مايجري في غزة تطهير عرقي إسرائلي بمباركة أمريكا وحلفاؤها
هل كان ضروري أن يقدم الشعب الفلسطيني مزيدا من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال لتتحرك الأمواج البشرية في مظاهرات عارمة في العالم بأسره وهذه المرة حتى داخل مايسمى بالعالم العربي والإسلامي ،للتنديد بالمجازر البشعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة ،ويقولون أن جنودا مرتزقة من إيطاليا وإسبانيا وهولندا وفرنسا تطوعوا للقتال عفوا لقتل الأطفال والنساء ، ولا غرابة أن يكون من بين المجندين صهاينة عرب وقد نقلت بعض المواقع أسماءهم وصور لهم ليس حبا في إسرائيل ولكن حبا في مالها وما أغدقت الولايات المتحدة من أموال على دولة الإحتلال لإنقاذها من الهزيمة المذلة وقد وصلت لحد الساعة إثنى عشر مليار دولار ،بالإضافة للسلاح الفتاك والبوارج الحربية التي تساهم في عمليات الإبادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني بجميع فصائله ،ومن قال أن طوفان الأقصى هي معرركة تخص فقط حركة حماس فقد أخطأ لأنها معركة مصيرية ،ومن يتخلى عن المقاومة في هذه المرحلة فقد خان القضية الفلسطينية.إن سكوت الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن مسلسل التقتيل الممنهج منذ السابع من أكتوبر يؤكد أن الوقت قد حان لإعادة النظر في تركيبة مجلس الأمن لأنه لم يعد ضامنا للحقوق والإنصاف وإنما أصبح بكل المقاييس تتحكم فيه الدول الكبرى بعيدا عن العدالة والإنصاف وحاميا للدول التي ترتكب المجازر والإبادة في حق الشعوب المستضعفة.إن مايجري في غزة اليوم والحصار الذي عرفته خلال ستة عشر سنة حتى اعتبرها الجميع أكبر سجن في تاريخ البشرية دليل على تورط ليس إسرائيل وحدها في عملية التطهير العرقي الذي تشهده المنطقة وليس غزة لوحدها وإنما كل المدن في الضفة. مايجري في غزة وفي كل المدن الفلسطينية من انتهاكات وتجاوزات خطيرة لقوات الإحتلال وصمة عار على جبين أمريكا الراعي للممارسات الإسرائيلية الخارجة والمخالفة للقوانين الدولية ،ولن نستثني الدول الإسلامية والعربية ،التي فشلت في كل تحركاتها واجتماعاتها أمام التهديدات الأمريكية والغربية بصفة عامة .إن مايجري في غزة من مقاومة شرسة ضد الإحتلال يصفها البعض إرهاب ،لكن من منظور آخر هي مقاومة للحصار الغاشم الذي تجاوز ستة عشر سنة ،هي مقاومة للإذلال الذي عانى منه الشعب الفلسطيني خلال خمس وسبع سنة،هي مقاومة من أجل الحرية والإنعتاق من العبودية بحثا عن الحرية وبناء أركان الدولة الفلسطينية،هي معركة من أجل حق العودة للمهجرين في الشتات الذين تجاوزوا ستة ملايين ٠إذا من يردد أسطوانة الإحتلال ووصف المقاومة بالإرهاب ،ومن يتبنى هذا الخطاب لن يكسروا شوكة أبطال المقاومة الذين يسعون للشهادة ولا يهابون الموت الذي يفر منه المحاصرون والمحتلون لغزة وباقي فلسطين ٠إن زلزلة الساعة قريب ومعركة غزة أعادت للأمة الإسلامية كرامتها وهمتها ،وأظهرت هوان الزعماء الذين لم يعد لمواقفهم وقممهم قيمة وعليهم أن يستيقظوا قبل فوات الأوان لأن المقاومة ورجال المقاومة أصبحوا نموذجا في كل البلاد الإسلامية ولا نستبعد أن صحوة الشارع العربي والإسلامي لإحداث التغيير وقطع علاقات الشعوب العربية والإسلاميةعلاقاتها مع الطاغوت أمريكا وحلفائها في أروربا ٠معركة غزة ستفرض التغيير في المجتمعات العربية والإسلامية لا محالة وستكون غزة عنوانا للعزة٠
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك