إستقامة أخنوش وثوابه إلى الله توبة نصوحاً ستغير المغرب إلى دولة قوية و عظيمة؟

**بقلم عزيز الدروش*
في مسار الأمم، هناك لحظات تاريخية يمكن أن تغيّر كل شيء. ولعل من أعظمها أن يختار الحاكم ردّ الحقوق وإصلاح ما أفسده تضارب المصالح والإقتصاد الريعي. ولو قرّر رئيس الحكومة المغربية، *عزيز أخنوش*، أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، لكان المغرب أمام فرصة تاريخية لإصلاح إقتصادي، سياسي إجتاعي، وأخلاقي شامل.—أولاً: *التوبة النصوح… بين النص القرآني والعمل السياسي*التوبة في الإسلام ليست شعوراً داخلياً فقط، بل فعل يعيد الحق لأهله ويصلح ما أُفسد. قال الله تعالى:> “إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُو۟لَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ” [البقرة: 160].كما قال سبحانه:> “وَلَا تَأْكُلُوا۟ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ وَتُدْلُوا۟ بِهَآ إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا۟ فَرِيقًۭا مِّنْ أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” [البقرة: 188].—ثانياً: *السنة النبوية… لا توبة بلا ردّ المظالم*النبي ﷺ وضع قاعدة صارمة: لا توبة حقيقية لمن أكل أموال الناس بغير حق إلا بردّها، فقال:> *من كانت له مظلمة لأخيه من عرضٍ أو من شيءٍ، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم…* (رواه البخاري).كما قال ﷺ:> *على اليد ما أخذت حتى تؤديه* (رواه أحمد وأبو داود).—ثالثاً: *كم سيربح المغرب؟* — تقديرات ماليةوفق تقارير إقتصادية وإعلامية مستقلة، تقدَّر ثروة عزيز أخنوش وأسرته بما يقارب 2.2 مليار دولار (حوالي 22 مليار درهم مغربي). أو أكثر إذا افترضنا أن نسبة معتبرة من هذه الثروة تراكمت بفضل الإمتيازات الإقتصادية المرتبطة بالمناصب الحكومية والقرارات التفضيلية التي شرعها و شرعت له من قبل ، فإن ردّ حتى 50% منها (11 مليار درهم) إلى خزينة الدولة يمكن أن يمول:
1● قطاع التعليم: بناء وتجهيز أكثر من 2,000 مدرسة حديثة في القرى والمناطق النائية
.2● قطاع الصحة: إنشاء 50 مستشفى إقليمي مجهز بأحدث التقنيات.
3● البنية التحتية: إصلاح الطرق الريفية وتوسيع شبكات الماء والكهرباء لأكثر من 1.5 مليون مواطن.
4● دعم الفلاحين: إطلاق صندوق سيادي لدعم الفلاحة العائلية وتوفير المعدات الحديثة بأسعار مدعمة.
—5● إعادة الثقة ومحاربة الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء من القمةردّ هذه الأموال سيعطي إشارة قوية أن زمن الإفلات من العقاب إنتهى، وسيفرض ضغطاً سياسيًا وأخلاقياً على باقي المسؤولين لردّ ما نهبوه. قال النبي ﷺ:> *كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته* (متفق عليه)
.—6● الإرث الذي يخلدلو فعلها أخنوش، فسيكتب التاريخ إسمه كقائد إختار العدل على الجشع، وأعاد تشكيل علاقة الدولة بشعبها على أساس الثقة والشفافية، لا على أساس الصفقات والامتيازات و المناصب و نهب خيراتالوطن.*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى
**عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي*
