مع إتيان باليبار: الفلسفة في مواجهة الجائحة

ترجمة: أحمد رباص

لا يمكن أن نتخيل عالم الغد دون التفكير فيما يحدث لنا اليوم. لكن كيف نحدد ما يحدث لنا؟ عندما يتطلب الوضع منا أن نفعل كل شيء من أجل البقاء، هل يكون الوقت مناسبا للتفكير؟

– أزمة روحية

“في قلب الأزمة الصحية، هناك أزمة اقتصادية واجتماعية ناشئة تتطور بالفعل، اللهم إلا إذا كانت آثارها الأشد خطورة معلقة في الوقت الراهن. داخل هذه الدمية الروسية الثانية تسكن دمية ثالثة: أبحث عن الكلمة الصحيحة، أتردد. أزمة قيم، أخلاقية، عميقة جداً، أزمة حضارة. أحيانا أقول في قرارة نفسي إنها أزمة روحية، في الاختيار الذي سيقدم نفسه بعبارات جذرية، وربما عنيفة، بين العديد من أنظمة القيم، والتي تنطوي على تمثيل للمجتمع، ومفهوم الموت في الحياة، ووأخير في تصور لما هي الإنسانية. نشعر بأننا نوع بيولوجية، نسينا ذلك، ندرك أنه على عكس جميع الأنواع البيولوجية الأخرى، نحن النوع الذي أنشأ أنظمة الاتصالات، الأكثر تطوراً والأكثر هشاشة بين جميع الأفراد الذين يشكلونه (النوع).”

– الوباء يكشف عن الاستثناءات

“هناك أمران مستعجلان أساسيان: ضرورة النقاش، وأهمية الخدمات العمومية التي هي اليوم على رأس أولويات التفكير.. من ناحية أخرى، علينا أن نسأل أنفسنا ما هو نوع المجتمع أو التنظيم الاجتماعي الكفيل بالتحذير من هذا النوع من الكارثة، وقبل كل شيء علاج ما هو الأكثر إثارة للدهشة: حقيقة أن الوباء لا يصيب الجميع بالطريقة نفسها، هناك استبعادات، بل، على الهامش، هناك عمليات الإقصاء الاجتماعي التي تقفز خاصيتها التي لا تحتمل ولا تطاق إلى أذهاننا، بحيث آمل ألا يُدفن السؤال لصالح المنطق التكنوقراطي.”

– مستعجل: إعادة صياغة مفهوم الدولة

“من المستعجل إعادة تأسيس وصياغة مفهوم واسع للدولة، مفهوم غرامشي: الذي لا يتركز على السيادة ولكن على جميع الوظائف التنظيمية والتسلسل الهرمي داخل المجتمع. وينبغي أن نعرف ما إذا كان يتعين أن تكون الحياة الاجتماعية بأسرها مؤطرة من قبل إدارات من النوع الدولتي، حتى عندما يتعلق الأمر بتنفيذ وظائف أساسية ذات مصلحة عامة… أنا لا أتبنى الفكرة التي مفادها يمكننا ألاستغناء عن الدولة بين عشية وضحاها بعملية سحرية، ولكني أومن بفكرة أن هناك قدرات أخرى للمبادرة والتضامن والتفاعل الجماعي غير تلك التي يتم تأطيرها بواسطة آلة الدولة.”