في الِّلقاح وأنا..
محمد الفرسيوي/تمارة/المغرب
في مركزٍ أنيقٍ لائق.. نادي ريضال بتمارة.. طاقم طبي يُشرِّفُ الصحة والبلاد.. إشرافٌ تنظيمي إداريٌّ مُوفَّق، وأجواءٌ عليلةٌ يُلطِّفُها حزامٌ غابويٌّ أخضر.. في هذا الطقس الجميل زرعتْ أصابيعٌ ناعمةٌ، كالرَّحمةِ تماماً، على كاتفي الأيسر.. زرعتْ جرعةَ اللقاح في جسدي، وكذا انتعاشاً غريباً في روحي أيضاً.. قبَّلتُ يدها، دون أنْ أشعر بأيِّ شيء، إلا بقشعريرةِ محبَّةِ وعرفانٍ جميلٍ، تَسْري في كل أوصالي..
في عِزِّ ظهيرةِ الأربعاء 03 يناير 2021.. الواحدة و20 ودقيقة نهاراً، غادرتُ المركز نحو ثانويتي ابن رشد.. وحوالي الرابعة مساءً، وأنا في قلبِ العمل، شعرتُ بنشاطٍ عجيب، بحيَويَّةٍ لافتة، يتدفَّقان في دواخلي كلها، كأنَّ تعبئةً قوَّةٍ مضاعفةٍ ضُخَّتْ في أعماقي ورأسي، دفعةً واحدة..
وفي حينه، لاحظ بعض الزملاء، وعلى رأسهم الحارس سعيد الرائع، هذه الحيويّة وهذا النّشاط في تصرُّفاتي وفي شخصي.. سألني مُبتسماً؛ هل تناولتَ منشِّطاً..؟ ضحكتُ وقلتُ؛ أجل.. بينما كان رئيس المؤسسة سي بوطيب وناظر الدروس سي مصطفى، يتفقدّان حالةَ مَنْ لقَّح منّا، ويستحثّان مَنْ لم يُلقّْح بعد، كالآباءِ الطيِّبين تماماً.
في آخرِ المساء، وعلى طول الليلة، لا عياء، النَّوم لا يأتي.. حالة لا تشبهُ الأرق.. أعرفُ الأرقَ ويعرفني.. الأرقُ الذي أتعايشُ معه منذ سنوات مع حبّاتِ الدواء اللازمة بين فترة وأخرى.
نشاطٌ جُوَّانيٌّ تمنَّيتُه لو يتواصل.. وحيويَّة مُضاعفةٌ رغبتُ لو تدوم..
وقد تواصلا، فعلاً في الغد، وحتى الآن..
أمس الخميس، في آخرِ المساء، اِستفسرتني الرّفيقة الغالية اعتماد البوعناني، على المسنجر:
– كيفك؟ مع تلقيح كورنا؟ لا أعراض؟ الحمد لله، الحالة مستقرَّة؟
– عادية.. فقط، مساءَ وليلةَ أمس، شعرتُ كأنِّي قد تناولتُ مُنشِّطاً جميلا…
– صحيح.. هههههه
– أجل.. ويبدو أنَّني سأرجعُ لهم غداً، وبعد غد… مُتَوسِّلاً ومُتسَوِّلاً، جرعةً ثانيةً وثالثةّ ووووو….
– هههههه
ضحكنا، وتوادعنا، آملين.. ذلك أن موعد اعتماد مع اللقاح، اليوم الجمعة…
شكراً بلادي.. الخيرُ، والحياةُ أماماً.