بصراحة

كلمة تعني الكثير ،وهي عبارة فصل لإنهاء جدل وسط مغاربة العالم .بصراحة علاقتنا بوطن إسمه المغرب ،لن يستطيع أحد نزع هذه الصفة ،ولن يستطيع أحد في ضل الجدل الذي طال حول مسألة المشاركة السياسية وفتح المجال أمام مغاربة العالم ليكون لهم دور فاعل ومؤثر في الحياة السياسية ببلادنا ،أن يقطع شعرة معاوية التي مازالت ثابتة من دون تغيير بين مغاربة العالم ووطن إسمه المغرب .والحقيقة التي يجب على الجميع الإقتناع بها ،هو استمرار هذا الجدل حول المشاركة وعدمها وتشبث المتحكمين في الحياة السياسية ببلادنا والذين لهم مصلحة وهدف في قطع الطريق على مغاربة العالم من مزاحمتهم في تدبير شؤون البلاد والمساهمة في دمقرطة المجتمع المغربي بثقافة راقية تحترم القيم الديمقراطية التي يسير عليها الغرب الكافر من منظورهم .إنها الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها الجميع ،علينا أن نكون أكثر وعيا وإيمانا بأن الطريق للمساهمة في دمقرطة البلاد من خلال المشاركة السياسية في تدبير شؤون البلاد هو حلم لن يتحقق.وعلينا أن نغير سياستنا في تدبير العديد من القضايا التي تربطنا بموطننا الأصلي .علينا أن نطوي صفحة الجدل العقيم حول المشاركة السياسية التي لن تكون باستمرار الدولة في عرقلتها بكل مكوناتها السياسية ،وهذه قناعة تولدت لدي ولدى حتى مازالوا يحلمون بهذه المشاركة عايشت النقاش السياسي حول مسألة المشاركة السياسية لسنوات ،وتولدت لدي قناعة وقد يشاركني فيها العديد،أن الأحزاب السياسية المغربية بكل مكوناتها ليس لها مصلحة في تفعيل فصول المشاركة السياسية لمغاربة العالم،لا لشيئ سوى أن الثقافة السياسية التي تربت عليها أجيال في الغرب وتشبعهم بالقيم الديمقراطية قد يشكلون خطرا على النقاش السياسي داخل البلاد ،هذا التأثير من منظور المطالبين بهذه المشاركة السياسية إيجابي جدا لكن في نظر الأحزاب السياسية المغربية سلبي لأن مغاربة العالم المنخرطون في الحياة السياسية في الغرب والذين لهم طموح جاد من أجل تخليق الحياة السياسية في بلادنا ومحاربة الفساد ،سيكون العائق الذي سيجعل مغاربة العالم يطوون صفحة سوداء من تاريخهم ونضالهم السياسي ،الذي كانوا يتطلعون بفضله أن يساهموا في ازدهار وتقدم بلادنا وتخليق الحياة العامة في المجتمع وفق القيم الديمقراطية التي يتمتعون بها في مختلف بلدان الهجرة وخصوصا في أروبا والولايات المتحدة وأستراليا .بصراحة لم نعد نفكر مطلقا في هذه المشاركة ،وأكثر من ذلك سياسة التسويف التي نهجتها الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في المغرب.ستجعل مغاربة العالم مقتنعين بصرف النظر ليس فقط عن المشاركة السياسية ،وإنما كذلك مراجعة سياسة الدعم التي دأب الغالبية المطلقة من مغاربة العالم دعم وطنهم بها عن قناعة وبالتالي ستصبح بلدان الإقامة موطنهم وستتغير مواقفهم حول قضايا عديدة لن تكون في مصلحة بلدهم الأصلي ،خصوصا وهذا أهم أن الغالبية المطلقة من مغاربة العالم أصبحوا يتركون وصايا لأبناهم بدفن جثمانهم في بلدان الإقامة عوض نقلهم إلى المغرب حتى يطويهم النسيان ،هذه حقيقة مؤلمة أختم بها مقالي وأتمنى بصدق أن تكون هذه رسالة بليغة تصل للجهات التي يهمها مغاربة العالم المنتشرين في القارات الخمس .ولنا عودة لمواصلة الحديث في قضايا أخرى مرتبطة بمغاربة العالم.
