فضاء الأكادميين

المغرب بين “صفقة القرن” و “تقوليبة القرن”

د سعيد ايدا حسن مدريد
قبل ثلاثة أشهر من الآن كتبت تدوينة تنبأت فيها بكل ما يحدث الآن بخصوص تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني وقضية الصحراء المغربية وحذرت فيما كتبته من:
– الفخ الذي كان يعده اللوبي الصهيوني، الذي يتزعمه “لورانس العرب الجديد”، جاريد كوشنر، للعاهل المغربي الملك محمد السادس بخصوص ملف الصحراء المغربية والتطبيع مع الكيان الصهوني. وبالفعل وقع رئيس لجنة القدس في المصيدة.
– أسمي اعتراف ترامب بسيادة المغرب على أراضيه الجنوبية بالصحراء بالمصيدة لثلاث اعتبارات. أولها: ما هي قيمة هذا الاعتراف في القانون الدولي وفي أعين الأمم المتحدة؟ لا شيء يعني صفر. والاعتبار الثاني هو أن إدارة ترامت التي اعترفت بسيادة الكيان الصهيوني على القدس كاملة وعلى مناطق شاسعة من الضفة الغربية تعترف في هذه الصفقة/المصيدة على سيادة المغرب على الأقاليم الصحرواية هذا يعني أنها تضع المملكة المغربية في نفس السلة مع المغتصب الصهيوني وهذا أكبر “قالب” في هذه المصيدة. أما الاعتبار الثالث فهو أن الثمن الذي دفعه المغرب بغرس خنجر الخيانة في ظهر القضية الفلسطينية يعتبر ثمنا جد باهض ومقامرة بالمقارنة مع ما سيجنيه من اعتراف ترامب وإدارته المنتهية الصلاحية بالسيادة المغربية على أراضيه. وخوفي أن يسحب غدا الرئيس الجديد جو بايدن هذا الاعتراف. سيكون هذا الأمر بمثابة “تقوليبة القرن”.
– في تلك التدوينة تحدثت عن الأيادي الإماراتية وبالفعل كانت حاضرة وبقوة في هذا المسلسل ابتداء من الجهوم الإعلامي والدبلوماسي والمخابراتي التمهيدي الذي مارسه نظام محمد بن زايد على المغرب طوال أشهر عديدة، أعقبه بعد ذلك تقديم هدية ملغومة تتمثل في فتح قنصليات لدول محور التطبيع في مدن الداخلة والعيون وانتهاء بعملية الكركرات التي لا أستبعد وقوف المخابرات الإماراتية وراء إشعال فتيلها.
وهنا أعيد نشر التدوينة التي كنت قد نشرت قبل ثلاثة أشهر
أسطول التطبيع الصهيوني يصوب مدفعيته باتجاه المملكة المغربية
اللوبي الصهيوني الذي يتزعمه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيحاول خلال الأسابيع القليلة المقبلة الضغط بقوة على العاهل المغربي الملك محمد السادس – فهو رئيس الدبلوماسية الفعلي وليست حكومة تصريف الأعمال التي يديرها سعد الدين العثماني – وسيحاول استعمال عملائه المنتشرين في مؤسسات حساسة للدولة للتأثير على المحيط الملكي… سيحاول اللوبي الصهيوني الذي وضعت الإمارات والبحرين تحت تصرفه مليارات الدولارات استغلال الضائقة المالية التي تمر منها المملكة بسبب جائحة كورونا لتجريب سياسة الجزرة مع المغرب ولا أستبعد لجوئهم لسياسة العصا وإثارتهم لبعض الفتن الداخلية أو تحريك ملف الصحراء – وهنا يأتي دور الإمارات والخيوط التي نسجتها مع بعض جنرالات النظام الجزائري – للي ذراع العاهل المغربي. فإن سقط العاهل المغربي – لا قدر الله – فستكون الضربة القاضية للقضية القلسطينية لأنه رئيس لجنة القدس وزعيم أعرق دولة عربية/أمازيغية على الإطلاق. اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه واجعل تدمير الصهاينة – يهودا وعربا – في تدبيرهم 🤲

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube