حيمري البشيرمقالات الرأي

واقع حقوق الإنسان في المغرب

رغم أن المغرب كان سباقا في العالم العربي وإفريقيا في إخراج مؤسسة تدافع عن حقوق الإنسان في المغرب ألا وهو المجلس الوطني لحقوق الإنسان،ترأسه معتقل سياسي قضى في السجن بسبب نضاله ومواقفه السياسية ،وانتقاده لمسلسل الإنتهاكات الجسيمة التي تعرض لها قافلة من المناضلين والمناضلات ،خلال سنوات القمع والرصاص ،أكثر من ربع قرن ،كان نشيطا في منظمة إلى الأمام وهي حركة يسارية ظهرت في الساحة الجامعيةوتطورت حتى أصبحت تحمل أفكارا شكلت خطرا على النظام القائم ،وكانت من بين مبادئها وأهدافها،وقف مسلسل الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والمطالبة بالعدالة والإنصاف.إدريس بن زكري قاد أول حوار للمصالحة في المغرب بعد تمتيعه بعفو ملكي عقب قضائه لفترة غير قصيرة كمعتقل سياسي دامت حوالي 17سنة إن لم تخني الذاكرة. فكان له شرف قيادة الحوار بين قافلة من المناضلين السياسيين والحقوقيين لطي صفحة سنوات الرصاص والإنتهاكات الجسيمة التي عاشها المغرب .كانت بداية عهد محمد السادس ،بداية مبشرة لمستقبل وعهد جديد ،فتح فيها نقاش بين المناضلين الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة،كان نقاشا سمح بمعرفة حقائق تاريخية عاشها المغرب وذهب ضحيتها خيرة من شباب ورجال ونساء المغرب سنوات الرصاص،وتم بعدها بطي صفحة ستبقى في ذاكرة قافلة من المناضلين والمناضلات،الذين والاوقاتي عاشوا الحقبة وأدوا ضريبة النضال السياسي والحقوقي.كان الحلم كبيرا بتأسيس هيأة الإنصاف والمصالحة ،التي اشتغلت بإرادة لوقف ماضي الإنتهاكات الجسيمةوبداية مرحلة جديدة،يتم فيها صورة حقوق الإنسان في المغرب .كان إدريس بن زكري من بين المعتقلين السياسيين الذين قادوا مرحلة الحوار ،وكان لي الشرف لحضور عدة ندوات ومشاورات شارك فيها كذلك فعاليات سياسية وحقوقية من مغاربة العالم في محطات عديدة.تمخض عنها خروج مايسمى المجلس الوطني لحقوق الإنسان،والذي انخرط فيه العديد من المناضلين والمناضلات الذين عانوا من الإنتهاكات الجسيمة،وانخرطوا في المشروع الجديد بكل تفاؤل لطي صفحة سنوات الرصاص .توفي إدريس بن زكري الذي يرجع له الفضل ليقود مسلسل النضال الحقوقي في العهد الجديد،وانخرط بنية صادقة إلى جانب تلة من المناضلين والمناضلات في حقوق الإنسانية أجل عهد جديد يتم فيه القطع مع كل الإنتهاكات والتجاوزات التي حصلت. فانخرط الجميع في هذا المشروع الجديد،وكان المغرب نموذجا في العالم العربي وفي إفريقيا بتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي ترأسه بعد وفاة الراحل إدريس بن زكري الذي لم يمهله المرض لكي يقود معركة النضال الحقيقية.فتولى المهمة السيد إدريس اليزمي الذي عاش مناضلا في فرنسا،وتم إقناعه بقيادة المرحلة بعد وفاة السيد إدريس بن زكري .هل نجح السيد إدريس اليزمي الربان الجديد في إقناع المناضلين السياسيين والحقوقيين بالإنخراط جميعا ،في تحقيق لجنة الإنصاف والمصالحة وبداية عهد جديد تختفي فيه الإنتهاكات الجسيمة،ويتم فيه الإنصاف حقيقة وتتوارى كل الممارسات المشينة التي عانى منها النشطاء السياسيون والحقوقيون .واقع مجال حقوق الإنسان في المغرب منذ سنة 1999عرف تعثرا وفي العديد من الأحيان تراجعا خطيرا حتى أصبح العديد يشك في مشروع مايسمى بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي تمت هيكلته وأصبح له فروع في مختلف الجهات في المغرب .لكن هل نجح المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مهمته للقطع ام ماضي الإنتهاكات الجسيمة ،وسنوات الرصاص والإغتيالات السياسية .وعدم الكشف عن المختطفين السياسيين،وتسليم جثتهم لأهاليهم .سؤال لازال يطرحه العديد من دون أن يتلقوا جوابا صريحة حتى من الذين قادوا المشاورات الأولى لإخراج المجلس الوطني لحقوق الإنسان للوجود لطي صفحة سنوات الرصاص .ومازال أهالي المختطفين ،ينتظرون الحقيقة وليس التعويض.انخرط الجميع للبحث عن الحقيقة ولمساندة عائلات المختطفين وانتظروا دعما واضحا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ،الذي تسلحت مكوناته بالإرادة والعزيمة لطي الصفحة وبداية عهد جديد الذي لم يرى النور منذ سنة 1999،اقتنع العديد من المناضلين بأن تحقيق التطلعات التي من أجلها تم تأسيس المجلس مازالت بعيدة المنال وتحول الأمل إلى إحباط باستمرار مسلسل الإنتهاكات في أحداث الدارالبيضاء والناطور والحسيمة وجرادة وزاكورة والمظاهرات التي قادها الأساتذة المتعاقدون والمتعاقدات ولم يسلم التنهيكيل حتى النساء ،وكانت محاكمات وأحس الجميع بالإحباط لأن المجلس الوطني وأعضاؤه،فشلوا في تحقيق الآمال المعقودة عليهم .الصورة اليوم تبدو قاتمة لأن مسلسل الإنتهاكات مستمر في غياب الإنصاف والعدالة ،ولأن الشعب المغربي بجميع فئاته ذاق ذرعا من سياسة حكومة تقود المغرب للإنهيار بسبب غياب القضاء العادل ،واستمرار النهب وتهريب الأموال للخارج وفرض سياسة لا شعبيةالقوي يأكل الضعيف،غابت العدالة والقضاء النزيف ،وغاب الضمير والغيرة الوطنية وإنصاف المظلومين ورد الإعتبار للذين أفنوا زهرة شبابهم في التحصيل العلمي وفي الأخير وجدوا أنفسهم عرضة للبطالة ولمستقبل مظلم .المغرب اليوم في ظل هذه الحكومة يسير إلى نفق مظلم آن الأوان للتغيير قبل فوات الأوان.آن الأوان للإستماع لكل الأصوات التي لازالت تؤمن بالتغيير وإنقاذ البلاد.آن الأوان لوقف مسلسل الإنتهاكات الجسيمة التي تسيئ لصورة البلاد ،آن الأوان لإرجاع الثقة للكفاءات التي تعاني وتنتظر كل فرصة لمغادرة البلاد وطلب اللجوء السياسي وتشويه صورة المغرب .آن الأوان لإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والصحفيين وعلى رأسهم معتقلو الحسيمة وجرادة وزاكورة وغيرها من المدن .آن الأوان لإطلاق سراح الصحفيين توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني وغيرهم ممن الذين رفعوا صوتهم ليخفضوا صورة المغرب بأن هناك احترام لحقوق الإنسان في المغرب ،آن الأوان لوقف مسلسل الإنتهاكات الجسيمة ،حتى نقطع الطريق على كل الجهات التي تتربص بالمغرب .هذه رسالة واضحة من مناضل سياسي وحقوقي يتطلع فعلا لعهد جديد لنقطع الطريق على المنظمات الدولية التي مازالت تنتقذ سياسة الدولة في مجال حقوق الإنسان والتزام المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مسلسل الإنتهاكات التي تحصل .ألم يحن الوقت لكي يتدخل المجلس الوطني ويقدم مقترح العفو في حق كل الذين لازالوا يقبعون في السجون بعد أحداث الحسيمة والذين جهروا بالحق من الصحفيين نحن نأمل وننتظر حفاظا على صورة حقوق الإنسان والنضال الحقوقي والسياسي في المغرب

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube