مقالات الرأي

مايصة والتطبيع

الشاعر والقاص حسن برما

لم تقنعني يوما ما المدعوة مايصة سلامة بكونها مثقفة ومدونة ذات رأي مبني علي تحليلات موضوعية نزيهة، وازداد احتقاري لها يوم ذهبت تجري عند أبطال الحراك الريفي وأكلت الحوت مع زعامته العنيدة، لأني أدركت حينها أنها في صف المخبرين. وكبر يقيني حين صارت تتحربن بالعلن وتفسخ جلدها كما تفسخ الأفعى قشرة انتهت صلاحيتها لترتدي جلدا يناسب انحيازها الانتهازي، حيث تنقلت بحربائيتها من الصف الإسلاموي البنكيراني إلى الأصالة والمعاصرة وانتهى بها المطاف بمحطات أخنوش الخانزة بروائح الوقود. والليلة استمعت لهلوسات المايصة حول فلسطين والتطبيع .. وجوابي بإيجاز هو : كلامك يا مايصة حق يراد به باطل .. فكيف تقوم الحرب بين طرفين لا يملكان نفس الترسانة الحربية ؟ وكيف ينتزع الفلسطيني الاعتراف بقضيته الوطنية وهو يرى أمثالك يتاجرون بها في سوق النخاسة والانبطاح؟ الفلسطيني قاوم بوسائله الخاصة، بالانتفاضة والسياسة والثقافة والفن، لكن العرب كلهم باعوه بأبخس الأثمان وخانوه سرا وعلانية . إقرئي تاريخ الخيانة الذي انطلق مع بداية الاحتلال وابحثي عن دوافع خلق دويلات وكيانات خليجية لا تتوفر فيها شروط الدولة كمفهوم وكتاريخ وكأمة ! حربائيتك سيدتي لا تخدع سوى السذج والانتهازيين. وأنا شخصيا حاولت تفهُّم فرحة الصهاينة من أصل مغربي وتهليل قطيع التطبيع، لكن وبمجرد أن أتذكر غزو الصهاينة لبيروت ذات صيف خائن وبكاء الأمهات وجثث ضحايا صبرا وشاتيلا ووحشية مقتل محمد جمال الذرة وكذا أشلاء أطفال جنوب لبنان الأبرياء أقتنع بأن إسرائيل كيان لقيط من السفاحين والمجرمين المتوحشين! وعليه .. لا ثقة في سلام مفروض بالحرب والقتل والمجازر والخيانات، لا أمان في أكاذيب غسلت أدمغة السذج وخرافات مخدومة ملأت قنوات الخيانة والتعتيم والتمييع، لا ثقة ولا أمان في من احترفوا سرقة الأوطان وبيع الإنسان. وفي معرض هلوستك المستغربة من مواقف معارضي التطبيع تحدثت عن داعش وتهافت الملتحين الأغبياء بعشرات الآلاف لنصرة الدولة الإسلامية المزعومة، وكذلك تهافت المتأسلمين على نصرة الملتحين في سوريا، فيما لم يتهافتوا بالآلاف لنصرة فلسطين. ولغرض في نفس يعقوبة الحربائية لم تقولي لمريديك أن داعش صناعة صهيوأمريكية اتخذت السعودية ومماليك الخليج كمحطات لتدبير الخيانات وتوفير الغطاء والتمويلات لتدمير اليمن وليبيا مثلما سبق ودمروا سوريا والعراق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube