ضد التيارمستجداتمقالات الرأي

جمال العسري: مجلس النواب ونقابة موخاريق يفرضان جواز التلقيح رغم افتقاره للشرعية القانونية

أحمد رباص – حرة بريس

أصدر البرلمان المغربي بلاغا يحث فيه السادة النواب والسيدات النائبات على الإدلاء بجواز التلقيح حتى يمكن لهم حضور الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية والتي ستعقد يوم الإثنين المقبل على الساعة الثالثة بعد الزوال.
نفس الشيء أقدمت عليه مركزية الاتحاد المغربي للشغل التي اشترط قسمها الإداري الإدلاء بالجواز المثير حاليا للجدل قبل الدخول إلى مقر المنظمة النقابية.
في إطار الرد على هذا الانصياع الذليل لقرار حكومي يفتقر للشرعية القانونية ولا يستند إلى شرطي الضرورة والتناسب، نشر جمال العسري، عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد، تدوينة على صفحته الخاصة استهلها بقولة متداولة في لغتنا اليومية: “الفقيه لي نتسناو براكتو دخل للجامع ببلغتو”.
ثم بعد ذلك أشار إلى أن مجلس النواب الذي يضم ممثلي الأمة ومشرعي الوطن يتنازلون عما انتخبوا من أجله، كما بين الكيفية التي تدافع بها المركزية النقابية الأولى مغربيا عن العمال.
وتابع جمال مرافعته قائلا إنه في خضم النقاش القانوني والدستوري حول مدى دستورية وقانونية قرار حكومة صعصوع (يعني عزيز أخنوش) وفي الوقت الذي كانت الأعين متجهة نحو ممثلي الشعب، برلمانيي الوطن للدفاع عن حقوق المواطن، و للدفاع عن حقهم الدستوري في مراقبة الحكومة، وفي التشبث بالفصل 70 من الدستور ومعه الفصل 71، و ما يمنحانه من حق التشريع للبرلمان، (في هذا الوقت) نصدم جميعا ببلاغ رئيس البرلمان، عضو المكتب السياسي لحزب صعصوع، يتجاوز الدستور، وينحاز لأمينه العام.
ويلاحظ عضو المكتب السياسي لحزب الشمعة أنه بلاغ لا قانوني، يمنع ممثلي وبرلمانيي الشعب من ولوج القبة، ومن مراقبة ومحاسبة صعصوع و حكومته، و كأنه يقول بتلك المقولة الشائعة “خلص عاد شكي”؛ أي على البرلمانيين أن يأخذوا اللقاح، ثم بإمكانهم أن يحتجوا بعد ذلك.
هكذا – يتابع جمال – نمضي مع صعصوع بسرعة مفرطة نحو تجميد البرلمان وعمل البرلمانيين. ثم يتساءل: الآن، وإن تم منع البرلمانيين من دخول البرلمان، ماذا سنسمي هذه الوضعية دستوريا؟ ماذا سنقول عن حالة منع البرلمانيين من دخول البرلمان؟
بحسه النقدي، ينبه جمال إلى أنه حتى في حالة الاستثناء و عند إعلان حالة الاستثناء لا يسمح دستوريا بحل البرلمان، متسائلا عن الوضعية التي سيكون عليها برلماننا لو فرضنا أن برلمانيينا امتنعوا عن إبراز جواز التلقيح، ومنعوا من الولوج إلى داخل القبة.
بعد تصفية الحساب مع الموقف المتخاذل للبرلمان، انتقل عزيز إلى القوة النقابية الأولى وطنيا – حسب انتخابات المأجورين – ليتساءل عن هذه الفضيحة التي أقدمت عليها هذه المركزية النقابية التي ننتظر منها الدفاع عن عمال الوطن، مبديا شكه في ما إذا كانت هذه هي النقابة المفروض فيها أن تدافع عن القانون، وعن مدونة الشغل، وعن حقوق المأجورين، وهل بفعلها هذا تبرز لنا كيف تستطيع حماية حقوق العاملات و العمال.
كما استغرب الفاعل السياسي الحكيم من السرعة والتسرع اللذين تبنت النقابة المعنية على جناحهما قرارا حكوميا مطعونا في قانونيته، وفي دستوريته. ولاحظ انها ذهبت بعيدا في فرضه على عضواتها وأعضائها، وفي مقراتها، طارحا هذا السؤال: أبمثل هذه النقابات سندافع عن حقوقنا القانونية؟
وفي الأخير، اختار المدون المناضل ختم تدوينته بكلمات تقطر سخرية: “مع حكومة صعصوع مش حتقدر تغمض عينيك”، واصفا البرلمان المنبثق عن انتخابات ثامن سبتمبر بأنه برلمان المال، وهذا هو المآل، على حد تعبيره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube