حيمري البشير

لا لتسييس الشأن الديني في أوروبا،ولا لخلق الفتنة بين المسلمين

إذا كان الرئيس ماكرون صديق عميد مسجد باريس شمس الدين هو الذي يقف من وراء اللقاء المرتقب الذي دعى له مسجد باريس الفعاليات المسلمة من مختلف الأقطار الأوروبية،فإننا قد استوعبنا الرسالة،ونعلم مسبقا كراهية وحقده على الإسلام وأتباعه وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة ،ودليل ذلك المخطط الذي بدأه وزير داخليته منذ مدة في إغلاق المساجد وطرد الأئمة من البلاد،ثم توجيه اتهاماته المغاربيين على وجه الخصوص بالتطرف والإرهاب.التواصل المستمر لماكرون مع شمس الدين الذي يهيئ لهذا اللقاء غير بريئ ،خصوصا وأن العلاقات مع المغرب ازدادت توترا وسوءا بعد الإستقبال الملكي للسفراء الجدد المعتمدين في المغرب من دون السفير الفرنسي الذي لازال لم يقدم أوراق اعتماده الرسمي للملك .صرت أشكك في أهداف اللقاء المرتقب والمنظم في مسجد باريس ،في ظل العلاقة المتوترة بين الجزائر والمغرب من جهة وبين فرنسا والمغرب والتي وصلت إلى الحضيض بل تسير في اتجاه القطيعة ،لكون فرنسا لم تنحو منحى الدول الأوروبية المجاورة كإسبانيا وبلجيكا وهولندة وألمانيا وسويسرا والتي خرجت جميعها من موقفها الضبابي من قضية الصحراء فدعمت جميعها مشروع الحكم الذاتي كحل سياسي لإنهاء الصراع في الصحراء والتي تقف ضده هي الجزائر وتستمر في صرف ملايين الدولارات،لدعم المتآمرين وتمول المنظمات المساندة للبوليساريو في مختلف الدول الأوروبية .والذي نخشاه هو انخراط مسجد باريس الذي يوجد على رأسه محامي البوليساريو سابقا ،والذي استقبل من طرف الرئيس تبون في وقت سابق .إننا نخشى أن يصبح مسجد باريس الذي أسس للعبادة والألفة والتضامن بين المسلمين ،مسجدا للتآمر على المسلمين وتنفيذ مخطط ماكرون ووزير داخليته لتصفية الحساب ،وإثارة الفتنة بين المسلمين ليس فقط في فرنسا وإنما في مجموع أوروبا لأن العديد توصلوا بدعوات لحضور هذا اللقاءات نريد أن نسبق الحدث،ولن نلتزم الصمت إذا هدف اللقاء التآمر على النموذج المغربي للتدين والمؤسسات الدينية التي بناها المغرب .وإذا كان المستهدف المغرب ومؤسساته الدينية في مجموع أوروبا .فإن هناك عيون يقظة تراقب مايجري ،ونتساءل هل تم توجيه دعوات للمجلس العلمي للعلماء وأئمة مغاربة لهم موقف من تسييس الشأن الديني وخلق الفتنة بين المسلمين .كنا امنا سنوات نخشى من صدام بين الديانات السماوية في أوروبا ،والآن أصبحنا صداما وفتنة بين المسلمين يقف من ورائها رئيس أصبح مغضوب عليه وتلقى رسالة واضحة في قطر عندما حضر مقابلة نصف النهاية بين المغرب وفرنسا ،لقد لقنه الجمهور المغربي درسا لن ينساه،وهو الذي تطاول على شخصية الرسول الكريم،الجمهور المغربي ردد بصوت جماعي لا إلاه إلا الله محمد رسول الله .ورسالتي لشمس الدين الذي يقف وراء تنظيم اللقاء أن يبتعد عن تنفيذ أجندة الجزائر ومخابراتها التي أصبحت تتحكم في مسجد باريس ،إن تسييس الشأن الديني لايخدم المسلمين في ُرنسا وعموم أوروبا واستهداف النموذج المغربي وتأليب المسلمين من جنسيات أخرى على المغرب والمغاربة فتنة سيكون لها أبعادًا خطيرة المؤسسات الدينية في عموم أوروبا نريدها أن تبقى بعيدا عن الصراع السياسي ،والولاء يجب أن يكون لله والعقيدة التي تجمعنا ولا تفرقنا ،يجب أن يتوحد المسلمون ضد عدو واحد عبر عن حقده للإسلام والمسلمين ولرسوله الكريم .لانريد تسييسا للمنابر ،نريد أن يكون من يقف في المنبر يجمع ولا يفرق بين المسلمين،ويسعى لجمع الكلمة وتوحيدها بين المسلمين بغض النظر عن جنسياتهم المختلفة ٫ نريد أن يرتقي المنظمون لمثل هذه اللقاءات لخطاب ديني راقي يجمع ولا يفرق وينشر المحبة والألفة بين مختلف الشعوب والديانات وليس للفتنة هذه رسالة يحملها كل غيور على دينه في هذا الزمن الصعب لا سيما والمسلمون يواجهون تحديات كبيرة في مختلف الدول الأوروبية.ويستمر النقاش الهادئ في انتظار مفاجآت ومواقف من جهات متعددة حول اللقاء الذي دعى له مسجد باريس فعاليات تتحمل المسؤولية في عدة مساجد في أوروبا .ثم كان الأجدر أن يكون محور النقاش في اللقاء مايتعرض له المسلمون في السويد والدنمارك من إهانات بحرق القرآن الكريم وتدنيسه من طرف حاقدين على الإسلام والتضامن الإسلامي ضد هذه الدول التي تسمح قوانينها بتدنيس القرآن وحرقه والإساءة للمسلمين.ولنا عودة للموضوع

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube