مقالات الرأي

حملة التطهير ومحاربة الفساد لا يكتب لها النجاح الا اذا تمت بأدوات طاهرة.

الحسين فاتش

في كل مرة تعود بي الذاكرة قليلا الي الوراء حيث سنوات هيمنة وزارة الداخلية على مقاليد السياسات العمومية في حقبة معينة من تاريخ بلادنا،، زمن كان فيه إدريس البصري هو المهندس والمخطط، والمنفذ للسياسات العمومية من خلف الستار مكان الحكومة والبرلمان، خاصة بعد أن تأتي للصدر الاعظم ان يحكم قبضته على آليات صناعة وتوجيه الرأي، العام بعد بسط سيطرته على الإعلام وعلى التلفزة العمومية، تحضرني بشكل تلقائي وقائع حملة التطهير ومحاربة الفساد إحدى البدع المخزنية التي جندت وزارة الداخلية لمواكبتها وتضخيمها كل ترسانتها الاعلامية من قنوات تلفزية واذاعات تتصرف جميعها وفق تعليمات ” سيادة العامل” المعين على رأسها، وصحف ورقية باقلامها المأجورة وصحافييها انصاف المخبرين، بحيث اقامت الداخلية الدنيا ولم تقعدها واحدثت رجة من السوسبنس الاجتماعي جعلنا ننام ونصحوا على اخبار الجديد في تلك الجعجعة الكبري التي لم تضاهيها غير الرجة التي أحدثتها فضائح الحاج الثابت رئيس قسم الاستعلامات بحيث اوهمت الداخلية العامة من السذج ان المخزن جاد وعازم على الضرب بيد من حديد، وان حملة التطهير ومحاربة المفسدين سيكون لها ماقبلها وما بعدها وان القطع مع آفة الفساد والنهب التي لا زمت مسار المغرب منذ عقود قد دقت ساعته وان المليارات التي تم نهبها من القروض والميزانيات العمومية سيتم استرجاعها من حيث توجد مودعة ببنوك الخارج في حسابات سرية، وأن لصوص المال العام سيكون سجن عكاشة هو مكانهم الطبيعي وليس المكاتب المكيفة بارائكها الجلدية الفاخرة،،، الي اخر الأوهام و اضغاث الأحلام التي اريد لمزاليط عامة الشعب التي تقاسي الميزيرية وشظف العيش، أن ترتكن تحت تأثيرها لتصديق البروباكاندا وتستسلم للتنويم المغناطيسي…


وبالفعل فقد تمخض الجبل ليلد فارا واذا بالواقع المرير يكشف لنا بالدليل الملموس ان حملة التطهير تلك لم تكن سوي فصل من مسرحية هزلية الهائية سمجة بسيناريو محبوك ومعد سلفا بكومبارسه وديكوراته والنتيجة ان قلاع الفساد بتحصيناتها لم تفقد شيئا من عذريتها و لم تردد ثقافة النهب واللصوصية الااستشراءا وتغولا حتى اليوم…
ذكري حملة التطهير وملاحقة لصوص العام التي خسرنا رهانها لسبب وحيد مرده الي ان عملية التطهير لا تتم الا بأدوات طاهرة و إياد طاهرة عرفت اسبانيا نظيرا منها لاقي نجاحا مبهرا بشهادة العالم افلح في قطع دابر الفساد و استئصال اورامه السرطانية عبر توظيف اليات دولة الحق والقانون المتاحة بفضل الدمقراطية، بحثت من بين قائمة لصوص المال العام ورموز الفساد الذين جرفهم تيار الحملة التطهيرية المتواصلة التي تقودها الدولة الاسبانية فلم اجد من بين “ضحاياها” من رجال السياسة غير حالة المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي ونائب رئيس الحكومة في عهد خوسي ماريا اثنار السيد رودريكو راطو الذي حكم عليه بالسجن في قضايا فساد وتلاعبات مالية قادته ليكون اليوم من بين نزلاء سجن الصوطوديالريال بمدريد…يقوم بتنظيف كولوار السجن حيث يوجد العنبر الذي يعيش به كلما جاء عليه الدور حيث يكون في مرمى تهكمات وسخرية سجناء الحق العام الذين لا يكفون عن مطالبته بأن يرجع لكل واحد منهم نقوده التي سرقها منه.لشراء السجائر ..
اترككم مع الاستمتاع بهذا المشهد السوريالي وعَمتم صباحا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube