أخبار دولية

طوفان الأقصى لم يؤثر على الشعب الفلسطيني فقط

ماجرى يوم سابع من أكتوبر ضربة موجعة لإسرائيل وحلفاؤها،ودرس لكل الذين يتحالفون معها على استمرار  احتلالها للأراضي الفلسطينية  واستمرارها في التطهير العرقي ،والتهجير والقتل من دون أن تفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ ،هي اختارت الأرض المحروقة  وممارسة أبشع صور التقتيل الذي سيبقى يلاحق القتلة الفجرة كابوسا طوال حياتهم يحرمهم من النوم والحياة ويجعلهم يعيشون  كوابيس  تلاحقهم في كل مكان ،هذا مايعيشه القتلة  حقيقة في كل يوم وفي كل ليلة بل وفي كل لحظة،شهر مضى على اندلاع طوفان  الأقصى الذي لم يكن مجرد قرارا عبثيا بل معركة موت أوحياة لشعب انتظر خمس وسبعين سنة لكي يعيش في وطن مستقل،حتى يمارس حياة طبيعية مثل باقي الشعوب .شعب اختار بين الحياة الكريمة أو الذل والهوان.اختار الطريق الصعب ،ليكون في مواجهة ليس إسرائيل لوحدها وإنما غرب ظالم تقوده الولايات المتحدة ورؤساء غربيون متملقون قرارهم ليس بيدهم بل بيد اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الإقتصاد والإعلام في العديد من الدول الغربية.المسلمون المنتشرون في مختلف بقاع العالم ويأتي  في مقدمتهم أوروبا ،ظهر وجههم الحقيقي في معركة طوفان الأقصى،فغاب دورهم وتأثيرهم وقوتهم  في هذا الصراع .لم يستطيعواالتأثير على الإعلام في الدول التي يعيشون فيها لسنوات طوال ،وغاب تأثيرهم في المجتمعات التي يعيشون فيها ليغيروا موقفهم من إسرائيل وما ترتكبه من جرائم بشعة في حق الشعب الفلسطيني لأكثر من خمس وسبعين سنة .ماترتكبه إسرائيل يوميا خلال أكثرمن شهر وسط صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان دليل على غياب العدالة والإنصاف وتطبيق القانون الدولي ،،وغاب الضمير العالمي ولم يعد للأمم المتحدة دور يذكر لإحلال السلام ٠يجب على المسلمين في العالم أن يستيقظوا من سباتهم ولا ينتظروا حكامهم لكي يعيدوا للأمة الإسلامية مجدها وكرامتها ٠نحن الذين نعيش في الغرب مرغمين بحثا عن القيم الإنسانية التي افتقدناها في بلداننا ،علينا أن نستيقظ من سباتنا لأن الغرب منافق لا قيم إنسانية فيه،نحن أمام واقع مؤلم انطلاقاممايجري في غزة وتكالب الدول العظمى لوأد انتفاضة الشعب الفلسطيني والذين يعتبرون طوفان الأقصى إرهابا ضد دولة تحتل أرضا فلسطينية ،أرض الأنبياء فإنهم يمارسون قمة النفاق السياسي  .من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش في أرضه ويقاوم الإحتلال الغاشم الذي جثم على أرضه،من حق كل من يحمل قيما إنسانية وتحررية أن يساند هذا الشعب لطرد الإحتلال من أرضه على المسلمين أينما حلوا وارتحلوا أن ينخرطوا في الحياة السياسية والنقابية وفي كل مناحي الحياة وبالخصوص في مجال الإعلام ليدافعوا بشراسة عن حقوقهم السياسية والإجتماعية ،ولن يتم ذلك إلا  من خلال مؤسسات منتخبة في البلدان التي يعيشون فيها  لرفع الظلم عن المظلومين وإحقاق الحق ،أحداث غزة يجب أن تكون درسا للجميع ،حتى ننهض وننخرط في الحياة السياسية ،لكي نسمع وجهة  نظرنا  للآخر الذي يختلف عنا وندافع عن حقوقنا ٠معركتنا بدأت اليوم وعلينا أن نتجاوز الأخطاء التي ارتكبناها  في السابق  لنكون مؤثرين في القرارات التي تتخذ في البلدان التي نعيش فيها٠

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube