أخبار دولية

النيجر تتمرد على فرنسا وتهدد مصالحها في البلد

قلناها سابقا يوم انطلقت شرارة الإنتفاضة والعصيان على الأنظمة المستبدة الموالية لفرنسا .ماعاشته مالي وبوركينافاسو وغينيا  والتشاد  من توتر وفوضى خلاقة تعيشه اليوم النيجر البلد الغني بالأورانيوم .النيجر جزء من المنطقة الغير الآمنة ،والفضاء الواسع الذي تنشط فيه الجماعات الإرهابية.النيجر كانت الحلم الذي تراهن عليه الجزائر في ربط أنبوب الغاز بأروبا  عبر الجزائر لكن أحلام هذه الأخيرة لمنافسة آلأنبوب المار بعدة دول إفريقية ومنها عبر المغرب لأوروبا صار هو الأمل والممر الآمن الدول الإفريقية في غالبيتها تكن  العداء لفرنسا وجيشها وماكرون وما يجري في النيجر هونهاية العلاقة مع فرنسا وماضيها  الاستعماري ،  وسيمتد  العداء لفرنسا لدول أخرى من دون شك موريتانيا والسنغال وساحل العاج والغابون  وكل الدول التي نهب خيراتها الرؤساء الذين حكموا فرنسا .  الإستعمار الفرنسي  استمر بطرق عدة  بعد خروجه ،ليعرقل مسلسل التنمية فيالمستعمرات ، ويعرقل المسار الديمقراطي . وينتقم من أبنائها الذين هاجروا إلى فرنسا والذين  ساهموا في تحريرها من النازية الألمانية واعادوا بناءها من جديد ،واستقروا بها حتى أصبحوا مواطنين يحملون جنسيتها لكنهم من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة ،وأصبحوا يعانون من التمييز العنصري اليوم في كل مناحي الحياة ، ومن الإضطهاد في أبشع صوره بعيدا عن القيم الديمقراطية التي تتغنى  بها الأحزاب العنصرية التي لا تعترف بالجميل وماقاموا به الأفارقة في إنقاذ فرنسا من النازية .ولعل سياسة ماكرون  في  سنوات حكمه هي التي حركت ضمائر الشعوب الإفريقية للإنقلاب والثورة على الأنظمة المستبدة والموالية لفرنسا.الإنقلاب الذي وقع في النيجر جسد العداء الدفين الذي يكنه الشعب للطغاة المستبدين  والموالين  لفرنسا،والذين يهربون أموال الشعب للبنوك الفرنسية والسويسرية  .ويسمحون لفرنسا  بالإستمرار في نهب خيراتها .كل مستعمرات فرنسا السابقة  ليس فقط في إفريقيا وإنما في مناطق  أخرى في العالم . جزر ضمتها فرنسا لنفوذها في المحيط الهادي  ،لن تبقى خارج هذه الإنتفاضة والتمردوالعصيان ضد الجيش الفرنسي المستبد .أحداث النيجر زادت من متاعب الرئيس ماكرون ،خصوصا بعدما انظم الشعب  في النيجر لصف الثوار الذين يقفون وراء الإنقلاب الذي وقع .إن الصراع احتد بين القوى العظمى في إفريقيا وتضاءلت حظوظ فرنسا في الحفاظ على مصالحها الإقتصادية.وستخسر المزيد،خصوصا وأن التوتر بين فرنسا ودول المغرب العربي  المغرب الذي سحب سفيره ولم يعوضه والفتور الذي تتسم به العلاقات الفرنسية الجزائرية خصوصا بعد مقتل اليافع نائل والنهب والتخريب الذي كان وراءه مواطنون جزائريون يعيشون في فرنسا في غالبيتهم بدون  أوراق الإقامة.علاقة فرنسا بالمسلمين من المغرب العربي ساءت بعد الإتهامات التي وجهها وزير الداخلية الفرنسي لللمسلمين السنة بأنهم مصدر الإرهاب والتطرف.وقام بترحيل العديد من الأئمة وأغلق العديد من المساجد.وهي سياسة أشعلت فتيل التوتر في المجتمع الفرنسي ،وأشعلت  قرارات الوزير  الكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي وهي قيم تتعارض مع الشعارات الثلاثة المساواة والأخوةوالعدالة.فرنسا أصبحت تعرف تحولا كبيرا وبسبب التوتر الذي أصبح يعرفه المجتمع الفرنسي بسبب سياسة ماكرون الداخلية والخارجية.الداخليةتجلت في الحراك الذي عرفه الشارع ضد مشروع رفع سن التقاعد وخارجيا ضد تدخل فرنسا في شؤون العديد من الدول الإفريقية ومنها مالي وغينيا وبوركنفاسو واليوم النيجر.هذه الدول طالبت برحيل القوات الفرنسية من أراضيها.وبات لروسيا نفوذا في الدول التي ذكرت من خلال قوات فاغنر .لابد من الإشارة إلى قمة روسيا إفريقيا ومراهنة روسيا على مزاحمة القوى التي لها ماضي استعماري ،ورهان روسيا اليوم هو تمتين علاقتها مع إفريقيا السوق الواعدة،وإنجاح قمة البريكيس التي ستنعقد في جنوب إفريقيا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube