لعنة الغرور والتهافت تصيب اليمين في الغرب

د محمد الشرقاوى
هما موقفان مثيران في دلالتهما السياسية: يتعلق الأول بإدانة #ماري_لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، ومنعها من تولي أي منصب عام مدة خمسة أعوام، والحكم عليها بالسجن أربعة أعوام، مع وقف التنفيذ لمدة عامين، وقضاء العامين المتبقيين رهن الإقامة الجبرية باستخدام جهاز إلكتروني بدلًا من الحبس الاحتياطي. وجاءت الإدانة بعد أن ثبتت عليها تهمة تحويل مبلغ أكثر من ثلاثة ملايين يورو إلى جيوب عدد من أعضاء حزبها اليميني.هي نكسة لليمين في فرنسا وتداعياتها في بقية أوروبا، بعد أن حقق تصاعدا في شعبيته خلال الأعوام الثمانية الماضية في فرنسا وإيطاليا والمجر وحتى بريطانيا بعد نجاحه في انسحابها من عضوية الاتحاد الأوروبي عبر بريكست.لكن في المقابل، يعول اليمين في الولايات المتحدة على نجاح #الترمبية_المتجددة في البيت الأبيض. ويساور الرئيسَ ترمب أملٌ كبيرٌ وعزمٌ متنامٍ على أن يرشح نفسه لولاية رئاسية #ثالثة، وإن كان #التعديل_22 في الدستور الأمريكي يمنع أي شخص من تولي الرئاسة أكثر من ولايتين متلاحقتين أو منفصلتين. وقد تمّ إقرار هذا التعديل في الدستور عام 1952 بعد أن بقي الرئيس #فرانكلن_روزفلت في البيت الأبيض مدة أربع ولايات بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية بين 1933 و1945. العبرة من هذه المقارنة أن مقولة “النظام الذي يصحح ذاته بذاته” أضحت أوروبية وليست أمريكية وإن كانت الولايات المتحدة تفاخر بها بقية العالم. في المقابل، تسعى الترمبية المتجددة، بعد أز زادت ثقتها بنفسها بعد إعادة انتخاب ترمب في نوفمبر 2024، بأن لديها اللمسة السحرية والتأييد بين الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ بأن يكون لأمريكا “أول امبراطور” في تاريخها منذ قيامها عام 1776. وإذا استجاب أعضاء الكونغرس لإمكانية إعادة النظر في التعديل 22، فسيكون فتحًا سياسيًا ودستوريًا يعكس قدرة اليمين الأمريكي على تغيير قواعد اللعبة، وينجح بالتالي في ما يفشل فيه اليمين في أوروبا.أتأمل في مآل ما ترنو إليه الترمبية المتجددة، وأؤكد لنفسي صواب الخيار بالإقامة في جزيرة الوقواق، والعيش في ظل مواطنة بديلة بعد ان ذبل “الحلم الأمريكي” وانجرفت الولايات المتحدة عن فلسفة الآباء المؤسسين وما وقعوا عليه في اجتماع فلادلفيا.
