فضاء الأكادميينمستجدات

هل يحتاج الرئيس تبون إيقاظ هواري بومدين من قبره..!

البروفسور محمد الشرقاوي واشنطن

أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا

ليس سؤالا مفتعلا لتركيب مشهد سوريالي يُعيد الأموات، أو إقحاما عبثيا لزخرفات تاريخية في التّحليل السياسي، بل تفرضُه جدليةُ السّياق بين ما تبنّته الجزائر إزاء المغرب عام 1975 في ظل تركة العداء المتواتر منذ حرب الرمال عام 1963، وديناميات المرحلة بعد أزمة الكركرات وتحلّل جبهة البوليساريو من اتّفاق الهدنة في خريف 2020.
وبين السّياق والديناميات، يكبر سؤال المآل والإستشراف، فيتّسع نطاق الاهتمام الدولي والإقليمي بطبيعة الفعل أو اللّافعل الجزائري المرتقب إزاء تعهّد الرئيس ترمب بالاعتراف بمغربية الصّحراء، وتشييد قنصلية أمريكية في الداخلة على بعد 170 كيلومترا من تندوف في المستقبل. وإذا وفى ترمب بما وعد قبل مغادرته البيت الأبيض الشهر المقبل، سيرتفع علمٌ أمريكيٌ عند أقرب نقطة محادية لأرض السّيادة الجزائرية للمرّة الأولى في التاريخ. لم يقترب نفوذُ أمريكا قطّ من هذا “الجوار” الجزائري لا من البرّ ولا من الجوّ ولا من البحر، ولم تظهر زرقاء اليمامة الأمريكية بأعين كاميرات البنتاغون ورادارات المخابرات المركزية من قبل بهذه الحميمية غير بعيد عن جنوب شرقي الجزائر، حتى في ذروة الحرب الباردة واصطفاف الجزائر الاشتراكية مع المعسكر السوفييتي ضدّ المعسكر الغربي بقيادة دولة “اليانكيز”، كما وصفتها بعض الأدبيات.
سؤالٌ يحوم بإلحاح فوق أجواء قصر المُرادية هذه الأيّام..! هو سؤال الاستراتيجيا البديلة لدى الجزائر الآن. وأستحضر هنا مفهوم الجيوستراتيجيا، أو الاستراتيجيا الجغرافية، في ممارسة القوّة وضمان مواقع حيويّة معينة وتصميم حضور سياسي مؤثّر في النظام الدولي، أي مسعى كلّ دولة لملائمة وسائلها مع تحقيق غاياتها المنشودة. وتستدعي في الغالب شبكة تحالفات مع القوى الأخرى ذات الأهداف المماثلة أو مع الدّول الأصغر الموجودة في المنطقة. وكما يُقال إن الجغرافيا هي “أمّ الاستراتيجية”. يوضّح أحد منظّري توازن القوى روبيرت غيبلن في كتابه الشهير “الحرب والتحوّل في السياسة الدولية”War and Change in World :Politics كيف أنّ “العامل الأكثر أهمية في عملية تغيُر السياسة الدولية ليس التوزيع الثابت للقوة في النظام سواء في حالة قطبية ثنائية أو عالم متعدد الأقطاب، وإنما ديناميات علاقات القوّة مع مرور الوقت.”
لم يصدر بيانٌ من الخارجية الجزائرية أو يُعقدَ مؤتمرٌ صحفيٌ عاجلٌ للتّعليق على قرار الرئيس ترمب الذي تعتبره الرباط الجارة “حدثا تاريخيا”، ويصوّره بعض المعلّقين بأنّه بمثابة وضع “مفتاح ملكية” المناطق المتنازع عليها منذ خمسة وأربعين عاما في يد المغرب، كمبادرة ردّ للجميل “لدولة اعترفت باستقلال أمريكا عام 1777″، كما جاء في تغريدة الرئيس ترمب.” وسط تقلبات غير مسبوقة في الميزان الجيوستراتيجي الإقليمي والدولي، خيّم الصمت مدة يومين كاملين بانتظار كلمة الجزائر بحكم الأهمّية التي توليها سياسيا واستراتيجيا وإنسانيا لوضع تندوف والبوليساريو وإيواء ومناصرة 90000 من الصحراويين في المخيمات، وفق إحصائيات المفوضية الأوروبية.
انتظر رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد حتى يوم السبت موعدِ احتفاليةِ الذكرى الستين للتظاهرات الوطنية خلال حرب الاستقلال (1954-1962). فتدفقت في خطابه شتّى الأطياف لنظرية المؤامرة من قبيل “الجزائر مستهدفة بالذات”، وهناك “تحديات تحيط بالبلاد”، وترتيب “عمليات أجنبية”، ووجود “إرادة حقيقية” لضرب الجزائر. ولوّح أيضا بأنّ لدى حكومته “دلائل” مرتبطة بما “يحدث على كلّ حدودنا”، ولم ينس التأكيد أيضا على “وصول الكيان الصّهيوني قرب الحدود”.
غاب وضوح الرّؤية في العقل السياسي الجزائري، وبدت أماراتُ المفاجأة وعباراتُ التردّد في ثنايا الخطاب، وتعطّلت القدرة على تقديم موقف متماسك ينمّ عن تقييم استراتيجي دقيق أوعن حنكة في إدارة الأزمة سياسيا وإعلاميا. لم تحضر سوى عبارات التحذير من خطر خارجي داهم، فيما انتشر وقع التحذير في أذهان وقلوب الجزائريين بسرديات الضحية المستهدفة.
تعدّدت الأسباب وتوحّد المآل: مشهد رئيس وزراء الجزائر أمام أزمة جسيمة يختزل الكثير، ويعكس كيف تتحوّل عضلات القوة ومناصرة الشعوب في الماضي إلى عَبَرات الوهن والانكماش في الذات ببكائية المؤامرات الخارجية في الحاضر.
لم يكن في يد السيد جراد من أدوات فعالة لإدارة المرحلة، على ما يبدو، سوى اللّجوء إلى فزّاعة الخوف والتخويف على أمل استنهاض الهمم وتهدئة السّجال الداخلي حول مشاريع الرئيس ترمب ومضاعفاتها على الجزائر والمنطقة برمّتها. يقول المؤرخ الفرنسي باتريك بوشرون في كتابه Machiavelli: The Art of Teaching People What to Fear “ميكيافيلي: فنّ تعليم الأفراد ما ينبغي الخوف منه” إنّ “القوّة الحقيقية هي الخوف”، وأنّ “الأشخاص الذين يرون التاريخ مأساويًا في المقام الأول يشعرون أن مشاهد الفوضى التي لحقت بنا ربما تكون مكتوبة من قبل شكسبير شخصية الأشباح.”
بعد غياب أكثر من ستة أسابيع، يظهر الرئيس الجزائري عبد االمجيد تبون، شدّ الله عضُدَه في مقاومة كورونا كما يأمل في الأسابيع الثلاثة المقبلة، في شريط مسجّل ويتفادى التعليق على الأزمة الجديدة والعدوان المحدق بالبلاد والعباد كما جاء في خطاب رئيس وزرائه. قد تكون الأسابيع القليلة المقبلة فرصة لتأملات في صحته الجسمية، وصحة بلاده ومناعة المنطقة برمتها من دومة التصعيد من أجل التصعيد. وكما يخلص رئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي إلى القول إنّها حروب غير مرغوبة Unwanted Wars، لكنّه يسأل لماذا أصبحت المنطقة العربية قابلة للاشتعال في أيّ لحظة.
قد تكون وقتا هادئا أيضا بالنسبة للرئيس تبون للتفكير مليّا في ما عبّر عنه مندوب بلاده في المنظمة العالمية سفيان ميموني بشأن القلق “من انسداد العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة لتسوية نزاع الصحراء”. فماذا يمكن تحريكه الآن على رقعة الشطرنج السياسي إزاء المغرب والولايات المتحدة والدول العربية التي لا تقبل فكرة دولة سادسة في المنطقة. وكما هي الطبيعة تخشى الفراغ، فإن العلاقات الدولية لا تستكين لنهاية مسار دبلوماسية الأمم المتحدة واستبدال مشاريع التسوية بخيارات المواجهة في قائمة صراعات أصبحت في خانة الصراعات المنسية.
جايل الرئيس تبون جميع رؤساء الجزائر منذ الاستقلال عام 1962، ويدرك كيف كان مؤسس البوليساريو الوالي مصطفى السيد ورفاقه يبحثون عن حلفاء إقليميين مع القذافي في ليبيا والذي منحهم الدعم السياسي والمادي بأربعين مليون دولار، قبل أن استقطبهم الرئيس الراحل الهواري بومدين، وتعهّد بتسليحهم وتدريب مقاتليهم من أجل تسوية حسابات قديمة مع الملك الحسن الثاني منذ حرب الرمال عام 1963، في مسعى لترجيح الكفة الجزائرية في ميزان التنافس على قيادة المغرب الكبير. تعهّد بومدين بعبارة “يا أنا، يا الحسن الثاني في المنطقة”، كما يروي #مبارك_بودرقة خلال لقاء بين بومدين والفقيه البصري في الجزائر العاصمة. ومما زاد في حماسة بومدين لدعم البوليساريو وقتها خيبة الأمل التي خلّفها لديه قرارُ المعارضة اليسارية المغربية عدم التّواطؤ وعدم قبول عرضه تسليحَها للقيام بعمليات ضد المغرب.
في المقابل، اعتمد بومدين معادلة صفرية سلبية بفرضية “الأنا الرّابح” مقابل “الآخر الخاسر” في منحى انفعالي أكثر منه واقعيا. لكن هذه المعادلة التي تستند إلى نظرية اللعبة وتقدير لميزان قوى مفتوح على أكثر من احتمال لم تسعفه بتطويع الجغرافيا السياسية أنذاك، ولم تمنحه ما كان ينشد لمكانة الجزائر بين دول عدم الانحياز والحركة العالمثالثية، مما شكل العمود الفقري للسياسة الخارجية الجزائرية خلال رئاسته (1965-1978).كانت السياسة الخارجية لجزائر بومدين تعمل بمقولة الخلطة الذكية والجمع بين دواعي المصلحة والواقعية السياسية من ناحية، وخطاب يضفي عليهما سماحة القيم ومناصرة حركات التحرر من ناحية أخرى.
لكن سماحة القيم لم تحضر في خلد الرئيس بومدين عند قراره طرد 75000 من المواطنين من أصول مغربية من الجزائر صباح عيد الأضحى يوم 18 ديسمبر 1975 في المسيرة الكحلا التي لم تُشف منها النفوس عبر الأجيال بعد، ولم يجد لها المؤرخون تبريرا في كتب التاريخ.
يحضر علم النفس السياسي هنا في فهم الحنق الذي شعر به بومدين من تغييبه من عملية اتخاذ القرارات، والكيفية التي ساندت بها الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تحرّك المغرب قرب حدود بلاده الجنوبية. ويذكر ستيفان زون وجيكوب مندي في كتابهما “الصحراء الغربية: الحرب والقومية وتسوية الصراعات” أنّ من الصّعب الاعتقاد أن مصلحة الجزائر في قضية الصحراء “تُعزى إلى حرصها على صورتها الوطنية، بل دعمت البوليساريو من أجل الدّفع قدما بفكرة تأسيس الدّولة والاستقلال، وليس مجرّد الحقّ في تقرير المصير والحق في اختيار الاستقلال… كان النّظام الجزائري الذي يهيمن عليه الجيش يعتبر البوليساريو عربة شرعية مواتية لقلب الوضع القائم بعد نجاح الحسن الثاني في ضم الصحراء الغربية أو مراقبة تحرّكات المغرب على أقل تقدير.”
خلال انعقاد القمة العربية في الرباط في أكتوبر 1974، توصّل الملك الحسن الثاني والرئيس الموريتاني ولد داده إلى “تفاهم حول تقسيم الصحراء الإسبانية، بمباركة الرئيس بومدين. ولم تكن الجزائر وقتها متحمّسة لنشاط البوليساريو، وقامت بترحيل بعض قياداته في بعض الأوقات، مما جعل ليبيا مصدر الدعم الرئيسي للجبهة. واستمر المغرب أيضا في تأجيل التوقيع النهائي على معاهدة 1972 لرسم الحدود مع الجزائر. لكن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية في أبريل 1975، أعلن عبد العزيز بوتفيلقة وزير خارجية الجزائر آنذاك موقفا معارضا لموقف المغرب من قضية الصحراء الغربية… وخلال مناقشات محكمة العدل الدولية في صيف ذلك العام، رافعت الجزائر من أجل تقرير المصير وحق الدول في التدخل لصالح هذا المبدأ،” كما تكشف الوثائق الدولية.
توفي الرئيس بومدين عام 1978 دون تقييم دقيق لعائدات الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو على المدى البعيد، وما ظل خفيا في استدامة الجليد بين الجزائر والرباط حتى الآن، رغم انفراج نسبي عند توقيع معاهدة مراكش لتأسيس الاتحاد المغاربي في 17 فبراير 1989. وورث رؤساء وجنرالات الجزائر اللاحقون، باستثناء محمد بوضياف، تركة هذه الواقعية السياسية ذات الحسابات المتقلبة مع مجافزة غير استراتيجية بمعادلة “رابح – خاسر” ذاتها. وتحوّل دعم البوليساريو إلى محور رئيسي في العقيدة السياسية الجزائرية.
يذكر مؤلّفا كتاب الصحراء الغربية أنّ “القبضة المدنية الأكبر على قيادة الجزائر عند استقالة عدد من كبار جنرالات خلال إعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة عام 2004 (دون تأييد الجيش بشكل واضح)، لم تتجسّد في دعم أقلّ للبوليساريو. وعلى خلاف التوقّعات عام 1999، أصبحت الجزائر أكثر حدّة في تأييدها للقومية الصّحراوية الغربية… وتستند الصّورة الذاتية للجزائر، وخاصّة لدى جيل القادة الذين ما زالوا في السلطة، إلى نموذج قومي راديكالي مناهض للاستعمار يسقطونه على البوليساريو. ومن السّهل أن ينظر المرء بعين الريبة إلى نظام ربما يكون أحد أكثر الأنظمة غموضًا وعسكرة واستبدادية في العالم، لكن ينبغي أن يتذكّر المرء أنّ المغرب لا يحتكر الدوافع الأيديولوجية. ومع ذلك، فإن الصّحراء الغربية تخدم المصلحة الإستراتيجية التي تتصوّرها الجزائر على المدى القصير، وهي مراقبة ميزان التنافس مع المغرب كخصم إقليمي للهيمنة.”
لم تَمُتْ عدائيةُ حرب الرمال بعد سبعة وخمسين عاما، بل تحوّلت إلى كرة ثلجية متعاظمة في تقديرات الجزائر تتداخل فيها إدارة قضية الصحراء، وتدبير العلاقات مع المغرب وفرنسا، وأيضا تبخيس الجهود الحالية لإنعاش مشروع الاتحاد المغاربي بعد سباته لأكثر من ثلاثة عقود. وكما قال الرئيس تبون في مقابلة تلفزيونية فرنسية في يوليو الماضي، إنه “لا يؤكد ولا ينفي” عزم حكومته تشييد قاعدتين عسكريتين قرب الحدود مع المغرب، بعد أكثر من عام من مطالبته المغرب بتقديم “اعتذار إلى الشعب الجزائري” عن قراره فرض تأشيرة الدخول على الجزائريين عام 1994. يستمر ميراث حرب الرمال وإغلاق الحدود بين وهران ووجدة ومنطق “جوج بغال” دون حرث ودون حصاد لأكثر من ربع قرن، وهو وضع يجسد منطلق المعادلة الصفرية التي تتمسك بعناد ينّم عن الاحتماء بماضوية سياسية تحكم العقل السياسي الجزائري أكثر من المغربي الذي بلور منذ أكثر من عامين صيغة أولية للحوار وتجاوز سد الأقفال ورفع الحواجز الشائكة على الحدود.
قد يكون في تقديرات جزائر 2020، الخارجة من حراك 2019، أن قضية الصحراء ومساندة البوليساريو لا تزال تمثل ورقة المرحلة بتكريس خطاب معياري أو مبدئي بشأن مصير الصحراء على أمل توحيد الصف الجزائري باستدامة العداء تجاه المغرب. وقد يساعد هذا الطرح في تجاوز مطالب المساءلة للمسؤولين الجدد عن تعثرات حقبة بوتفليقة لعشرين عاما، أو مساءلة المؤسسة العسكرية. لكن روح المرحلة قد تغيرت بعدقرابة خمسين عاما وتجاوزت معها استراتيجية العلاقات الدولية نضالية الرئيس الراحل بومدين وتوسيع دور الجزائر ضمن حركة عدم الانحياز والعالمثالثية، أو موقعها من الاستقطاب الذي زال بزوال جدار برلين ونهاية الحرب الباردة. ميزان القوة سيتأثر أيضا بتراجع قيمة النفط في الأسواق العالمية وقرب زوال أهميته بحلول عام 2040، وهو نبأ غير سار على سائر دول أوبيك، وحتى روسيا التي لن تستطيع الاستمتاع بعضويتها طويلا في أوبيك+. فهل سيعيد قصر المرادية اختراع العجلة؟!
من مؤشّرات الابتعاد عن هذه القناعات القديمة انقسام الشارع الجزائري حول قضية الصحراء ومآل الدعم للبوليساريو. ويلاحظ محمدي نعمون أستاذ العلوم السياسية في جامعة قسنطينة أن “كثيرا من الشباب الجزائريين الآن يفضلون الحديث عن مشاكلهم الداخلية، بدل التدخل في شؤون خارج بلدهم، وهذا رد فعل طبيعي بعد الثورة السلمية المستمرة منذ أكثر من سنة.” ويعزو محمد أمزيان الباحث في علم الاجتماع أن التغيير لم يطل موقف الجزائريين من قضية الصحراء أو أي قضية “تحرر” أخرى”، بقدر ماهو “رفض أساليب التجييش التي تمارسها وسائل إعلام معروفة بقربها من السلطة وبتغير لونها كل حين حسب متطبات النظام القائم.”
في المحصلة النهائية، دخل صراع الصحراء مرحلة الجمود المؤذي Hurting stalemate، كما يسمّيه الدكتور وليام زارتمان مدير الدراسات الأفريقية في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن، وهو جمود مؤذ نفسيا ومكلّف سياسيا وعسكريا، عندما تتلاقى موجات التصعيد والتصعيد المضاد، ويستعصي الحلّ لا بالتفاوض والتوافق المباشر ولا عبر وساطة طرف ثالث، ولا بصيغة أخرى تلوح في الأفق. وواقع الحال يؤكد أنّ الأمم المتحدة استنفدت قدراتها على إيجاد تسوية منصفة يقبلها جميع الأطراف. ويتوقع الدكتور زارتمان أنّ هذا الجمود المؤذي يتزامن مع تعب أطراف الصراع وليونة مواقفهم نحو قبول حلّ وفق نظريته نضح الصراع.
آمل أن تكون الخلوة الطبية للرئيس تبون، شافاه الله، ملهمة بالحكمة السياسية والتفكير العميق في تركة بومدين، الرجل الذي اعتز بوطنيته وكرامة جزائره، وحملته أنفته وحساباته “الاستراتيجية” على تقدير غير استراتيجي للمعادلة الصفرية!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube