حيمري البشيرمقالات الرأي

استمرار الإعلام الرسمي للتغطية على الفساد يسيئ للمؤسسة الملكية وللمغرب

يجب أن تكون لنا الجرأة لقول الحقيقة دفاعا عن صورة المغرب،فالكوارث التي حلت بالمغرب مؤخرا سواءا بسبب الزلزال أوالفيضانات،كشفت المستور ومكامن الخلل في تدبير الشأن العام على جميع المستويات ،وبالخصوص على مستوى التدبير الحكومي ،والإهمال الذي تعرفه قطاعات متعددة.والذين يتحملون المسؤولية،تراهم يسابقون الزمني كل زيارة ملكية للقيام بتلميع صورة الأماكن التي سيحل بها الملك .من خلال تنظيف الشوارع التي سيمر بها،وتجنيد موظفو البلديات لصباغة مايمكن صباغته،ورفع اللافتات والأعلام تيمنا بالزيارة الملكية.فإذا كانت الزيارة تتعلق بمستشفى فالكل يتغير في رمشة عين في الجناح الذي سيزوره الملك .حتى يقدم مسؤولو المستشفى صورة غير الصورة التي توجد عليها باقي الأجنحة.هناك غياب الضمير،وهي حقيقة يعرفها الجميع.نحن بحاجة لإعلام ينقل الحقيقة ويكشف المستور من أجل التغيير.نحن بحاجة لزيارات ملكية فجائية ،لمعرفة حقيقة الأوضاع المزرية التي تعرفها جل المستشفيات ،وغياب الضمير المهني ،والتسترعن هجرة الأطر الطبية إلى الخارج حوالي 750طبيب يهاجرون سنويا إلى أوروبا وكندا .علينا أن نتحمل المسؤولية في تغطية مايقع ،وإظهار الوجه الحقيقي لمستشفياتنا.علينا أن نكشف الحقيقة كذلك ،أن فئات عريضة من المجتمع المغربي غير قادرة على العلاج في مستشفيات الدولة بالمجان.وأن العديد من الفقراء الذين لا يكسبون قوت يومهم ،ملزمون بأداء مصاريف العلاج في مستشفيات الدولة،لأنهم لا يملكون تغطية صحية.إن الصورة التي نراها في الإعلام الرسمي ،ليست هي الصورة الحقيقية،لأن المسؤولون على تدبير المستشفيات لا ينقلون الحقيقة وعلى رأسهم وزير الصحة .الخلل في تدبير الشأن العام ،ليس مقتصرا على المستشفيات ،بل هناك قطاعات متعددة في الدولة،تعرف إكراهات بسبب سوء التدبير وفي مقدمتها المجالس المنتخبة ..إن آثارالزلزال الكارثية كشفت غياب النجاعة في تدبير الجماعات والمجالس المنتخبة التي عشعش فيها الفساد،وكشفت نخبا وطفيليات تسير المجالس القروية والبلدية لكي تنهب وتسرق وتستغني على حساب الشعب المغربي بكل الطرق في غياب الضمير هذا واقع معاش في كل المدن والقرى إلا من رحم ربك.لقد استشرى الفساد والنهب وتهريب الأموال للخارج،والأمثلة كثيرة،وغابت المحاسبة من مؤسسة القضاء.آن الأوان،بعد الزلزال والفيضانات التي ضربت البلاد ،ليفتح القضاء ملفات كثيرة ويقول كلمته في الملفات المفتوحة.آن الأوان لمحاسبة ،كل الذين يتهاونون في تحمل المسؤولية على أحسن وجه ،نحن بحاجة لإعادة النظر في مدونة الانتخابات ،ووضع الثقة في نخب مسؤولة لها ضمير حي .نحن بحاجة لزيارات ملكية مفاجأة وليس زيارات مرتبة مسبقة تغطي على مكامن الخلل،نحن بحاجة لإعلام مسؤول يفضح كل العيوب ويطالب مؤسسة القضاء بالمحاسبة .آن الأوان لمحاسبة كل الذين يتهاونون في تحمل المسؤولية على أحسن وجه،لماذا نحن أحوج لزيارات ملكية فجائية للوقوف على مكامن الخلل في التدبير ،ومحاسبة كل واحد يخل بالمسؤولية ويسيئ لصورة البلاد.آن الأوان لاسترجاع كل الأموال المنهوبة من طرف مسؤولين تحملوا المسؤولية في تدبير شؤون الدولة.آن الأوان لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب،،لحفظ صورة المغرب بالخارج.إلى متى ستبقى المجالس المنتخبة ومؤسسات الدولة تتحرك فقط عند كل زيارة ملكية؟يجب إعادة النظر في مدونة الانتخابات ،والأحزاب السياسية يجب أن تتحمل كامل المسؤولية في تزكية النخب المؤهلة،لتدبير الشأن العام على جميع المستويات .

الكوارث التي حلت بالمغرب بسبب الزلزال المدمر والفيضانات بينت أن هناك نخب فاسدة وغير مؤهلة لتدبير شؤون الجماعات والبلديات.وأن هناك غياب المراقبة والمحاسبة ،وأن الأحزاب السياسية يجب أن تتحمل كامل المسؤولية فيما يقع في البلاد وفي اختيار النخب المؤهلة لتدبير الشأن العام.يجب فرض شروط معينة في الترشيحات،فالأهلية والكفاءة والوعي السياسي والغيرة على صورة الوطن، من الشروط الأساسية في تدبير الشأن العام والحفاظ على صورة البلاد في الخارج .لقد أظهرت الكوارث التي حلت بالمغرب أننا أصبحنا بالفعل أمام إكراهات كبيرة في تدبير الشأن العام بسبب غياب النخب السياسية التي لها غيرة على صورة المغرب بالخارج،نحن بحاجة في المستقبل واليوم إلى نخب سياسية مؤهلة أخلاقيا وسياسيا ومهنيا وثقافيا تحمل حس وطني وغيرة وطنية .فالكوارث التي حلت ببلادنا تفرض علينا إعادة النظر في من يوكل إليهم تدبير الشأن العام للتقليل من حجم الأضرار التي تخلفها الكوارث التي تحل بالمغرب.وعندما نتحدث بصراحة،وننتقد،وبحكم أننا نعيش في مجتمعات ديمقراطية تسير فيها الشأن العام نخب سياسية تحمل قيما ديمقراطيا تعي ثقل المسؤولية ولا تقع في الأخطاء التي تقع فيها النخب الساسية المتغربين التي تدبر الشأن العام في المغرب .فإننا كرجال إعلام كجالية قادرون على المساهمة في دمقرطة المجتمع المغربي ،ونقل التجارب الديمقراطية التي نعيشها في الغرب إلى المجتمع المغربي من خلال المشاركة السياسية لمغاربة العالم .وتجسيد القيم الديمقراطية في أحسن صورها.نريد المساهمة في محاربة الفساد ووقف نزيف هروب الكفاءات للخارج،ووضع حد للفساد في العديد من المؤسسات.يجب أن نعترف أن هناك خلل في تدبير العديد من المؤسسات وعندما يغيب الضمير لدى المجالس المنتخبة،ويعشعش الفساد في كل المؤسسات ،فالمواطن يحس،باليأس في تحقيق التغيير.نحن بحاجة لزيارات ملكية فجائية وغير مرتبة لكل المؤسسات من طرف جلالة الملك ليقف على حقيقة الأمورومحاسبة كل الذين يخلون بالمسؤولية ،نحن بحاجة لإعلام ينقل الحقيقة ويتكلم بكل جرأة عن كل بؤر الفساد ويفضح الفاسدين ويطالب مؤسسة القضاء بمحاكمتهم ،نحن اليوم بحاجة لإرجاع الثقة لهذا المواطن حتى تبقى صورة الملك مقرونة بحب الشعب في ذاكرة الأجيال.

حيمري البشير البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube