مسجد تنمل معلمة افتقدناها معلمة شاهدة على حضارة الموحدين
غير بعيد قضيت ستة أيام بالمنطقة في جولة سياحية كانت الأولى للإطلاع على حضارة الموحدين والمرابطين وماخلفه من ٬معالم وآثار بقيت شاهدة على قوتهم .وقفت أتأمل مسجدتنمل الذي كان بالأمس القريب من المعالم التاريخية الشاهدة على عظمة الموحدين وارتباطهم بالإسلام كما وقفت أمام صومعة الكتبية منارة المرابطين التي لم ينل منها الزلزال والحمد لله .مسجد تنمل المنهار بقوة الهزةوالذي عمر تسعة قرون لم تنل منه الأمطار والثلوج والتغيرات المناخية والمحيط.وبقي معلمة حضارية كانت محج الساكنة ،ومقصد حفظة القرآن ورجال الدين .حتى ضربه الزلزال وتألمت الساكنة والشعب المغربي لانهياره بل منهم من بكى بحرقة ولم يبكي على مافقده من أفراد عائلته.مسجد تنمل معلمة تاريخية بقيت صامدة خلال تسعة قرون .وانهارت بقوة الهزة . فأصبحت محج كل المغاربة الذين يتوافذون ليل نهارللوقوف أمام هذه المعلمة يبكون بحرقة ويبقون متشبثين بالأمل في إعادة بنائه ومصرون على إعادة ترميمه وصيانته،لأنه من أغلى المعالم التي بقيت شاهدة على حضارة الموحدين ولأنه معلمة مسجلة كتراث عالمي .وإعادة ترميمها طموح ليس فقط الساكنة وإنما كل الوطن وكل الذين يفتخرون بالحضارات التي عرفتها المنطقة،والتاريخ الحافل الذي سجله ملوك الموحدين وحافظ عليه الملوك الذين جاؤوا من بعدهم .كم كنت أتمنى أن أدخل في نقاش مع ساكنة المنطقة وكم كنت أتمنى أن أقضي وقتا سعيدا أصلي فيه صلاة الجماعة حتى أكون قريبا من الناس البسطاء ،حفظة كتاب الله ،عاشوا بسطاء والكثير منهم ماتوا شهداء بسبب الهزة الأرضية ومن بقي حيا منهم يحمد الله على كل الذي حصل.سيبقى مسجد تينمل في ذاكرة سكان المنطقة والشعب المغربي مسجد يختزن بين جنباته ذكرى من جلسوا أمام محرابه ليقرؤوا أول مرة الحزب الراتب (حلقة جماعية لتلاوة القرآن) الذي ما زال يصدح به في مساجد المغرب حتى اليوم، ليكون أول مسجد في بلاد الغرب الإسلامي تسن فيه هذه السنة الحميدة”.