مقالات الرأي

تتمة لتداعيات حل كوديسا، قراءة في الجمع العام لما تبقى منها؟

نوفل البعمري


انعقد اليوم الجمع العام لما تبقى من اعضاد جمعية كوديسا التي تم حلها من طرف امينتو حيدر مؤخرا و هو ما ينذر بانشقاق حاد في التيار الانفصالي خاصة بين المجموعة التي تعتبر نفسها قبليا و تاريخيا معنية بالصراع،و المجموعة التي اعتبرتها حيدر أنها لا تنتمي لمنطقة النزاع بالتالي لاحق لها في الحديث باسم “الشعب الصحراوي” أو كطرف في النزاع، و هو مؤشر كذلك على حسم قيادة الجبهة هذا الصراع لصالح تيار امينتو حيدر على حساب التامك الذي تم لفظه بطريقة مهينة رغم كل ما قدمه من حريته و صحته و حياته لصالح البوليساريو.
البلاغ الصادر عن كوديسا في نسختها الجديدة، هو بلاغ أراد الحفاظ على نفس مسار كوديسا “الحقوقية” في نسختها السابقة، لكن المتمعن الجيد له سيكتشف أن من صاغ البلاغ اراد صياغته بمنطقين، الأول سياسي ليظهر بمظهر القادر على اداء نفس الدور الذي ستقوم به امينتو حيدر من خلال هيئتها الانفصالية، و هو بذلك يخاطب قيادة الجبهة اكثر من مخاطبته للساكنة الصحراوية، ثم أنه في جزء ثاني من البلاغ الصادر عن هذا الجمع العام حاول الحفاظ على خيط نابض مع البيانات السابقة لكوديسا في نسختها القديمة للحفاظ على “شرعية” التواجد و هي الشرعية التي سحبتها منهم امينتو في بلاغ حلها لكوديسا عندما اعتبرتهم غير معنيين بالنزاع و عندما لم تدمجهم في هيئتها الانفصالية.
الجامع بين كوديسا التامك و هيئة امينتو،هو أنهما معا أعطيا تمثيلية لمجموعة اكديم ازيك فكوديسا التامك أعلنت في مكتبها عن تواجد المعتقل الشيخ بنكا و هيئة امينتو أعلنت عن تواجد المعتقل السابق على خلفية نفس الأحداث الإجرامية المسمى الزاوي، أي التنظيمين معا يريدان أن يكتسبا شرعية المخيم، مخيم اكديم ازيك و هو ما يؤكد ما سبق أن اوردته شخصيا عن كون َاحد من الأسباب التي دفعت بحل كوديسا و إنهاء التيار الانفصالي الحقوقي هو فشله في تجديد شرعيته من محاكمة اكديم ازيك الأخيرة التي جرت سنة 2017.
السؤال الذي يطرح نفسه بحدة، هو كيف ستتعاطى قيادة الجبهة مع هذا المعطى الجديد؟ و هل سيظل التامك مستمرا في ولائه الغير المبرر لا سياسيا و لا حقوقيا و لا جغرافيا للبوليساريو؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube