مراد العمراني الزكاري

لماذا اتخد ترامب قرار التصفية… ولما نباح الديمقراطيين؟

مراد العمراني الزكاري استاذ محاضر بالمركز الاوروبي للاعلام الحر برشلونة

لنبقى في العمق ولنفهم فلسفة تصفية السليماني بمنظور ترامب… ولكي نفهم علينا بمراجعة التاريخ..
في سنة 1979 عندما نجحت ثورة الخوميني كان الماركسيين أصحاب اليد العليا في الشارع الإيراني الذي اتهم الخوميني بعمالته للغرب .. الخميني اقتحم السفارة الأمريكية بشباب الإسلاميين واحتجز الرهائن الأمريكيين فيها لشهور طويلة،
ولم يفرج عنهم إلا بعد سقوط جيمي كارتر وكانت هديته لرونالد ريكان هي الافراج عن الرهائن.
النتيجة أن الخوميني استحوذ على شعلة العداء لأمريكا من يد الماركسيين، وكسب تعاطف واحترام الشعب الإيراني، الشيء الذي جعله ينصب المشانق للماركسيين وقتلهم كلهم ونجح في بسط سيطرته على مقاليد الحكم…
وقتها إشتغلت مؤسسات أمريكا على الحادث ضد جيمي كارتر وضيقوا الخناق عليه واستثمروا الحدث جيدا لهزيمة كارتر في الانتخابات الرئاسية الثانية لصالح ريكان.
لنعود الى الموضوع
يثور العراقيوم ضد إيران في ميدان التحرير منذ شهرين، ويطالبون برحيل أذرعها الطولية عن العراق بما فيها السليماني وكذلك بمحاكمة أبو مهدي المهندس وهادي العامري وتصفية الحشد الشعبي الشيعي الموالي للخامنئي سارق نفط العراق وناهب ثرواتها.
أراد الخامنئي ان يستنسخ تجربة الخوميني، فاصدر تعليماته للسليماني وأبو مهدي المهندس بالهجوم على السفارة الأمريكية ببغداد واقتحامها .. نعم صحيح صدر قرار بالتقهقهر والانسحاب من محيط السفارة منذ يومين لكن كان مشروط بتصويت البرلمان العراقي على طرد الأمريكيين من العراق.
الخامنئي كان يريد أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد
1-القضاء على شعبية ترامب في الداخل الأمريكي لصالح المرشح القادم
2-ؤأد ثورة العراقيين في ميدان التحرير
3-اكتساب شعبية بين العراقيين لنجاحه في طرد الأمريكيين من العراق.
قرأ الذاهية ترامب الرواية جيدا وعرف أن الخامنئي يلعب مع الديمقراطيين لصالح الإطاحة به فقرر أن يتغدى بهم كلهم قبلما يتعشون هم به وفوت الفرصة على الديمقراطيين الذين بدأوا في النواح على ضياع مخططهم مع طهران. السؤال ماذا سيفعل الخامنئي ؟
ولا أي شيء ولن يتجرأ على أي إجراء ضد أمريكا لأن أمريكا الترامبية غير أمريكا العميقة، ضربهم في السويداء وخرج يدعوهم للتفاوض والحوار بعد ساعات من الحادث…
أقصى طموح الخامنئي لاستعادة الهيبة استهداف السعودية والأمارات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube