أخبار دولية

الحقيقة يمتلكها الطاهر بن جلون عن طبيعة العلاقات المتوترة بين فرنسا والمغرب

الحوار الذي أجرته إحدى القنوات الإسرائيلية باللغة الفرنسية ،مع الكاتب المغربي الطاهر بن جلون ،كشف فيه أسباب التوتر الذي تعرفه العلاقات الفرنسية المغربية ،والتي كانت من أسبابها الإتهامات التي وجهتها فرنسا للمغرب بالتجسس على مكالمات الرئيس بواسطة نظام بيكاسوس الإسرائيلي للتجسس.أكد الكاتب الطاهر بن جلون أن ماكرون اتصل بالملك معاتبا إياه بالتجسس ،فأجابه الملك حسب الكاتب الطاهر بن جلون قائلا ،كلمة شرف ليس من طبعي التجسس على أي كان ،لكن ماكرون مع كامل الأسف لم يقتنع بأقوال الملك.وكان هو من وراء القرار المتخذ في البرلمان الأوروبي ضد المغرب .ماكرون لم يكتفي بهذا بل ازداد تقاربه مع النظام القائم في الجزائر على حساب العلاقات المتينة التي كانت في عهد الرؤساء الفرنسيين السابقين جاك شيراك ومتران وفرونسوا هولاند.التوتر بين البلدين تطور إلى عدم تعيين سفير مغربي جديد في فرنسا خلفا لبنشعبون الذي كلفه الملك بمهمة أخرى وازداد التوتر ليبلغ مداه بالقرار الذي اتخذه وزير التربية شكيب بن موسى باختياره اللغة الإنجليزية كلغة ثانية عوض الفرنسية في كل مراحل التعليم .الطاهر بن جلون وضح في الحوار الذي أجرته معه هذه القناة بأن المغرب مصمم على الذهاب بعيدا والتصعيد ضد فرنسا ،وسحب كل المشاريع التي كان المغرب سيمنحها لفرنسا لإتمام الخط السكك السريع ليصل إلى مدينة أكادير عبر مراكش .إذا التوتر ازداد بين فرنسا والمغرب وسيزداد أكثر بالتقارب مع الجزائر ،وإشعال نار الفتنة بين البلدين لبيع السلاح الفرنسي للجزائر.هذه هي حقيقة التقارب مع الجزائر لتعويض ماضاع منها من مصالح اقتصادية مع المغرب . الملك عبر عن غضبه ماقام به الرئيس ماكرون ،وسلوكه اتجاه الملك ،لن يمر ،من دون محاسبة،خصوصا وأن ماكرون وحزبه هو الذي حرك البرلمان الأوروبي ضد المغرب .إذا غياب الثقة بين البلدين هي السمة التي أصبحت سائدة وماكرو ينظر كذلك للنفوذ الإقتصادي الذي أصبح للمغرب في إفريقيا ومستعمرات فرنسا سابقا تهديدا مباشر على مصالحها وامتدادها الإفريقي ،بحيث أصبحت القوات الفرنسية غير مرغوب فيها في كل دول الساحل ،مالي غينيا بوركينا فاسو النيجر ودول أخرى في الطريق.إذا العلاقات الفرنسية المغربية في عهد ماكرون عرفت تدهورا وتوترا خطيرا بل نحن على أبواب قطيعة خصوصا بعد المكالمة التي أجراها ماكرون واتهم فيها العاهل المغربي بالتجسس،بواسطة نظام بجاسوس.ويبدو حسب الملاحظين أن العلاقات بين البلدين ستزداد سوءا بتقارب فرنسا مع الجزائر وتآمرهم معا على المغرب بخصوص قضية الصحراء .جلالة الملك كان واضحا في إحدى خطبه بأن عودة العلاقات مع فرنسا لن تعود لطبيعتها إلا بخروج فرنسا بموقف واضح من قضية الصحراء وفك تحالفها مع الجزائر في هذا الملف .إذا ماكرون يتخبط ويستمر في موقفه الضبابي فيما يخص قضية الصحراء وانحيازه للنظام الجزائري ،وبالتالي العلاقات ستزداد توترا بين المغرب وفرنسا.والخاسر الأكبر هي فرنسا التي خسرت وستخسر المزيد من مصالحها في المغرب ،ومع كامل الأسف فرنسا تدفع لإشعال فتيل حرب طاحنة بين الجزائر والمغرب والتي ستستفيذ منها فرنسا ببيع آخر ما أنتجته مصانع فرنسا للأسلحة. التوتر الذي تعرفه العلاقات الفرنسية المغربية انتقل مع كامل الأسف لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة اتجاه المتقاعدين المغاربة في فرنسا،وبالخصوص الذين شاركوا مع فرنسا دفاعا عنها في الحرب العالمية الثانية.إذا إلى أين تتجه العلاقات المغربية الفرنسية في ظل الجفاء الذي لازال يطبع العلاقة بين ماكرون والعاهل المغربي ؟

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube