مجتمعمقالات الرأي

الحب المشروط

عبد الواحد الكتاني

ظاهرة الجنس مقابل النقط، من بين فضائح دور العلم والتعليم ، التي صارت قضية رأي عام محلي ووطني ودولي. أظن أنها ليست بالغريبة أو الجديدة ، بل هي قديمة و متشعبة، في قطاعات أخرى ، تطبق مبدأ استغلال النفوذ وسلطة القوة ، قد نجدها في المعمل والمصنع و المؤسسة والحافلة والشارع و حتى داخل المنزل ، وعلى مستوى عالمي ، حيث يوظف سيف قوة الجسد أو المقعد ، ضد الضعف أو الحاجة ، لكن لماذا تثير ضجة حينما يتعلق الأمر بمؤسسة تعليمية؟ !
لأنها تبقى مختبر و مصدر التربية على القيم والأخلاق النبيلة والحميدة ، وحين تصبح هي من يسن ، لمثل هذه التصرفات الشنيعة ، هنا ضاعت القدوة والمرجعية و المثل ، لا نقيس عمن هن بالغات، يبحثن عن النقط بأي ثمن ، بل ندافع عن الشريفات النزيهات ، اللائي يرمى بهن مرغمات، في سلات الفساد والإغواء تحت التهديد . قد يكون الأستاذ ضحية ممارسات احترافية ، وقد تكون الطالبة، لكن العيب كله ، وما يزيد الطين بلة ، هو حينما يقع شيخ الوصية والفتوى و المعارف والمقام العالي ، في زلة إبليس ، مدنسا بذلك كل ما أفتى به لطلاب العلم والمعرفة ، فخان بذلك ضمير المسؤولية و قسم الأمانة المهنية و المرجعية والوصاية. حيث من المفروض فيه التعقل والتبصر وضبط النفس ، لأنه يسهر على بناء إنسان ، سيكون فاعلا ومؤثرا مجتمعيا .
قد يكون هذا نتاج تراكمات ، تركتها منظومات غير فاعلة أو مؤسسات غير مسؤولة هاملة . نعم هناك انحلال خلقي وفوضوي ، ساد صفوف التلاميذ(ة) والطلاب (ة) ، تفشى داخل أواسط التعليم ، هو الآخر أثرت فيه مستحدثات إعلامية و تقنية و تغيرات حقوقية و عقدية غربية ، أرخى بها الآباء والأمهات والأولياء ، عنان المراقبة والتحكم ، مما قد يحملنا جميعا مسؤولية الإسهام، في تدني منسوب التربية والتعليم .
كل هذا سيقودنا ، إلى ضرب ما نادت به، منظمات حقوقية لسنين ( إلغاء إختبار أصحاب الشواهد التعليمية ) ، يعني أصبح اليوم موجبا و لازما ، قبل أي توظيف ، إعادة فحص قدرات المتبارين (ات)، وهنا ستسلل أسئلة أخرى جوهرية ، فوق الزبونية والمحسوبية ورشوة الفلس والجنس ، حول كيفية الإنتقاء والتصحيح والأهلية والكفاءة.
( 21\12\2021)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube