أستسمح للأعزاء في كل الفصائل الفلسطينية
أين أنتم ،أين السلطة الفلسطينة والزعيم محمود عباس ،آسف ربما الإعلام العربي بقنواته الرسمية ومواقعه الإعلامية يحاصركم من غير حق ويحجب مواقفكم من المجازر التي يرتكبها العدو المشترك.هم يسعون لخلق شرخ في الصف الفلسطيني ،ويريدون لكي تكون المقاومة في غزة العدو المشترك الذي يجمعكما .ربما كلامي يزعج الأصدقاء من الحركات الفلسطينية اليسارية التي أتقاسم معها قيما كثيرة منذ أن كنت مناضلا سياسيا في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ومنذ أن كنت طالبا في الجامعة وناشطا في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب .لازلت أتذكر إحياءنا في الحرم الجامعي لكل المناسبات التي تربطنا بالشعب الفلسطيني .كانت وستبقى فلسطين في قلوبنا .مايجري اليوم في غزة دليل آخر على نجاح المخابرات الإسرائلية في إحداث شرخ عميق في الشارع الفلسطيني وليس فقط وسط الشعب الفلسطيني بل في الشارع العربي بين مناصر للذين يقودون المعركة ضد الإحتلال الإسرائلي وضد من يقفون ضد هذا الطوفان الذي يؤدي ثمنه غاليا سكان غزة .أتمنى من كل قلبي أن لا يغضب من كلامي الإخوة الفلسطينين الساكتين الصامتين إلا القليل منهم عما يجري في غزة من مجازر جماعية ،أتمنى من الذين نجحوا عن حركة حماس في المفاوضات لهدنة مؤقتة أن يراعوا القصف العنيف الذي تقوم به قوات الإحتلال لقتل المزيد من الأطفال والنساء والمرضى وكل من يمشي في الطريق باحثا عن الماء أو الخبز .إن ماتقوم به إسرائيل تطهير عرقي بكل المقاييس ،واعلموا كذلك أن حتى الذين سيخرجونهم من السجن مقابل إطلاق الصهاينة الموجودين لدى حماس سيكون مصيرهم القتل والتطهير العرقي كونوا متيقنين فهم معروفون بنقض العهود منذ القدم .اسمحوا لي سوف أتجرئ عليكم قليلا ،للقول المرحلة التي تمر به القضية الفلسطينية صعبة جدا وماقدمت غزة من شهداء لا يجب أن يذهب سدى ،آن الأوان لتوحيد الصف الفلسطيني وإجماع الكلمة ،آن الأوان لكي تتحرك السلطة الفلسطينية لاتخاذ مواقف ،والتوجه نحو الأمم المتحدة بالتنسيق مع روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن لاتخاذ مبادرات لوقف العدوان الغاشم ،لا تنتظروا مبادرة من أي كان في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بمبادرة لوقف هذه الإبادةالجماعية لم أفقد الأمل بعد من صحوتكم وتجسيد جزئ من تاريخنا المجيد في هذا الوقت بالذات،تأكدوا أن إسرائيل تغرق ،وأن الإقتصاد الإسرائلي منهار ،والشعب عندهم بدأ في المغادرة أفواجا وأن مع مرور الوقت وسقوط مزيدا من الشهداء صورة إسرائيل في العالم أصبحت ملطخة بدماء الشهداء من الأطفال والنساء ،ومع مرور الوقت مواقف زعماء العالم تتغير ،وأن صمود المقاومة والخسائر التي تكبدها للجيش الإسرائلي ،تجعل الجميع يؤمن بأن النصر قريب وأن لاسلام من دون حل الدولتين وزوال الإحتلال .تلاحم الفصاًئل الفلسطينية في هذه المرحلة أصبح ضروري ،وتوحيد الصف الفلسطيني الخيار الأمثل للمرحلة المقبلة وثقتنا كبيرة في كل الفصائل لتحقيق الإنتصار وإفشال المخططات التي تقف من ورائها أمريكا وحلفاؤها لاستمرار الإنقاسات في الصف الفلسطيني وفي الصف العربي والإسلامي ،لأن هناك من يدعم الإحتلال في حربه على غزة خلسة ،ولا يريدون للمقاومة أن تحقق نصرا على إسرائيل وللذين لا يكشفون عن وجهكم الحقيقي من الأنظمة التي تدعي الإسلام والكل أصبح يعرف موقفها من الحرب من خلال الخروج ببيانات تشير فيها لعدم التنسيق والتشاور بين حماس والنظام الإيراني وذراعها في لبنان حزب الله في إعلان الحرب ،وحتى لا نكون متحاملين على إيران وحزب الله فالمجتمعون في الرياض بينوا موقفهم المتخاذل مما يجري في غزة ولم يعلنوا أي موقف يساند المقاومة علنا.
تجدر الإشارة في الأخير إلى معطى حول موقف النخب السياسية المغربية من الحرب الدائرة في غزة هو أن كل الأحزاب السياسية المغربية سواءا المعتدلة واليسارية والإسلامية والامنتمون كلهم يعتبرون أن الحرب الدائرة في غزة هي حرب ضد الشعب الفلسطيني وأن ماتدعيه إسرائيل هي محاولة بئيسة لتشويه النضال الفلسطيني وبالخصوص المقاومة التي تقودها حماس والفصائل التي دخلت المعركة معها من أجل تحرير الأرض وجلاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها
وأخيرا أتمنى كما يتمنى كل من يتألمون مما يجري في غزة ،أن تجتمع كل الفصائل الفلسطينية وتطوي خلافتها في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية ليوحدوا صفهم ضد عدو واحد ويبينوا للعالم عدالة قضيتهم من أجل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ويبينون عكس ماتدعيه إسرائيل وحلفاؤها في الغرب .
حيمري البشير. كوبنهاكن الدنمارك
