أخبار دوليةمقالات الرأي

الجزائر التي تنازلت عن ديون الدول الإفريقية من أجل عيون البوليساريو

ماذا جنت الجزائر التي تنازلت عن ديون الدول الإفريقية وأنهتها السنة الماضية بتوزيع مليار دولار على الدول الإفريقية الفقيرة لتنقذ تورطها في خلق البوليساريو لتقسيم المغرب والتآمر على وحدته الترابية .من خلال دعم هذه الدول في تجمع الإتحاد الإفريقي ،وحتى يبقى الكيان الذي صنعوه داخل هذا الإتحاد . النظام العسكري في الجزائر ،يعيش سلسلة من النكسات،على إثر الإنقلابات التي تعرفها عدة دول تجمعها حدود مشتركة مع أقوى جيش فاشل ،يقوده ضباط فاشلون يهربون ويبعثرون أموال البترول والغاز ،والشعب يعاني من غلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية كان آخرها العدس والفاصولياء ،وهي مواد أساسية في المائدة الجزائرية.ناهيك عن أزمة الماء الشروب التي تعاني منها جل المدن الكبرى ،بحيث تعذر على العديد من المواطنين في العديد من المدن على الحصول على المياه الصالحة للشرب ،وحتى في الحصول على قطرة ماء لتغسيل موتاهم .كارثة يعيشها السكان في العديد من المدن الكبرى بسبب أزمة الماء ووعود تبون في تحلية مياه البحر الخيالية التي صرح بها في الأمم المتحدة والتي كانت سببا في سخرية المتتبعين في العالم نظرا للأرقام الخيالية التي صرح بها الرئيس تبون.المتابع للوضع الإقتصادي في الجزائر وندرة المياه وغلاء الأسعار بل وفقدان العديد من المواد الأساسية التي يستهلكها المواطن الجزائري ،في الوقت الذي تنفق الدولة أموالا طائلة على مرتزقة البوليساريو تجاوزت خمس مائة مليار دولار منذ خلق هذا الكيان سنة 1973من أجل تقسيم المغرب للتغطية على احتلالها للصحراء الشرقية التي فصلتها فرنسا عن المغرب لاحتوائها على معادن باطنية نفيسة ظنا منها أنها ستبقى في الجزائر كما أنها ضمت أراضي تونسية غنية بالغاز .فرنسا خرجت من المغرب العربي لكنها تركت بؤر التوتر مع الدولتين تونس والمغرب حتى تبقى متحكمة في المغرب العربي واستقراره ،أو إشعال فتيل الصراع تارة مع المغرب عندما يفكر في استرجاع صحرائه الشرقية وتارة مع تونس عندما تفكر في استرجاع المناطق الحدودية مع الجزائر الغنية بالغاز.فرنسا وحتى بعد خروجها بقيت متحكمة في كل شيئ في بلد المليون ونصف شهيد،وهي تمتلك أوراقًا تستخدمها كلما وجدت مصالحها مهددة في الجزائر ،وعندما تتعمق في البحث عن المفاتيح التي لازالت فرنسا تمتلكها وتتحكم فيها رغم انسحابها سنة 1962من الجزائر فستصاب بالدهشة ،بحيث أنها خرجت من الباب وتركت مدخلا من النافذة بمعنى أنها المتحكمة في المجال الجوي وهي المتحكمة في تصاميم وخرائط قنوات المياه العادمة في المدن الكبرى الجزائر العاصمة ووهران ،ومن أراد المرور في الأجواء الجزائرية فمن يمتلك المفتاح والترخيص هي فرنسا .وإذا اختنقت مجاري المياه في الجزائر العاصمة ووهران فالذي يمتلك الخرائط والتصاميم المستعمر الفرنسي . والذي يقف حجرة عثرة في حل مشكل الصحراء هي فرنسا التي استعملت الجزائر لتمويه العالم وتستمر في موقفها الضبابي بعدم دعم مشروع الحكم الذاتي وهي تعلم أن الصحراء الشرقية مغربية وكذلك الصحراء الغربية مغربية.أبى من أبى وشاء من شاء .وموقف فرنسا المناوئ لقضية الصحراء سيجر عليها الويلات وسيفقدها كل مصالحها الاقتصادية في المغرب وهي في الطريق كما فقدتها في العديد من دول الساحل ،كان آخرها النيجر والقائمة متواصلة.ماكرون لم يعد رجل ثقة في إفريقيا ،والمغرب من الدول التي سحبت كل ثقتها في فرنسا والتوتر بلغ مداها وسيزداد بعد معرفة موقف فرنسا من قضية الصحراء في الإجتماع القادم لمجلس الأمن لمناقشة قضية الصحراء فإما تنخرط فرنسا مع باقي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لدعم الخيار الأوحد لإنهاء الصراع ألا وهو دعم مشروع الحكم الذاتي التي قدمه المغرب سنة 2007 لإنهاء الصراع ،أوفقدان كل مصالحها الإقتصادية في المغرب بوابة إفريقيا.فرنسا أصبحت بين خيارين إما تساند مشروع الحكم الذاتي كإسبانيا وأن-لترجمة وبلجيكا وهولندة وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة وإما تصنف مع الدول العدوة للمغرب وتفقد كل مصالحها ليس فقط في المغرب وإنما مع كل الدول الإفريقية التي تثق في سياسة رابح رابح التي نهجها المغرب منذ أكثر من عشرين سنة.وعلى فرنسا أن تأخذ العبر من روسيا التي بقيت تحافظ على علاقة متينة مع المغرب ولم تتخذ لحد الساعة أي موقف معادي للمغرب فيما يخص قضية الصحراء حفاظا على مصالحها الإقتصادية وعلى ثروة المغرب فيما يخص الغاز والأورانيوم والخيرات الباطنية التي تزخر بها مناطق عدة من وطنا العزيز .لازالت فرص قائمة أمام فرنسا لاستعادة العلاقات مع المغرب لطبيعتها ،وأعتقد أن زيارة زعيم المعارضة الشيوعية المزداد في مدينة طنجة ميلنشون والعريضة التي قدمتها المعارضة أكثر من مائة نائب فرنسي لدفع ماكرون لمراجعة سياسته اتجاه المغرب كل ذلك يصب في مصلحة المغرب ويشكل ضغطا على ماكرون.بالإضافة إلى ذلك فإن الداخلي في فرنسا بسبب فقدانها لمصالحها في إفريقيا وطرد قواتها من عدة دول إفريقية يشكل ضغطا على ماكرون قد يدفعه لتقديم استقالته.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube