توضيح لا بد منه بعد رسالتي العارية إلى” الزعيم “

د عبد الرحمان غندور
تجندت شبيحته، ومريدوه، ومستكتبوه بأجر، والمواقع التي يؤدي لأصحابها، والمحيطون بمائدته، تجندوا جميعا للرد علي بما تعلموه من زعيمهم من لغة السفاهة والسفالة والتشمكير الفكري، والتشرميل التنظيري، والغباء البراغماتي، والبلادة التبريرية.لهؤلاء ولزعيمهم أؤكد أني أزداد وثوقا وإيمانا بأن ردودهم رسختني أكثر من ذي قبل في الموقع الذي اخترته منذ الانخراط الفعلي في النضال من أجل القضايا الوطنية والقومية، والقضايا الانسانية في كل زمان ومكان…..إنه موقع المقاومة والمكابرة والصمود. فالمقاومة والمكابرة والصمود ليست مجرد أفعالٍ عابرة، ولا هي ردود فعل مؤقتة على ظلمٍ أو احتلال، بل هي روحٌ متجدرة في الوجدان، تُغذّيها قيم الحرية والكرامة والإيمان بالعدالة، وتُحييها إرادةٌ لا تعرف الانكسار. هي شعلةٌ لا تُطفأ إلا بانطفاء آخر نفسٍ في صدر من يحملون رايتها دون أن تفنى.المقاومة والمكابرة والصمود هويةٌ لا تفنى، وجوهر لا ينقرض.إنها الدليل على رفض الخنوع والخضوع والاسترزاق، سواء إزاء مستعمر محتل، أو طاغية مستبد، أو ظالم متجبر، أو فاسد عابث. إنها دماء تسري في عروق المقاومين المكابرين الصامدين إنها شعلة مقدسة لا تنطفئ. فهي لا تحمل تاريخا تنتهي صلاحيتها بانتهائه، لأنها ببساطة ليست وسيلة، بل غاية في حد ذاتها في جميع مناحي الحياة. يردد المقاومون المكابرون الصامدون : “إما النصر أو الشهادة”، لأن روح المقاومة لا تعترف بالهزيمة. حتى لو سقطت الأجساد، فالفكرة تبقى حية، تُلهم المزيد من الأبطال. فالشهيد لا يموت، بل يُخلّد في ذاكرة الوطن، ويصير وقودًا لاستمرار المسيرة. وهنا يكمن السر: المقاومة لا تنتهي، بل تتناسخ.قد يموت المُقاوِم، لكن المقاومة لا تموت. إنها كالنهر الجاري، يتجدّد من ينابيع الإيمان والعدالة. حتى لو حاول الظالمون قتل الجسد، فإن روح المقاومة تظل أقوى من كل سلاح، لأنها روح تصنعها القلوب قبل الأيدي. إذا كانت الحياة ثمناً للحرية والكرامة والعدالة، فإن الموت في سبيلها هو أعلى درجات الخلود. والمقاومة، بهذا المعنى، ليست خيارًا، بل مصيرٌ لا مفر منه لكل من يؤمن بأن العبودية والخنوع والخضوع والاسترزاق هو الموتٌ الحقيقي قبل الأوان.أعرف أن هذا الكلام لا يستوعبه الشبيحة والمسترزقون بأقلامهم وتبريراتهم، لأن أرواحهم في بطونهم، وعقولهم في مؤخراتهم، وعيونهم على ما تمده لهم ايدي المهانة من فتات.وليعلموا أن كتاباتهم وتعليقاتهم الاستهجانية لن تهز شعرة في مفرقي، لسبب بسيط أني تشبعت المقاومة وأدافع عنها في كل الأحوال والحالات.فليحيا المقاومون.. الأحياء منهم والشهداء، لأن روح المقاومة لا تُقهر، ولا تنتهي إلّا حين يموت آخرُ حرٍّ على هذه الأرض.
