يا أحلى موزة
لا أقصد الفاكهة الصفراء اللون الباهضة الثمن عند الجيران والذين عايرونا بها نحن المغاربة يوما في ملعب نلسون مانديلا قائلين كلاما تافها من كلمات وتلحين الكابرنات ،(اعطيلو البنان اعطيلوا البنان المروكي حيوان )وإنما الشيخة موزة أم أمير قطر التي قدمت استقالتها من منظمة اليونسكو الإنسانية لأنها تغافلت بقصد المجازر المرتكبة في غزة .هم عندهم في الخليج يلقبونها الشيخة ونحن في المغرب كلمة منحطة في المنطقة الشرقية ،هي جديرة بأن نلقبها ملكة ولتكن كملكة بلقيس العصر الحاضرلا لشيئ سوى لموقفها الشجاع من مايحدث الآن في غزة.موزة بتصريحها الشجاع كانت عكس كل الأمراء في الخليج وآخرهم أمير البحرين الذي ندد بالمجازر التي قامت بهاحماس ولم يندد بردة فعل الصهاينة الذين قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا علاقة لهم بالمقاومة ولا بحركة حماس،وأكثر من ذلك قصفوا المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والناس يؤدون الصلاة كان آخر المشاهد المرعبة التي نقلتها وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت تفضح الجرائم التي يرتكبها من لاضمير لهم ،جندي إسرائيلي يلقي قنبلة على المصلين في إحدى مساجد غزة .وأعود لموقف الملكة موزة حفظها الله وأطال عمرها على موقفها الشجاع من المقاومة ،الذي كان موقفا شجاعا غاب عن مواقف الأمراء والملوك الذين اجتمعوا في السعودية ،أوعبروا عما يجري من خلال كراسي عروشهم .بصراحة الملكة موزة نابت عن ابنها من إسطنبول في مؤتمر وبصوت أممي ،واستنكرت مايحدث ،وهو دعم قوي وقومي للمقاومة،وقدمت استقالتها من المنظمة التي لم تقم بواجبها اتجاه مايحدث في غزة ،موقفها هو دعم وتضامن خفي للرئيس التركي الذي نوه بحركة المقاومة حماس من قلب أوروربا بعكس الزعماء العرب الذين ختموا اجتماعهم في الرياض بدون دعم للمقاومة،وبتنديد باهت لمايحدث ويرتكب من مجازر ،بل ينتظرون كلهم تصفية إسرائيل هذا البعبع الذي أصبح يهدد عروشهم .وانضم لهؤلاء المجتمعون بالأمس بعض المشاركين من الولايات المتحدة وأوروبا الذين استغلوا مشاركتهم في مؤتمر عقد في طنجة والذين عبروا بدورهم منددين بحماس وبحربها على الإحتلال الجاثم على أرض فلسطين لأكثر من خمس وسبعين سنة خلت .لكن المغاربة ومشاركين آخرين من دول أخرى تصدوا لهم واستنكروا مواقفهم ،هؤلاء سكتوا عن مجازرإسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ولم يطالبوا بزوال الإحتلال البغيض من أرض فلسطين .اليوم مع كامل الأسف وسائل الإعلام غربية وشرقية كلها أصبحت منحازة،تروج بضاعة فاسدة ،متآمرة ،لغسل دماغ الأمة ،هي وإن كانت فاسدة لا تنقل الحقيقة،منحازة،تحاول عن طريق الخطأ تشويه الحقيقة،لكنها تزيد من معاداة السامية وتولد مزيدا من الحقد والكراهية لأولئك الذين يرتكبون الجرائم الإنسانية،في غياب الضمير.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك