ضد التيار

القضية ليست للبيع

الهواري إبن الهواري

التطبيع لغوياً هو العودة بالأشياء إلى سابق عهدها وطبيعتها، وفي الصراع العربي الصهيوني يقصد به الاستسلام غير المشروط للأمر الواقع والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض كدولة ذات سيادة وتحويل علاقات الصراع بينها وبين البلدان العربية والإسلامية إلى علاقات طبيعية وآليات الصراع إلى آليات تطبيع، وبالتالي التخلي عن مشروع الأمة والإنصياع لخدمة المشروع الصهيوني.والمغرب قيادة وشعبا ضد هذا المفهوم وقد ظهر هذا في عدة محطات آخرها في الحرب الأخيرة والدعم الكبير للفلسطينيين من خلال إقامة مستشفى ميداني كبير بغزة ناهيك على الدعم المتواصل للمقدسيين من خلال لجنة القدس والإستقبال المتكرر لقادة حركة حماس بالمغرب تحت رعاية رسمية للدولة، وهذا يظهر موقف المغرب التابث من القضية.
إن التطبيع الذي يريده الكيان الصهيوني مع العرب بصفة عامة يقوم على بناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية و بعدة عناوين وشعارات منمقة، والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق، والتطبيع في هذه الحالة يصل إلى الخيانة
فالمغرب لديه أواصر قوية مع اليهود و خاصتا المغاربة منهم وليس الصهاينة قتلت الأطفال والنساء، وما وقع مؤخرا هنا في برشلونة ينذى له الجبين لقاء يجمع مغاربة نختلف معهم في عدة أمور تتعلق بالجالية هنا عادي جدا لكن ليس أن تصل بهم الجرأة الى هذه الدرجة بلقاء إسرائليين صهاينة بمعية القنصل الإسرائيلي هنا ببرشلونة المعروف بعدائه للعرب والمسلمين حتى يأخد هذا اللقاء طابع رسمي بين الجالية المغربية بكتلونيا والممثل الأول للدبلوماسية الإسرائيلية هنا، والجالية من خلال ردود الفعل المعلنة بريئة منه والمغاربة ليس لديهم مشكل مع إخوانهم اليهود المغاربة لدرجة التأكيد في الدستور المغربي الحالي يؤكد على أنهم مكون ورافد أساسي من الهوية الوطنية إذن الأمر واضح في هذه المسألة لكن أن نتفاجىء للوقت القريب من كانوا يتشدقون بالوطنية والعروبة ومع القضايا العادلة وأولها الفلسطينية يجتمعون ويأكلون ويرقصون مع صهاينة الخارج حينها أظهرتم وجهكم القبيح من أجل ماذا.. ماذا؟ و من هنا أحيي إخواني وأخواتي في مجموعة التحدي وهم يعرفون هذا على موقفهم الرجولي حين رفضنا إجتماع أو لقاء مع وفد إسرائيلي رغم طرحه للمساعدة وتمويل بعض أنشطة المجموعة، وهذا جواب على عدة إتهامات سابقا للمجموعة
هناك محاولة لإختراق الجالية بكتلونيا تحت عدة مسميات الأخوة التعايش الإندماج لكن الهدف غير هذا فالقضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من وجدان الشعب المغربي قاطبة ونضالاته، وهي قضية مبدئية توحد المغاربة كما توحدهم القضية الوطنية الأولى، خارج الحسابات والاصطفافات الفكرية والسياسية وحتى الإنتهازية.
لهذا أنصحكم بالإعتذار للجالية التي تكلمتم بإسمها دون تفويض و حتى لا تصبحوا وتلقبوا بالمتصهينين الجدد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube