هل تعلمون من يعرقل المصالحة بين المغرب والجزائر؟
من يعرقل مشروع اتحاد المغرب العربي ،ويعرقل المصالحة بين شعوبها وتذويب خلافاتها ،ويدفع بإشعال حرب بينها؟هل تعي الشعوب مايحاك من مؤامرات خبيثة لوأد كل وحدة مغاربية .؟إنه الإستعمار الفرنسي والإسباني على حد سواء.الدولتان الإستعماريتان،خرجتا بقوة الحديد والنار والمقاومة ،لكنها تركت خيوط التماس قائمة بين بلدان المغرب العربي . فرنسا مكثت في الجزائر 130سنة ،وكانت تمني النفس ببقائها إلى الأبد في الجزائر فاقتطعت مساحات من المغرب وتونس ظنا منها أنها ستبقى إلى الأبد في الجزائر كما لازالت تحتفظ بالعديد من الجزر في العالم .لأن شعوب المغرب العربي كانت تواقة للحرية والإستقلال ،وقاومت حتى خرجت القوات الفرنسية من المغرب وتونس وموريتانيا وإيطاليا من ليبيا وبقيت الجزائر تحت الإحتلال الفرنسي .وبدعم من المغرب وتونس استطاع الثوار في حزب جبهة التحرير الوطني المرابطين في المغرب . تحقيق النصر .المغرب الذي احتضن حركة المقاومة الجزائرية في مدينة وجدة وجبال بني يزناسن والناظور ،كان أكبر داعم للثورة الجزائرية بالمال والسلاح.حصل المغرب على استقلاله لكن هذا الإستقلال كان ناقصا وغير كامل بحيث بقيت فرنسا محتفظة بالأجزاء التي اقتطعتها من المغرب وتونس بعد حصولهما على الإستقلال.لأنها مناطق غنية بالثروات الباطنية.فرنسا ساومت ملك المغرب للخروج من الصحراء الشرقية بشرط أن يعدل الملك عن دعم الثوار الجزائريين .لكن المرحوم محمد الخامس رحمه الله ،رفض المقترح الفرنسي و فضل دعم جبهة التحرير لطرد الإستعمار الفرنسي من الجزائر.وعندما اضطرت فرنسا لمغادرة الجزائر بقيت المناطق التي انتزعتها من المغرب وتونس معا تابعة للجزائر،وكان ذلك بمثابة اللغم الذي سينفجر يوم تطالب الدولتان بهما .إذا الإستعمار الفرنسي ترك بؤر التوتر قائمة بين الجزائر والمغرب من جهة والجزائر وتونس من جهة أخرى بضمه لأجزاء من الدولتين معا للجزائر .النظام العسكري التوسعي لازال لم يعترف بأحقية الدولتين معا في الأجزاء التي اقتطعتها فرنسا منهما معا إلى يومنا هذا ،حتى تبقى طبيعة الصراع قائمة من دون حل.وهذا ماتريده فرنسا مع كامل الأسف ،والتي تحتفظ بعلاقات وطيدة مع النظام في الجزائر وتدعمه بالسلاح ،وتحتضن فرنسا العديد من حسابات الجنرلات الذين يهربون أموال البترول والغاز ،ويتركون الشعب يعاني من الطوابير لاقتناء الحليب،والزيت وباقي المواد الأساسية،شعب سواءا في الجزائر أو تونس يعاني من الغلاء الفاحش ،ومن القمع وغياب حرية التعبير والتضييق على الصحفيين ومحاكمتهم محاكمات صورية .الإستعمار الفرنسي قبل خروجه ولد عداءا بين شعوب المنطقة ،من خلال بؤر التوتر التي خلفها فبات العداء والكراهية الطابع الذي يطبع العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري من جهة ،بحكم ضم فرنسا للصحراء الشرقية للجزائر.وبين تونس والجزائر لضم جزء من الأراضي التونسية للجزائر فبقي التوتر قائما بين دول المغرب العربي وهو من أسباب عدم تحقيق المغرب العربي الكبير والتكامل الإقتصادي الذي تحلم به شعوب المنطقة ،والذي بطبيعة الحال ليس في مصلحة فرنسا التي وإن خرجت تسعى دائما لكي تبقى دول المغرب العربي تابعة اقتصاديا لها،تسعى فرنسا الحفاظ على بقاء الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر تزودها بالسلاح ،لكي تهدد أمن المنطقة المغاربية.واستمرار التوتر وإذكاء العداء والكراهية بين الشعبين المسلمين الجزائر والمغرب هدف فرنسا الأساسي والأهم حتى تحافظ فرنسا على مصالحها الإقتصادية .واستمرار العداء بين الشعوب في المغرب العربي هدف تسعى فرنسا استمراره لإفشال مشروع المغرب العربي الكبير .إن من بين الأهداف التي تسعى فرنسا لتحقيقها كذلك هي إشعال نار الفتنة ،وبث الكراهية بين الشعبين المسلمين ،لأن تصفية الخلافات بينهما ووحدة المغرب العربي سينهي كل المصالح الإقتصادية الفرنسية في المغرب العربي الكبير،وهذا ما تخشاه فرنسا.إذاالإستعمار الفرنسي يمتلك كل الحقائق التاريخية عن مغربية الصحراء الشرقية ،إلا أنها تحتفظ بكل الحقائق التاريخيةولا تريد الكشف عنها حتى يبقى التوتر قائما بين المغرب والجزائر من جهة وبين تونس والجزائر من جهة أخرى. المغرب عرف قوة ثانية استعمرت بعض مدنه في الشمال والشمال الشرقي مليلية وسبتة ،وكانت طنجة منطقة دولية واحتلت إسبانيا عدة مدن جنوب المغرب طرفاية وسيدي إفني والأقاليم الجنوبية .المغرب حرر طرفاية وسيدي إفني وبعدها الأقاليم الجنوبية سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء التي شارك فيها 350ألف متطوعة ومتطوع ففرض على المستعمر الإسباني الخروج.إسبانيا بعد سنوات قررت دعم مشروع الحكم الذاتي كمرحلة أولى قبل الإعتراف بمغربية الصحراء للمساهمة في استقرار هذه المنطقة.وبقيت الجزائر محتفظة بالصحراء الشرقية لأسباب تتعلق بما تختزنه من ثروات باطنية،وخلقت البوليساريو لكي يلهي المغرب عن المطالبة بالصحراء الشرقية مدعية بدون حق أن المغرب كان دائما له أطماع توسعية في المنطقة وهذا غير صحيح البتة .إذا الذي يمتلك كل الحقائق التي تبين مغربية الصحراء سواءا الشرقية أو الغربية هما الإستعماران الفرنسي والإسباني ،وهما الدولتان اللتان تمتلكان نزع فتيل التوتر في المنطقة. يبدو أن الولايات المتحدة بسبب التوتر الذي تعرفه العلاقات الفرنسية بعد زيارة ماكرون للصين والتصريحات التي خرج بها ماكرون ،بدأت تكشف عن حقائق تاريخية تدعم مغربية الصحراء سواءا الشرقية أوالغربية ،وكل الحقائق ستكون لامحالة دعم كبير للمغرب وضربة قوية للطغمة الحاكمة في الجزائر.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك