مقالات الرأي

هريدة محمد يكتب ” تفاهة ام وقاحة “

حرة بريس -بقلم :هريدة محمد

في ظل التطورات التي يشهدها العالم في القرن 21، من تطور تكنولوجي والتحولات الرقمية، حيث أصبح العالم قرية صغيرة مع الجيل الخامس على المستوى الإتصال، فقد كان لعصر السرعة فوائد كبيرة على المجتمع من جميع الأصعدة، جاءت بالرقي والازدهار بالفرد و الجماعة وتحسن التواصل الاجتماعي وسرعة توفير الحاجيات الأساسية للعيش عبر الصناعات الرقمية الذكية .

لكن مع هذا التطور الإيجابي، فقد خلف سلبيات تراكمت حتى أنتجت موجات متصاعدة، في عنان سماء النجومية ” صناعة التفاهة” او بلغة اخرى “السخافات” التي أصبحت شادة لا طائل من ورائها، وهي آفة المجتمع تنهشه وتؤثر سلبا على صيرورة الأدمغة وتدمر العادات والتقاليد والضرب في الاعراض، مع هذه الطامة التي غزت كل الوسائط التواصل الاجتماعي، مثلا في شمال إفريقيا، ولاسيما المغرب على وجه الخصوص، شهد انتشار التفاهة بشكل واسع، في أوساط المجتمع على شكل روتيني اليومي، وهي برامج تافهة تبث على قنوات اليوتيوب وتعدتها إلى فيسبوك ..، في شرح تفاصيل التفاصيل اليومية من قلب المنزل، مقترنة بكشف العورات صاحب المحتوى والتحريض على الجنس واخلال بالحياء، كل صوره تؤثر على المجتمع، وخاصة فئة الأطفال، عبر تسطيح فكرهم ونشر التفاهة، عوض اشياء هادفة، لكي يتم تنميط عقولهم على صعيد واحد .

لعل ما يبدوا من هذه المحتويات التي تنشر بفيسبوك وانستغرام وتويتر، اخص بذكر التافه منها، الذي يستهدف عقل المجتمع، أو بصغة أخرى ركائز المجتمع وتوابثه، فهي ليست مستبعدة عن ثقافة الاستهلاك ” التفاهات والسخافات .. روتيني اليومي أو ثقافة البوز، الذي يجذب الصالح والطالح بسبب التلفظ بالكلام النابي أو الكلام الساقط والعراء ومشاهد ايحائية والرقص واللباس المثير المحرض على الجنس، كلها صور تستفز الجمهور عبر هذه الوسائط، بحيث يصبحون مستهلكين رسمين عبر دعم المحتوى بلايكات ومشاهدات تتعدد الآلاف لتصل إلى الملايين، وبفعل خوارزمية الموقع في الظهور أكثر وأكثر حتى يصل العالمية .

لقد وصلت المجتمعات البشرية إلى قمم الحضارة، عبر الإهتمام بالإنسان والإستثمار فيه، وخير دليل على ما وصلت إليه الصين وكوريا الشمالية وأمريكا واليابان في مستويات التنمية البشرية، وصناعة الطاقة الذرية والسيطرة على البحار والمياه الإقليمية، وإرسال مسبار إلى الفضاء، عبر مراقبة المجالات والبحار والتجسس، إضافة الى سفن الفضاء نحو كوكب المريخ للعيش فيه مستقبلا، كلها إنجازات عظيمة تبرز اجتهاد العقل البشري في صناعة الأمجاد وبناء الحضارة، عكس ما وصلت إليه المجتمعات الدول العالم الثالث من تغير أنماط التعليم وإتباع لغة البروبغندا لتمويه على سياسات مكولسة في الخفاء، لا تسمن ولا تغني من جوع، واستشهد ما أورده الشاعر طرفة بن العبد: «خلا لكِ الجوُّ فبيضي واصفِري» .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube