مقالات الرأي

خواطر عن الهجرة

توفيق البقالي، ناشط جمعوي من فالينسيا

و أنا أكتب عن بعض الجوانب الحياتية هنا بإسبانيا ، علق صديق لي ، أنني ما أصوره هو الجنة و هذا ما يجعله يعتقد انه في المغرب يعيش في الجحيم ، على العموم لست ممن يرسم الحياة بشكل وردي كما أني لا أميل للسواد ، و نزولا عند رغبة صديقي سوف أخبره أن كل إنسان و تجاربه، لذا فأنا أرى الأمور من زاوية معيشي اليومي ، و اليومي المعيشي في أوربا يعتمد على الشخص نفسه ، كيف ؟
ما ينتظرك في اوروپا هو ما ينتظر التلميذ يوم إمتحان الباكلوريا ، من جد و تعلم اللغات و حصل على الشواهد ( مع العلم انها هنا لن تنفعك ، لكن هذا موضوع آخر قد نتطرق له ) ، و أتقن حرفة ، نعم حرفة. فما كنا نحتقره بعد الباكلوريا او بعد الإعدادي قد يكون هو السبيل الذي ينقدك هنا بحكم ان الشباب الاوروبي لا يتعاطى المهن ، و إنما يتجه للخدمات ، و حين تكون ثقافتك المعرفية عالية و على علم بخصائص البلد و مطلع على سياستها ، آنذاك سوف تكون الحياة أكثر يسرا و سهولة و إندماجك لن يكون صعبا .
لكن إن كنت ممن يقضي بياض يومه بين المقاهي و التسكع على ناصية الشوارع و تقضي يومك في معاكسة هاته و تلك بينما قشقوشتك تفكر في اول وسيلة لقطع المتوسط فلن يكون مقامك يسيرا ، فأنت مضطر للإشتغال أينما كان إن وجدت ، او التوجه للمناطق الفلاحية كي تشتغل أكثر مما يمكن ان يتحمل صاحب الأذنين …
و هذا لن يكون سوى اول همك ، فأنت مضطر لدفع 3000 درهم لمغربي عديم الضمير كي يساعدك في استخراج شهادة الإقامة ، مع العلم أنها مجانية ، كما أن العمل في الحقول سوف يحتم عليك البحث عن مغربي في وضعية قانونية يشتغل مع صاحب الضيعة و تكون مضطرا أن تمنحه كل شهر جزءا من راتبك كي تحافظ على مكانك ، و حين تقضي الثلاث سنوات و تبدأ في رحلة البحث عن تسوية وضعيتك القانونية فأنت بحاجة لوثيقة وعد بالعمل و هنا سوف تجد اخوانك المغاربة يعرضونها ب 5 ملايين سنتيم كرقم لإفتتاح سوق الدلالة ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube