سياسةمقالات الرأي

البحر الاحمر صراع شرس وحقائق غائبة

حرة بريس -المصطفى عمر

يبدو أن صراع القوى العظمى في العالم قد أخذ منحى جدي بمنطقه البحر الاحمر
هذا البحر الذي عرف شعبيآ في الموروث الشفاهي عند شعوب السودان بإسم (بحر المالح) ،يبدو انه سيكون ساحة للصراع بين أمريكيا وروسيا اللتين تغنت لهما (بأهازيج مناهضة) مليشيات الدفاع الشعبي التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين الذي حكم السودان وساهم في إفقاره وإفراغه من محتوى دولة ،
حيث تقول الأنشودة أمريكيا..روسيا قد دنا عذابها …علي إن لاقيتها ضرابها.
ولكن البشير في آخر عهده ذهب إلي روسيا عبر رحلة طويلة وطلب الحماية من الدب الروسى بل سمح لهم بإقامة قواعد حربية بحرية على شواطئ البحر الاحمر نكاية في دول الخليج التى أوقفت مساعداتهالنظامه
ا لمتهالك.
بالعودة إلي البحر الاحمر فيعد إستراتيجياََ معبراََ هاماََ للتجارة الدولية
إذ أن 10%من صادرات العالم للتجارة الدولية تمر به بالاضافة لوجود موانئ مهمة في كل من الدول المشاطئة له.
وبالإضافة لهذا يذخر البحر بموارد مهمة كالغاز الطبيعي والبترول والثروات السمكية .
لذا فوجود روسيا على هذا البحر تعد من الاولويات، لا سيما وان لروسيا استثمارات ضخمة في مجال التعدين بالسودان وتسعى لوجود عسكري يعزز ماقامت به في المنطقه من تحالفات أبرزها حماية نظام الاسد في سوريا .
في الاسبوع المنصرم رست سفينة حربية أمريكية على شواطئ البحر الاحمر السودانية تحمل على متنها مجموعة من الضباط والخبراء الاميركان وقد سبقت مقدم هذه السفينة زيارة وزير الخزانة الامريكى ستيفن مونتشن بمرافقة وفد رفيع المستوى من العسكريين في الجيش الامريكي وناقش خلال الزيارة ملفات التعاون بين أمريكا والسودان والتشاور حول نقل قيادة افريكوم المهتمة بعلاقات الجيش الامريكي في قارة افريقيا إلي السودان ،وتم الإلتقاء بالبرهان وحمدوك وتمت مناقشة الديون السودانية وكيفية تسويتها،وتم الاتفاق على تدريب الجيش السوداني وتأهيله.
في الذاكرة الجمعية القصيرة وإتبان إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة في السودان إتهم الثوار على مواقع التواصل في السودان شركات أمنية روسية بمساندة نظام المخلوع عمر البشير وتوفير الاسناد التقني والعسكري لإجهاض الثورة ولكن لم يتم التاكد من صحة هذه الادعاءات.

وفي الاطار نفسه زارت سفينة حربية روسية شواطئ البحر الاحمر.في بحر هذا الاسبوع وبالتأكيد تحمل خبراء عسكريون وأجندة لتنفيذها.
إذا فقدأصبح الصراع على المكشوف واصبحت كل دولة تبحث مرسى سفينة لفرقاطاتها .
فمن ناحية روسيا لديها تفاهمات قديمة مع حكومة سودان عمر البشير ومعروف أن الاتفاقات الدولية غير مرتبطة بذهاب الحكومات او حضورها ويمكن أن يكون القائد العسكري السوداني البرهان رئيس مجلس السيادة واحد من الذين شهدوا توقيع الاتفاقات وهو مازال في الحكم ولن ينقض الاتفاق حتي و لو إعتمدنا على تحليل الشخصية السودانية في الإلتزام بالوعد فما بالك بميثاق دولي.
اما رئيس الوزراء السوداني القادم من أروقة الامم المتحدة فهو أمريكى الهوى ويتعامل مع المصلحة السودانية ببرغماتية عالية وهو وغالب المدنيين في الحكم يعتمدون على الولايات المتحدة لإخراجهم من عنق الزجاجة إلي رحابة الدول.
زيارة الرئيس المصري المعلنة يوم السبت القادم قد تحمل استفسارات ومخاوف دول الخليج أجمعها لأن دول الخليج وكعادتها سياسياََ تنأي بنفسها عن الدخول في صراعات دولية وإن كانت تستطيع إيجاد الحلول .
وبالإضافة لهذا فهذه الدول لم تستطع أن تحدد سياسات الرئيس الاميركي الجديد بايدن لذا فهي تسعى لاحتواء الصراعات المحيطة بها عبر الدبلوماسية الأخرى حتي يتبين لها الخط الامريكي من الخط الابيض الروسي.
التحالفات الاستراتيجية بالمنطقة متقاطعة حيث يبرز التحالف الروسي التركي الإيرانى والتحالف العربى الخليجي الامريكى في عهد الرئيس السابق ترامب ومازلنا ننتظر مايسفر عن هذاالصراع الآني حول البحر الاحمر .
يربط البحر قارات أفريقيا وأوربا وآسيا لذا فالسلامة المائية والأمن البحري من ضروريات الإستفادة منه وكما وأن إفتتاح ميناء السويس في 1869م جعل منه وجهة إستراتيجية
لمعظم حركة السفن التجارية وعلى جانب المملكة العربية السعودية تقع موانئ مهمة في مجالات صادر البترول والغاز وتنتشر الموانئ في السودان واليمن وجيبوتي والصومال وكلها بذات الاهمية.
نقطة أخيرة في هذا المحتوى هي إن السيطرة على البحر الاحمر وسلاسلة الجبلية يمكن أن يقود إلي وقف عمليات تهريب السلاح لصالح التنظيمات الارهابية الناشطة في سيناء و حركات المقاومة الفلسطينية، مما يؤدي إلي تأمين الدولة الإسرائيلية التي تقع تحت مظلة الحماية الدولية من قبل الدول العظمى.

لا يمكن التكهن بما سيفضى إليه هذا الصراع إستناداََ إلي الوقائع المذكورة في متن المقال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube