تبون يقيل وزيره في الإعلام ويعتذر لدولة الإمارات العظمى
الحقيقة التي يخفيها النظام في الجزائر بعد التوتر الذي عرفته العلاقات الجزائرية الإماراتية ،عقب بيان صادر على صفحات إعلامية رسمية جزائرية ،النهار على سبيل المثال لا الحصر والتي مفادها ،أن الجزائر أعطت مهلة 24 ساعة للسفير الإماراتي لمغادرة البلاد عقب اكتشاف جواسيس إماراتيين ،يتواصلون مع أجهزة الموساد الإسرائيلي.موقف الجزائر الذي كان سيجر على النظام غضب يترتب عليه خسائر اقتصادية بليغة لأن المتحكم في الموانئ الجزائرية هي الإمارات.تبون سارع لإقالة وزيره في الإعلام واتهم جهات خارجية من وراء الخبر الزائف ،مع العلم أن الذي نشر الخبر هي قنوات جزائرية رسمية.الحقيقة التي يخفيها النظام عن الشعب ،هي أن دولة الإمارات لها علاقات أكثر من متينة مع إسرائيل ،لكن الجزائر لا تجرئ أن تتطاول على الإمارات كما تتطاول على المملكة لا لشيئ سوى أن الإمارات لها استثمارات كبيرة في الجزائر وهي التي تجعلها لا تتجرأ على انتقاد علاقتها مع إسرائيل ،ولعل الحدث الذي أثار خميرة غضب العسكر الجزائري التيار الذي يتحكم في كل شيئ في الجزائر ،هو موقف ممثل الإمارات في اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة والذي أعلن بصراحة وبوضوح موقف دولة الإمارات الثابت من قضية الصحراء ودعم الإمارات ليس وليد اليوم بل منذ سنوات،الإمارات تعد أكبر داعم للمغرب بالأسلحة والعتاد العسكري وليس فقط الموقف السياسي من مغربية الصحراء..النظام القائم في الجزائر لم يجرئ سابقا ولن يجرئ في المستقبل على انتقاد دولة الإمارات المتحدة ،والتي لها علاقات متينة مع إسرائيل .إذا الذي أغاض التيار العسكري والمخابراتي الذي يتحكم في كل شيئ في الجزائر هوموقف الإمارات الثابت من مغربية الصحراء.إذا تبون في آخر لحظة تبرأ من الخبر الذي نشرته النهار وهي قناة إعلامية رسمية فيما يخص دعوة الجزائر السفير الإماراتي مغادرة البلاد وأعطته مهلة 48ساعة .تبون أدرك خطورة الخبر المنشور وأقال في الحين وزيره في الإعلام،وقدم اعتذارا رسميا للإمارات التي تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية متينة مع دولة إسرائيل .أستغرب من النفاق السياسي الذي يمارسه النظام الجزائري عندما يتهم المغرب بالتطبيع مع الإحتلال رغم أنه يعلم ان أكثر من مليون يهودي مغربي يعيشون في إسرائيل ولهم علاقة وطيدة مع المغرب لا لشيئ سوى أن المرحوم محمد الخامس حماهم من الجنرال فيشي الذي كان سيرحلهم للمحرقة .النظام االعسكري في الجزائر اختلطت عليه الأمور وأصبح لا يميز بين الصهيونية كفكر وكنظام عنصري وبين اليهود،وأصبحت كل الإتهامات التي يلفقها للمغرب مبنية على أسس ،يعتبرها الجميع معاداة للسامية لأنها تستهدف اليهود بصفة عامة وليس المتشبعين بالفكر الصهيوني .إن توجيه الإتهامات الرخيصة للمغرب بالتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي دون غيرها من الدول التي تربطها علاقات مع إسرائيل وهي متعددة وعلى رأسها الإمارات والبحرين ومصر والأردن والسودان،دون أن ننسى تركيا ،يبرز حقيقة النفاق السياسي الذي ينهجه نظام العسكر ،وتهجمه على المغرب،نابع عن حقد دفين ،للتطور الذي يعرفه الاقتصاد المغربي والخطوات الكبيرة الذي خطاها في مجال التنمية وجلب الإستثمارات.إن إقالة وزير الإعلام الجزائري عقب الخبر الذي نشرته قناة النهار والمتعلق بإعطاء مهلة للسفير الامارتي بمغادرة الجزائر عقب اكتشاف جواسيس يتخابرون مع الإسرائيلي والتراجع عن القرار،دليل واضح على تخبط النظام،وأن الذي يحكم الجزائر ليس تبون وإنما أجهزة المخابرات والعسكر .أخطاء بالجملة يقع فيها النظام ورئيسه ،يبين حقيقة النظام القائم الذي أصبح شغله الشاغل ليس الإهتمام بحل مشاكل الشعب الجزائري واستغلال مداخل الغاز في التنمية ،بل دعم جبهة البوليساريو بالمال لزعزعة استقرار المغرب وتقسيمه. ولكن ينطبق عليه المثل القائل من نصب لأخيه فخا سيقع فيه،ومايجري في الجنوب حركة الأزواد التي حملت السلاح وبدأت في مواجهة العسكر الجزائري ،وانتفاضة في الشمال دولة القبائل .صورة حقيقية للأزمة التي تعيشها الجزائر والتي دفعت بتبون طلب الحماية من موسكو لدعم وحماية استقلال الجزائر،من الأخطار المحدقة بها من محيطها الإقليمي ،وهو يقصد التهديدات المغربية والأمريكية والتعاون العسكري بين الدول الثلاثة.إلى أين تتجه الجزائر بتعدد المؤسسات و الأجهزة التي تتحكم في سياستها الداخلية والخارجية؟علامات استفهام كبيرة ،هل ستصمد الجزائر ونظامها العسكري أمام حركة الشارع الجزائري خصوصا وأن الأوضاع الداخلية تزداد تدهورا ،الجزائر تعيش على صفيح ساخن وركوب النظام القائم على نظرية المؤامرة التسامر تلفيقها للمغرب من خلال اتهامه بإغراق الجزائر بالمخدرات وتارة أخرى بتهمة إغراق المدن الحدودية بالعملة المزورة،ولا ندري التهم التي ستفبركها المخابرات الجزائرية للمغرب مستقبلا ،وكلها هي تعبير عن تخبط نظام العسكر والمخابرات وفشله الذريع في مواجهة المغرب الذي يعرف تنمية حقيقية،هم يستمرون في إغلاق الحدود حتى لا يعرف الشعب الجزائري التطور الكبير الذي يعرفه المغرب في جميع المجالات .لابد من الإشارة في الأخير أن تبون بزيارته لروسيا استبدل الحماية الفرنسية بالحماية الروسية ،ورهن مستقبل الجزائر ،في يد روسيا التي أصبحت في صراع ليس مع أوكرانيا وإنما مع العالم بأسره ،وإن طلبه الإنضمام لمنظمة بريكس ونيته عدم التعامل بالدولار والأورو سيجر عليه وعلى الجزائر غضب الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة،الجزائر غير مؤهلة للإنضمام لمنظمة البريكيس والأيام بيننا.للتذكير فقط أن الإمارات العربية المتحدة صوتت ضد انضمام الجزائر في مجلس الأمن ،وباعت أجهزة التصنت إسرائيلية للجزائر ،وتتحكم في كل الموانئ الجزائرية وعلى رأسها ميناء الجزائر العاصمة،ولها علاقات جد متينة مع إسرائيل فهل يجرئ النظام في الجزائر على انتقاد الإمارات بسبب علاقتها مع إسرائيل ويقطع علاقته معها كما قطعها مع المغرب ؟
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك