتباره الكنز الوفير الذي لا و لن يبْلى. أي : أنها حقبة وطنية جديدة، تريد توطيدَ التقدم و الازدهار، بمُواطَنَة الإعتدال و التأقلُم. فَحيّ على الأمل السَّطوع، و حبّذا التفاؤل الوهّاج.
عبد المجيد موميروس
سَجَّاع، شاعر و كَاتِبُ الرَّأيِ
رئيس الإتحاد الجمعوي للشاوية