سياسة

*المصيبة الحقيقية في وجه المشاريع الملكية* هي الأحزاب و النقابات

…بقلم: *عزيز الدروش*

في مغرب اليوم، وفي ظل جهود جبارة يقودها الملك محمد السادس لإطلاق مشاريع استراتيجية كبرى، يبرز مشكل صامت لكنه قاتل: الأحزاب السياسية والنقابات، التي بدل أن تكون شريكة في البناء، تحولت إلى حجر عثرة في طريق التنمية، بسبب منطق المحاباة، وغياب الكفاءة، وتهميش الأطر الكفأة والنزيهة.الوزارات في المزاد العلني الحزبي… منذ تولي عزيز أخنوش رئاسة الحكومة، وزّع حزب التجمع الوطني للأحرار المناصب الوزارية وفق منطق الولاء للزعيم المفدى لا وفق معيار الكفاءة.فكيف نفسر تعيين كاتب دولة في الصناعة التقليدية دون أي تجربة ميدانية أو إرتباط حقيقي بالقطاع؟وكيف نبرر الأداء الباهت لكل من وزير التعليم الذي فشل في تنزيل الرؤية الملكية لإصلاح المدرسة العمومية، ووزير الصحة الذي أغرق القطاع في إرتجالية إدارية غير مسبوقة، ونقابات غاضبة، وخدمات متهالكة و تشجيع القطاع الخاص و وأد القطاع العمومي؟أما الناطق الرسمي باسم الحكومة، فبات مادة للسخرية أكثر مما هو مصدر للمعلومة، لتَحوُّل خرجاته الإعلامية إلى دروس في الإنكار والمغالطة و التضليل.وفي قطاع الثقافة، لم يكن حظ المغاربة أفضل مع وزير عاجز عن حماية التنوع الثقافي المغربي أو النهوض بالشأن الإبداعي والفني، إذ يبدو أن الوزارة صارت مجرد منصب رمزي لتزيين الحكومة و تشجيع التفاهة والإحتقار دوق المواطن المغربي و ضرب الهوية المغربية الإسلامية.إقصاء الكفاءات داخل الأحزاب… سياسة ممنهجةكل من تجرأ على فضح الفساد داخل الحزب أو طرح بديل عقلاني ووطني تم تجميده وطرده أو حتى متابعته قضائيًا. الكفاءات تُقصى لصالح وجوه باردة، صامتة، تابعة، لا تملك من السياسة غير الطاعة والخنوع للامناء العامين.والزعماء الحزبيون، في مختلف الإتجاهات، يتعاملون مع احزبهم كضيعات خاصة أو أصل تجاري فاسد، ويخشون من كل من يملك الجرأة على التفكير المستقل و التحليل العلمي الواقعي.النقابات… شركاء في العرقلة لا في الإصلاحأما النقابات، فقد إنحرفت بدورها عن مسارها. لم تعد صوت الطبقة العاملة والموظفين، بل تحوّلت في كثير من الحالات إلى أذرع ضغط سياسوية تُعرقل كل إصلاح ملكي حقيقي، بدعوى الدفاع عن “الحقوق المكتسبة”، بينما الحقيقة أنها تحمي مصالح الزعامات النقابية.والمعارضة… شعبوية تضلل المواطنفي مقابل حكومة غير كفؤة، نجد معارضة صاخبة لكنها خاوية، تمارس الشعبوية والمزايدات، دون تقديم بدائل واقعية. معارضة لا تنتصر للمواطن، بل تسعى فقط لركوب الأمواج وتحقيق نقاط انتخابية. في زمن الأزمات، لا مكان للضجيج بدون حلول، ولا فائدة من معارضة تُضلل الشعب بدل أن تنوره و تبدع في أشكال نضالية جديدة لتحقيق مصالح الشعب.الملك ينتقد… فمن يجرؤ على الإصلاح؟الملك محمد السادس عبّر مرارًا، في خطب واضحة، عن امتعاضه من بطء تنفيذ المشاريع، ومن تردي الأداء السياسي، داعيًا إلى الكفاءة، وربط المسؤولية بالمحاسبة. لكن الأحزاب صماء، والنقابات متواطئة، والمعارضة تضليلية، فيما الوطن يدفع الثمن.و في الأخير :ما يحدث اليوم هو إنقلاب ناعم على الجدية الملكية من طرف أحزاب فاشلة، ونقابات ميتة، ومعارضة مضللة.لقد آن الأوان لصحوة حقيقية تقطع مع العبث السياسي و القيام بثورة ملك وشعب، وتفتح المجال لكفاءات وطنية حرة، منتجة، ومواطِنة، تعيد الإعتبار لمفهوم العمل السياسي كخدمة لا كغنيمة .*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى

**عزيز الدروش فاعل سياسي و جمعوي*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID