مقالات الرأي

فرنسا التي فقدت قيم الديمقراطية

قانون التقاعد الجديد الذي فرضه ماكرون عنوة ليس بالتصويت الديمقراطي وإنما بالتحايل باسم القانون كشف الوجه القبيح للإستبداد في أبشع صوره. لم تعد فرنسا مرآة للديمقراطية،وإنما للقمع،ماجرى من نقاش سياسي كشف عورة فرنسا،وازدادت صورتها سوداوية داخليا بسبب استمرار الإضرابات في جميع القطاعات ،من طرف الطبقة العاملة رافضين لقانون التقاعد الجديد الذي طرحه ماكرون والذي يريد فرضه بالقوة بعيدا عن التصويت الديمقراطي من طرف النواب الذين انتخبهم الشعب الفرنسي.إصرار ماكرون بتمرير القانون بعيدا عن الخيار الديمقراطي .دفع بمنتخبي الشعب للتصعيد عن طريق الإضراب العام الذي شل الحركة في البلاد حتى أصبحت شوارع المدن مزبلة ستبقى في التاريخ المعاصر ،صورة للنضال الذي سيركع الحاكم ماكرون المستبد الذي يسعى لتمرير قانون التقاعد الجديد ليس ديمقراطيا عن طريق تصويت منتخبو الأمة الفرنسية وفاءا لشعارها الدائم المساواة والأخوةوالتضامن وخارجيا ،بتمرد الشعوب الإفريقية ضد فرنسا وتلقي ماكرون الضربات ومسلسل الإهانة مستمر في كل المحطات التي اختار ماكرون لزيارتها.لقد انتفض القادة الأفارقة ضد ماكرون وضد فرنسا،وطالبت الشعوب الإفريقية برحيل القوات الفرنسية،واستمر مسلسل الإهانة لكل ماهو فرنسي .كانت هذه السنة،سنة إهانة ،ومشاكل وتوتر لفرنسا بامتياز مع العديد من البلدان الإفريقية،التي قررت التمرد على الفرنسية وتعويضها بالإنجليزية وبذلك تقطع العديد من الدول شعرة معاوية التي تربطها بالجمهورية الفرنسية.وإذا كانت بعض الدول قد قبلت استقبال ماكرون على أراضيها .فإن التدهور يطبع علاقات فرنسا بالعديد من الدول الإفريقية ومن بينها المغرب ،الذي يرفض لحد الساعة تحديد موعد لزيارة ماكرون للمغرب .فرنسا مع كامل الأسف تصعد ضد المغرب .ولعل صور هذا التصعيد ماحدث خلال هذا الأسبوع بسماح السلطات في العاصمة باريس لمظاهرة لأتباع نظام الكابرنات الذين عوض التعبير عن يوم الإنتصار على فرنسا جعلوه يوم لترديد الشعارات التي رددتها التافهون في ملاعب الجزائر .إن التغطية الإعلامية لمظاهرة باريس ،تبين السفالة والقيم المنحطة والحقد الدفين لشعب على الشعب المغربي الذي ساندهم في حرب التحرير..إن سماح فرنسا لتكرار ماجرى في ملاعب الشان على الأرض الفرنسية واستمرار إهانة المغرب،يشكل في حد ذاته خطر على استقرار المجتمع الفرنسي وردود الفعل ستكون لا محالة لأن المغاربة لن يرضوا بتعرضهم للإهانة في المجتمع الفرنسي احتراما للشعارات التي يقدسها الفرنسيون.إن سماح السلطات الفرنسية لأتباع ومناصري الكابرنات بإهانة رموز الدولة المغربية و المغاربة،سيزيد من التوتر ،وسيصبح ماكرون غير مرغوب به في المغرب وهذا لا نقاش فيه ،وسيعلق كل آمال ماكرون بزيارة المغرب وتتبخر كل آماله بالفوز بالصفقات الإقتصادية،التي كانت فرنسا تتطلع للفوز بها وبالخصوص القطار السرير الدار البيضاء مراكش ،ثم أكادير.والتي دخلت الصين باب المنافسة لتنفيذه مع فرنسا ولاأراها إلا هي التي ستفوز بالصفقة.وهي ضربة موجعة لفرنسا بقيادة ماكرون الذي يتلقى ضربات متوالية،داخليا وإفريقيا البنوك الفرنسية لم تعد مرغوب فيها في إفريقيا والمغرب أصبح حاضرا بقوة بمؤسساته البنكية،وبسياسة الشراكة جنوب جنوب وسياسة رابح رابح ،والعودة للعمق الإفريقي الذي أصبح بامتياز محط أنظار الدول الكبرى،لاسيما وأن المغرب بوابة إفريقيا ،بموقعه الإستراتيجي وبمشاريعه التنموية الكبيرة.المغرب برؤيا جديدة بتوجهه لعمقه الإفريقي .استطاع أن يكون منافسا قويا لفرنسا في إفريقيا .بل أصبحت لاتنظر بعين الرضا لمايقع في القارة الإفريقية.مسلسل التآمر الفرنسي ضد المغرب سيزداد ،وفرنسا التي تسعى لتركيع المغرب ،ستسعى بكل ماتملك لإشعال فتيل الحرب بين الجزائر والمغرب ،لإلهاء الشعبين معا هدفها الأساس بيع السلاح ونشر الدمار في المنطقة المغاربية.ماكرون فشل في استعادة أمجاد فرنسا وبسياسته خسرت فرنسا كل شىء ولم تعد تلك القوة الإستعمارية،بل أصبحت عدوة للشعوب الإفريقية.،والعربية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube