مقالات الرأي

جدلية الفيروسات الثلاث ونظام الاستغلال الرأسمالي والجائحات المعاصرة…؟

كولونا كورونا كورنْ

الاستاذ االمناضل الكاتب والفنان محمد الفرسيوي

في وعي الناس، ولدى العادي والبادي، ربما تكون قد تبلورتْ لحدِّ الآن في الأذهان ثلاثُ مخاطر قائمة متملِّكة نفَس الاستمرارية، الشّرسِ الطويل، وذلك في شكل فيروسات ثلاث، قاتلة وقتّالة، في آنٍ واحد…
في السطور الماضية، أو في الحلقة الأولى من هذا الحديث المُبسَّط والمنشور افتراضياً في صفحاتي، اكتفيتُ بالخوض في شأن الفيروس رقم واحد.. أعني “فيروسكولونا”، على أنْ أفصّل القولَ في “فيروسكورونا”، في هذه السطور.. وفي “فيروس_كورونْ” في سطور تتبعها.. ثم أختتم ببضعة تأملات موصولة بالموضوع لاحقاً..

أولاً؛ على سبيل التذكير وربط اللاحق بالسابق..

في سياق الموضوع، تتأكد جدلية الفيروسات الثلاث- #كولوناكوروناكورنْ- من خلال العلاقة السببية الرابطة بين هذا الثلاثي القاتل والقتّال، في هذه المعادلة المركبة (…) بحيث يصير “فيروسكولونا” هو الأصل، والسَّبب والمسبّب في “فيروسكورونا” و”فيروس_كورونْ” في ذات الوقت، وذلك مثلما سنرى على ضوء هذه التأملات…

“فيروسكولونا”، وهو يرتبط بالنموذج المجتمعي الطبقي، المبني على الفوارق والاستغلال والتحكم والإخضاع بشتى الطرق والوسائل وعلى كل صعيد، ضمن المنظومة الرأسمالية السائدة داخل الدول، بين الدول، وفي المركز والمحيط… هذا الفيروس؛ أعني “فيروسكولونا”، فيروس الطبقية والفوارق والاستغلال والاستعباد، تشكل منذ ظهور مجتمعات العبودية والإقطاعيات القديم، في سياق علاقة العبيد بالأسياد وسلطة الكنيسة ورجال الدين، والذي ساد إلى أن أسقطته أزماته الداخلية والخارجية والثورة الليبرالية في الغرب الأوربي(…) حيث سادت الرأسمالية ونموذجها الحضاري منذ هذا التاريخ، مستندةً نظرياً إلى قيم المساواة والحرية والإيخاء، وفارزةً عملياً نظاماً ونموذجاً مجتمعياً وحضارياً يتأسس على الطبقية والفوارق والاستغلال، وذلك تحت غطاء التحديث والديموقراطية والحقوق والحرية والمساواة، وهلمجرا….

وعلى الفور، أنتجتْ الرأسماليات الغربية الصاعدة منذ القرن 18 الماضي، نموذجها الاقتصادي والمجتمعي “الجديد” في عقر دارها، وذلك بتحويل عبودية المجتمع الإقطاعي الفاقعة والصارخة (العبد مقابل السيد، تحت سلطة الدين والكنيسة)، إلى عبودية خفيّة وناعمة (المنتج والكدّاح مقابل الرأسمالي وأسياد المال، تحت سلطة الآلة والإعلام والتكنولوجيا وأوهام المجتمع الاستهلاكي والرفاهيات المزعومة)… وبعد أقل من قرنٍ من الزمن، ظهرت الأمبراطوريات الرأسمالية الكبرى (بريطانيا وفرنسا…) متحولةً إلى امبرياليات استعمارية، مخضعةً القارات الثلاث لاستعمار واستغلال ونهب شرسٍ طويل…

هذه المعطيات ذات الصلة بفيروس “كولونا”، أو هذا المسار الاستغلالي والاستعماري للرأسمالية، لا شك أنها قد صارت في متناول العادي والبادي من الناس في كل العالم، وخصوصاُ لدى الشعوب والبلدان التابعة والخاضعة.. ويبقى السؤال-هنا والآن- هو؛ ما علاقة الاستغلال الرأسمالي، “فيروسكورونا”، نمط الإنتاج والعيش الرأسمالي… مع “فيروسكورونا”، مع “فيروس_كورون”، ومع الأزمات والفيروسات- الوبائية وغيرها- المقبلة (لا قدر الله)…؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube