احمد رباص

حديث الذاكرة : شذرات من كتاب حياتي في الجنوب المغربي

أحمد رباص – حرة بريس

وبينما أنا على أهبة استئناف حديث الذاكرة، تبين لي أن الطريقة التي أسرد بها يومياتي شبيهة بالطريقة التي يتبعها الفلاح أثناء حرث حقله. أكيد أن كل من عاين عن قرب الفلاح وهو يقود جراره المجهز بمحاريث لا بد وان يلاحظ أن الفلاح الحارث يشرع في عملية الحرث انظلاقا من أحد أطراف حقله لكنه سرعان ما يتجه الى أبعد طرف من فدانه لحرثه ثم يقفل راجعا الى الجهة التي بدأ فيها عمله.
في بداية السنة الدراسية (1991-1992) من مسيرتي في دنيا التدريس، التحقت بالمدرسة الفرعية لآيت املكت لأجل الحلول محل معلمة انتقلت للتدريس بإحدى المدارس القريبة من المنطقة التي يقيم فيها أهلها وذووها. لا يختلف دوار آيت املكت في شيء عن باقي دواوير “الحراطنة” على طول وادي درعة، إلا أنه الدوار الوحيد الأقرب من جهة الشمال إلى دوار آيت خلفون، القلب النابض لبلدة أفرا-آيت سدرات وموطن المقر المتواضع لإدارة م/م آيت خلفون ولمدرستها المركزية.
تقع مدرسة آيت ملكت في سفح جبل كيسان. أمامها يمتد بلاط الطريق غير المعبدة الرابطة بين سائر دواوير الضفة الشرقية للنهر والمؤدية رأسا إلى قنطرة تانسيخت.تتكون هذه المدرسة من ثلاث حجرات دراسية مسقفة بالزنك وجدرانها مكونة من صفائح مصنوعة بالإسمنت المسلح وقابلة للتفكيك, هذا، وقد اصطفت الحجرات جنبا الى جنب في وضع جعلها مقابلة للواحة الشاسعة الأطراف والدائمة الاخضرار والتي كانت تظهر لي بكامل معالمها بفضل الرؤية البانورامية التي كان يسمح بها ارتفاع الجبل عن مجرى النهر.بهذه المدرسة، أربعة معلمين، بمن فيهم عبد ربه، ولا يتوفر بها سوى سكن وظيفي واحد يقيم فيه معلم أعزب، وهذا ما جعلنا نحن الثلاثة نخوض تجربة البحث عن سكن قريب من المدرسة. أسفرت محاولتنا عن نتيجة تمثلت في إيجاد منزل طيني حديث البناء يقع خلف المدرسة في مكان من الجبل قريب من المدرسة وأكثر ارتفاعا.
قبل البداية الفعلية للدراسة بأيام معدودة، سمح لي عون المؤسسة بالمبيت مؤقتا في إحدى زوايا مطعم المدرسة المركزية. في غمرة الاستعداد للدخول المدرسي الجديد، طلبت من صديقي الحارس التوسط لفائدتي لدى السكان من أجل البحث عن سكن يقع في محيط المدرسة. قبل العون أن يمد لي يد المساعدة وبدأ عملية البحث عن السكن مستثمرا لصالحي إلمامه بمعطيات ومعلومات توفرت لديه بحكم نشأته بهذه البلدة. وهكذا تكللت مساعيه بالنجاح حيث استطاع إقناع امرأة عجوز كانت قيد حياتها مقيمة بدوار آيت إسحاق الخاص بالأمازيغ من ذوي البشرة البيضاء.
كبر الحارس في عيني وتيقنت من علو مكانتي لديه خصوصا لما أخذني معه إلى البيت الذي سأسكن فيه على سبيل الكراء لألقي عليه نظرة ولكي أرى إن كان يليق بمقامي. عندما دخلنا منزل المراة العجوز، وجدته قديما كقطعة أثرية ذات تاريخ موغل في القدامة. صعد الحارس إلى الطابق الأول فتبعته ثم فتح بابا ودخلنا بيتا صغير المساحة، غير أني وجدته وافيا لغرض إيوائي فقبلت عن رضى وطواعية الإقامة فيه وقد استقر في خلدي الإحسان لمالكته التي تسكن فيه بمفردها ومعاملتها بالتي هي أنسب لسنها..
عند خروجنا من المنزل، أعطاني الحارس مفتاح المنزل واتفقنا على أن نقل الأمتعة إليه لن يتم إلا في المساء تحسبا لنظرات ووشوشات الفضوليين “البركاكة”. لكن طمأنينتي على هذا المستوى لم تعمر طويلا، إذ سرعان ما عاد إلي العون ليأمرني بان أعطي إياه المفتاح مادا لي في نفس الوقت ورقة من فئة مئة درهم كنت قد أرسلتها للعجوز كعبربون وتسبيق. كان صديقي الحارس جادا في كلامه غير مازح ما جعلني أسرع في تسليمه المفتاح. ولما سألته عن سبب تراجع العجوز الشمطاء عن الاتفاق الذي جرى بيني وبينها على الكراء، أجابني بأن جماعة من ساكنة دوار آيت إسحاق رفضوا تواجدي بين ظهرانيهم بسبب كوني أعزب ورغم خلو سابق عهدي بالمنطقة من أي سابقة تنم عن سوء أخلاقي وقلة تربيتي..
يلاحظ القارئ لهذه المذكرات أنها لا تخضع لسرد خطي ينطلق من بداية كي يؤول إلى نهاية سعيدة أو حزينة وفق كرونولوجيا تتابع أحداثها وإحداثياتها تتابعا يتماشى مع المسار الطبيعي للزمن، بل هناك جيئة وذهاب بين أحداث ووقائع مختلفة مكانا وزمانا، وإن كان الفضاء المجالي الأوحد يحتضن دينامية السرد ومادته الخام. ولوجهة النظر هاته مايبررها واقعيا، إذ أن الإنسان في حياته اليومية ملزم بالضرورة بالتنقل في اليوم الواحد بين أمكنة متعددة تفصل بينها مسافات قد تطول أو تقصر. أفكر هنا في تلك الرحلات اليومية المكوكية التي يقوم بها أساتذة التعليم الابتدائي العاملين في مدارس العالم القروي بين مقرات عملهم ومقرات سكناهم الكائنة غالبا في المدينة التي شهدت مسقط رأسهم إذا كانت المسافة تسمح بذلك أو في أقرب قرية أو مدينة صغيرة يتوفر فيها الحد الأدنى من ضروريات العيش الكريم.
هذا الاختيار المنهجي مناسب لما أنا بصدده الآن، سيما وأنه يتيح لي العودة إلى تفاصيل البداية التي قفزت عليها فيما سبق من سطور دشنت بوح الذاكرة. وهذا، بالطبع، ما يخول لي استئناف الحديث عن ما تم تأجيله ضمنيا بدافع من ضمان وحدة الموضوع في الحلقة الآولى التي أشرت في ثناياها إلى اسم وموقع الدوار الذي توجد فيه المدرسة الفرعية التي قضيت فيها سنتي الأولى كمعلم متدرب في انتظار الترسيم.
عندما نزلت من الحافلة ووطأت قدماي لأول مرة تراب أكدز وأنا أحمل في محفظتي وثيقةتعييني بمجموعة مدارس تانسيفت، تسلمت من مساعد السائق متعلقاتي بما فيها مقتنياتي من جامع الفنا التي كلفتني كل ما كان بحوزتي من دراهم وتم اقتيادي في الحين إلى فندق صغير غير مصنف يعتلي مقهى ذات واجهتين. حدد ثمن الغرفة للمبيت فيها خلال ليلة واحدة بعشرين درهم، ومع ذلك وجدت الغرفة التي قضيت فيها ليلتي الأولى نظيفة نسبيا بفضل المجهودات التي تبذلها أمرأة ضخمة الجثة يبدو من لكنتها أنها من نفس البلدة. لحد الساعة، لم يكن لي أي علم بالمنصب الذي سوف يسند إلي ولا بالمكان الذي سأعمل فيه. وحدهم المفتشان ومدير المؤسسة يعلمون ما أجهله الآن بحكم سهرهم القبلي على هندسة التنظيم التربوي للمجموعة المدرسية ككل. غدا، سادس عشر شتنبر 1988 سوف يكون يوما حاسما في حياتي العملية التي أنا مقبل على الشروع في خوض غمارها مع أناس لم يسبق لي أبدا أن عاشرتهم وفي أرض لم أتصور التواجد على أديمها ولو في الأحلام. غدا، سوف تلتقي عناصر طاقم التدريس بالمدرسة المركزية لأجل التوقيع على محضر الدخول برسم الموسم الدراسي الجديد وسوف يعرف الأساتذة، خاصة الجدد منهم، أماكن عملهم والمستويات المسندة إليهم.
استيقظت في الصباح حوالي السابعة، حزمت حقائبي بإحكام وخرجت قاصدا المقهى لتناول وجبة الفطور. خرجت من الفندق ولفت انتباهي وجود فوج من السياح المتجهين إلى زاكورة وهم يكتشفون لأول مرة مثلي جغرافية المكان ومورفولوجيته، كما عاينت عددا غفيرا من المعلمين ومن المعلمات بنسبة أقل وهم على أهبة الالتحاق بمؤسساتهم لأجل نفس الغرض. لما انتهيت من وجبة الفطور، أخذت أبحث عن وسيلة نقل متجهة الى حيث توجد إدارة م/م تانسيفت فتم إرشادي إلى ستافيت بيضاء تستخدم كناقلة بدون رخصة. لا زمت العربة وانتظر سائقها إلى أن تكدست بأكبر عدد من الركاب بمن فيهم معلمو المنظقة المراد الإحلال فيها قبل أن يدير مفتاح الديمارور. انطلقت العربة وفي جوفها ركاب تجاوز عددهم سعة حمولتها إلى درجة لم تجد جماعة كبيرة وأنا واحد منهم بدا من الذهاب على متنها وقوفا بشكل إجباري لا خيار فيه. اجتزنا قوس النصر القريب من بناية سرية الدرك الملكي واتجهت بنا السيارة نحو بلدة تانسيفت عبر مسلك جبلي غير معبد يخترق التلال والوديان ويتميز بكثرة المنعرجات ما تسبب لنا -نحن الواقفين- في محنة مقاومة التزحلق وإيجاد التوازن لأوضاع أجسامنا التي أصبحت تتمايل ذات اليمين وذات الشمال عند كل منعرج، ناهيك عن الاهتزازات والارتطامات عند عبور الشاحنة لكل أخذوذ يبدو كندبة تركها جريان ماء المطر على وجه الطريق.
استمرت الرحلة زهاء ساعة من الزمن، وفي نهايتها لفظتنا الناقلة المهترئة وتنفسنا الصعداء بعد الاصطبار على ما تجشمناه بداخلها من صنوف العذاب. بطريقة من الطرق، علمت أن المعلم المكلف بإدارة المؤسسة شاركنا نفس وسيلة النقل وعانى مما عانيناه، لذا فقد تعقبت خطواته لأكتشف من خلاله المكان الذي تتواجد به المدرسة المركزية. نحن الآن في قلب دوار بنيت اغلب منازله بالطين وشكلت تجمعا سكانيا خالدا على بؤسه، يشهد على ذلك عدم ارتباطه بشبكة الكهرباء الوطنية واقتصار سكانه في جلب الماءالشروب من آبار بعيدة الغور اعتمادا على وسائل بدائية تقتضي بالضرورة بذل مجهودات عضلية مضنية. بعد لحظات، اجتمعنا تحت قيادة رئيسنا المباشر، فوقع التعارف وتجديد صلة الزمالة بين سائر المعلمين الذين لا حظت انه لا توجد بينهم ولو معلمة واحدة. هنا أدركت مدى صعوبة ظروف العمل بهذه المنطقة، وهي صعوبة فرضت على السلطات التربوية المعنية أن تحجم عن تعيين معلمات ليدرسن هاهنا.
انفض الاجتماع بعد المرور على نقط جدول أعماله نقطة بنقطة. أنا الآن على علم بمدرستي الفرعية التي كانت من نصيبي وبالمستويات التي سأعمل في إطارها كمدرس للغة العربية وما يدرس بها من مواد أخرى. المدرسة الفرعية كانت الفكارة وما أدراك ما الفكارة! والمستويات هي الثالث والرابع+الخامس. لم أعد أذكر نوع وسيلة النقل التي امتطيتها أثناء رحلة العودة إلى أكدز. المهم أني تمكنت بمساعدة زميل لي في نفس الفرعية من استئجار سيارة أجرة يتحدر صاحبها من الدوار الذي كان مقصدنا في مساء اليوم الذي وقعنا فيه على محضر الدخول. طلب السائق من كل واحد منا مبلغ أربعين درهما مقابل الذهاب معه على متن سيارته إلى دوار الفكارة. قبلنا عرضه ووضعنا أمتعتنا في الصندوق الخاص بها.
انطلقت بنا السيارة في رحلة هي الأولى من نوعها بالنظر إلى مسارها الذي نجهل معالمه وطبيعته وبالنظر إلى توقيتها الذي صادف بداية إرخاء الليل لسجوفه. الطريق كثيرة الالتواءات مثل ثعبان ضخم، الظلام دامس يحجب رؤية الطريق والمناظر الطبيعية التي تصاحبها، وحدها مصابيح سيارة البوجو البيضاء تحاول إبادة الظلام الكثيف من أمام السائق الذي يبدي من حين لآخر عدم رضاه عن وعورة المسلك ووفرة المخاطر التي يسببها لسيارته العزيزة عليه وكانه يؤكد لنا على مدى تضحيته المادية الجسيمة عندما قبل بإيصالنا إلى دوارهم مقابل ذلك الثمن الزهيد. نحن الآن على مشارف الدوار بحسب ما أفاده بنا السائق. تطلعت إلى الأفق عبر الزجاجة الأمامية..بدا لي الأفق معتما لا يكاذ يبن عن معالم أو تضاريس، ولكني استطعت أن أدرك بحاستي السادسة أن الدوار يقع في وهدة كأنها حفرة أو وادي عميق. في هذه اللحظة، انفجرت إحدى عجلات السيارة وأصم دوي انفجارها أذاننا. عندها، توقفت العربة ونزل السائق ليستبدل العجلة المفشوشة بأخرى سليمة وهو يتفوه بكلمات تترجم سخطه على ما آلت اليه الكورسة من خسارة بائنة وكانه يطلب منا تعويضه عما حل به من كساد. لم نتجاوب مع مونولوجه الابتزازي، وانتظرنا خارج السيارة حتى فرغ من عمله واستانفنا المسير إلى أن ولجت بنا السيارة قلب الدوار حيث كان في استقبالنا عون السلطة الذي أضافنا في بيته وقدم لنا الأكل والشراب مع إمتاعنا بمشاهدة أحد أفلام سيلفستر ستالون الحركية.
في صباح الغد، قدم لنا عون السلطة – مشكورا – وجبة الفطور وأمرنا بأن نتبعه الى حيث مستقرنا الدائم مع طمأنتنا بشأن أمتعتنا التي تكفل بنقلها بوسيلة من الوسائل. بالفعل، مشينا -أنا وزميلي المتحدر من آسفي- وراء العون الذي سوف نكتشف فيما بعد أنه يمارس التجارة في حانوته اللصيق بمنزله. سار بنا المقدم عبر زنقة رئيسية في الدوار وشاهدنا المنازل المتواضعة المحاطة غالبيتها بأكوام من حطب السدر الشائك وكأنها زريبات مخصصة للقطيع من ماعز أو غنم وليست ملاذا للبشر..توقف بنا الرجل الدليل عند مسجد الدوار وأدخلنا الى حجرة كبيرة مبنية بالتابوت ومسقفة بالقصب والعيدان الغليظة. وجدنا بداخلها معلما يتحدر من قلعة مكونة المشهورة بموسم قطاف الورود.
الغرفة التي جيئ بنا إليها جزء لا يتجزأ من”لكصر” الذي يضم، فضلا عن المسجد ومرفقه الصحي، مجموعة من العلب الطينية التي تفتقد في غالبها للنوافذ. تقع هذه الغرفة الكبيرة الحجم أمام باب المسجد ويتوسطهما بئر بعيدة القرار. في الجهة الأخرى المقابلة لبوابة المسجد، تقع غرفة صغيرة الحجم يقيم فيها معلم متحدرمن أقليم أزيلال ويحمل من الأسماء العائلية ما يعني العصا بالأمازيغية. وبجانب المسجد على يمينه، هناك غرفة أخرى بدا لنا بابها الحديدي مغلقا بإحكام.
ظننت في بادئ الأمر أن الغرفة المقابلة للمسجد سوف تكون مشتركة بيننا نحن المعلمين الثلاثة وسوف نقضي بها السنة الدراسية كلها نظرا لكبرها من حيث العرض والطول. لكن، مع مرور الأيام الأولى تبين لي أن المعلم السابق إلى المبيت فيها يريد الاسئثار بها لوحده ولم يتورع عن إخبارنا بأن مبيتنا معه لن يكون إلا بشكل مؤقت، في انتظار أن يجد كل واحد منا غرفة خاصة به. حل المساء وخيم الظلام على المكان فغاب الكهرباء وحضر الشمع كبديل متهافت..اللهم العمش ولا العمى..المعلم صاحب البيت عن طريق الاستيلاء الأول رتب له سريرا واختار أن يضعه قبالة الباب، فيما انزويت أنا بين الركنين الشماليين مفترشا حصيرا وبطانية، أما زميلي الآخر الذي جاء معي من أكدز فقد فعل مثلي حيث رتب فراشه في الجهة المقابلة لجهتي.
منذ الوهلة الأولى، علمت أن المعلم المستحوذ على البيت الكبير كان تابعا لنيابة الناظور وجاء إلى هنا كنتيجة لاستفادته من الحركة الانتقالية الوطنية التي جرت أطوارها في نهاية السنة الفارطة وذلك من أجل العمل في إقليم ورزازات الذي تنتمي إليه قلعة مكونة مسقط رأسه. كان يملك دراجة نارية نفاثة من نوع ياماها، كانت هذه الدراجة عنده أعز من عينيه، ولهذا كان يصر على ركنها داخل الغرفة قريبا من مرقده غير مبال بما ينبعث من خزانها ومحركها من رائحة بترولية خانقة للأنفاس. بعد تناولنا لوجبة عشاء مشتركة، التحقت بفراشي وبدأت أقرأ على ضوء الشمع في كتاب لم أعد أذكر موضوعه ولا مؤلفه. وما هي إلا لحظة حتى هاجمتني حشرات دموية وشغلتني لسعاتها الأليمة عن القراءة وشرعت أحك الأمكنة من جسدي التي غرزت فيها حشرات البق والباعوض خراطيمها اللاترى بالعين المجردة لغاية امتصاص الدم الذي يعتبر غذاءها الأثير.
لم أتعرض لوحدي لهذه المحنة، بل لا جظت أن زميلاي الآخرين يعانيان من نفس المشكل من خلال انهماكهما في حك أطرافهما التي تعرضت للسعات الحشرات اللعينة..
المصيبة وقعها لم يكن هينا ولو أنها عمت وطالت الجميع..تعرضنا لنفس الحصة من التعذيب وبنفس الآلام جعلنا نتبادل فيما بيننا التشكي والتظلم من اعتداءات الحشرات الرهيبة على أجسامنا والتي يحلو لها إزعاجنا في وقت أردنا الخلود للنوم والراحة بعد يوم عمل في المدرسة التي استقبلنا فيها التلاميذ بمختلف مستوياتهم واعمارهم وأمددناهم بلوائح اللوازم المدرسية التي على آبائهم وأولياء أمورهم شراؤها من السوق الذي يقام في أكدز ابتداء من ليلة الأربعاء-الخميس من كل أسبوع. ونظرا لبعد هذا الدوار عن مركز أكدز، ترى سكانه يشدون الرحال إليه يوم الأربعاء على أساس المبيت هناك والتبضع من السوق في اليوم الموالي (الخميس).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube