حيمري البشير

أحداث غزة وجرائم الإحتلال حركت الشعوب في العالم وبقيت الشعوب العربية تتألم في صمت

المتابع لمايجري في الغرب وفي قلب أمريكا ومدنها الكبيرة من مظاهرات عارمة،واحتجاجات وصلت إلى التصادم مع قوات الأمن كما حدث في إيطاليا،يفهم الفارق بين قيمهم الديمقراطية وحرصهم على ممارستها،من دون فوضى اللهم إلا حصل افتزاز من قوات الأمن التي تسعى لعرقلة ممارسة حق مشروع ،حق التظاهر والتعبير عما يحس به المواطن من غبن وألم .الفرق شاسع بيننا نحن العرب والغرب الذي نصفه نحن بالغرب الكافر ،في الحقيقة،نحن الذين نستحق وصفنا بالكفار ،لأننا خرجنا عن قيم الدين الحنيف (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه) نحن نتألم في صمت لما يجري في غزة لأن من يحكمنا ،يخشى غضب الكبار الذين عصوا الله وأطاعوا أوامر أمريكا .مواقف الكثير من الزعماء في الغرب ، كسبوا تعاطف المسلمين في كل بقاع العالم وفي مقدمتهم الشعب الإسباني وقيادته التي يصدق القول أن نسميها الرشيدة ،والتي علقت تصدير السلاح لإسرائيل وجمدت كل شيئ معها،استمرار القتل والدمار وبدعم من ترامب حرك الشوارع في العالم فمن نحوى نحو أمريكا عاقبته الشوارع وانتزعت حق التظاهر وواجهوا قوات الأمن بعنف في الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا ،في حين مواقف بعض الزعماء في الغرب أباحوا لشعوبهم حق التظاهر للتعبير عن مواقفهم اتجاه مايجري في غزة وفي باقي المدن الفلسطينية،لقد كشفوا حقيقة النظام العنصري في إسرائيل وخرجوا للتظاهر وقلبوا الموازين وضغطوا على حكوماتهم للإعتراف بالدولة الفلسطينية،وإذا كنا دائما نؤمن بالقولة (رب ضارة نافعة) فالخروج للشارع في الدول الديمقراطية في هذا الغرب الذي نقول له كافر،ونحن العرب الكفار لأننا تركنا شعب أعزل من دون حماية ولوأن لا نملك هذه الحماية وينطبق علينا ،الحديث (ليس منا مسلم ،أو مؤمن من يبيت شبعان حتى التخمة كبلدان الخليج وجيرانهم الفلسطينيون يتذورون جوعا).إن تحرك الشعوب في الغرب وتغطية الإعلام الكافر لانتفاضات عمت القارات الخمس وفي قلب أمريكا نفسها ،كشفت الأنظمة العربية عن حقيقتها سواءا التابعة لروسيا أو المنبطحة لأمريكا التي يحلبها رؤساؤها حلبا كما فعل ترامب في زيارته الأخيرة لها،ومع ذلك تبقى أمركا من منظور الشعوب العربية الطاعون الذي يعبث بخيرات هذه الشعوب،(لقد صدق من قال الطاعون أمريكا وأمريكا هي الطاعون ،هذه الشعارات التي كنا باستمرار نرددها في الجامعة لسنين من دون أن نحقق طموحنا في قلب الموازين في بلداننا ،لا لشيئ سوى أن من يحكم الشعوب حكام يحكمون بقوة النار والحديد ،يخشون الإنقلابات الشعبية،ويؤدون الإتاوات للبيت الأبيض لحمايتهم وقمع انتفاضات التي تتحرك للتعبير عن الرفض.فرق شاسع بيننا كعرب وبين الشعوب التي يسمونها عندنا الكافرة ،وقد كشفت هذه الحقيقة جرائم الإحتلال في غزة ،وأحيت في شعوبهم قيم الإنسانية ،فانتفض الشارع في القارات الخمس للتعبير عن رفضهم لما يجري ،وتضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني في محنته .التعنت الإسرائيلي في ممارسة القتل ،جعلهم يعرفون حقيقة الصهاينةوأطاحوا بشعار معادات السامية،لقد عرفت الشعوب حقيقة إسرائيل وحقيقة أمريكا وضغطوا من أجل الإعتراف بالدولة الفلسطينية التي تعارض قيامها أمريكا الظالمة.لقد تبين للعالم أن ما يجري في فلسطين ظلم ،وأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات جسيمة وتقتيل يتعارض مع كل القيم والمبادئ النبيلة يفرض على العالم أن يوقف هذا المسلسل ،ويتجه لإنصاف الشعب الفلسطيني ومحاسبة كل الذين ارتكبوا الجرائم البشعة على مر أكثر من ستين سنة من الإحتلال ،والقتل والتشريد في العالم حتى أصبح للشعب الفلسطيني في الشتات أكثر من وطن .شكرا لهذا الشعب الذي أحيا فينا روح النضال ،والعودة لقيم ديننا ،وشكرا للشعب الإسباني وقيادته التي يحق أن نسميها الرشيدة والتي سمحت للشعب بالتعبير عن تضامنه مع الذين أنتهكت حقوقهم في الوطن المحتل الذي مازال يمارس القتل والتهجير ويحلم بإسرائيل الكبرى شكرا للشعب الإيطالي الذي خرج منتفضا في الشوارع وواجه قوات الأمن معبرا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومنددا بجرائم الإحتلال الصهيوني ،شكرا لكل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينيةوعاصمتها القدس الشرقية .الإحتلال مهما طال فهو في طريقه إلى الزوال ،عاش الشعب الفلسطيني البطل الذي يعطينا دروسا في الثبات على الحق ،عاش الصامدون في غزة الذين يسجلون انتصارات ستبقى خالدة يدرسه جيل لجيل ،فلسطين ستبقى على لسان الصغار قبل الكبار الذين أبدعوا في صنع الملاحم ،وإرجاع الأمل لنفوسنا في التحرر ونبذ العبودية غزة ستبقى جرح غائر في جسم الوطن العربي ،ولن يهدأ لنا بال ،حتى تنعم غز ة العزة بالحرية .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID