إيران تقترب من الاعتراف بإسرائيل:

تحوّل استراتيجي بحثًا عن سلام دائم
بقلم د ادريس الفينة
تبدو إيران، في خطوة تُعد من أبرز التحولات الجيوسياسية في المنطقة، على وشك أن تسلك المسار ذاته الذي اختارته تركيا قبل سنوات، من خلال التمهيد لاعتراف رسمي بإسرائيل وفتح قنوات دبلوماسية مباشرة معها، بما في ذلك تبادل السفارات. هذا التوجه، بحسب مصادر مطلعة، يُنظر إليه في طهران كخيار استراتيجي لضمان بقاء النظام السياسي الحالي وإرساء أسس سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط.وتشير التوقعات إلى أن المفاوضات المباشرة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تنطلق غدًا، قد تحمل في طياتها عروضًا إيرانية غير مسبوقة. من بين أبرز هذه المقترحات: تطبيع كامل للعلاقات مع كل من واشنطن وتل أبيب، وفتح السوق الإيراني أمام استثمارات أمريكية ضخمة قد تصل قيمتها إلى أربعة تريليونات دولار، في إطار ما يُعتقد أنه خطة إنقاذ شاملة للاقتصاد الإيراني المنهك.هذا التحول يعكس إدراكًا متأخرًا لدى القيادة الإيرانية بأن المشاريع التوسعية السابقة، التي ساهمت في إذكاء الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، لم تعد قابلة للاستمرار، بل باتت تشكل عبئًا استراتيجياً على طهران نفسها. فإيران اليوم، في ظل ما يشبه الحصار السياسي والاقتصادي، باتت مضطرة إلى مراجعة أولوياتها الإقليمية والانخراط في مقاربة أكثر براغماتية.ويُفهم من هذا التوجه أن طهران تسعى إلى إعادة إنتاج النموذج التركي، الذي تمكن من التوفيق بين الإسلام السياسي والتكامل الاقتصادي مع الغرب، بهدف تحقيق استقرار مستدام. غير أن هذا المسار، رغم وجاهته، يصطدم بتحديات داخلية عميقة، تتعلق ببنية النظام الإيراني وتعقيدات السلطة، ما يجعل الانتقال نحو هذا النموذج محفوفًا بالمخاطر، وإن ظل الخيار الأكثر واقعية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
