إجماع الأئمة في مسجد الوقف الإسكندنافي على مواقيت الصلاة وتوحيد رؤية الهلال
آثرت أن أبدأ مقالي بالحديث <مااجتمعت أمتي على ضلالة>وقد يتساءل البعض ما الدافع لذلك ،فأجيب منذ سنوات وأئمة المساجد يحاولون الخوض في مسألة توحيد رؤية الهلال ومواقيت الصلاة ،فانقسم المسلمون بين من يتبع أول دولة قريبة من أوروبا تركيا أم المملكة العربية السعودية في الوقت الذي كان من المفروض تشكيل لجنة من خيرة المفكرين والباحثين الذين هم مؤهلون للإجتهاد في الأمر وإصدار فتوى في الموضوع مادام أن باب الإجتهاد بقي مفتوحا ،وأن الأئمة بما يحملونه من ثقافة وفكر إسلامي مؤهلون للخوض في كل الأمور بالإستعانة والعودة إلى فقهاء الأمة الإسلامية للفصل في كل نازلة. استغربت وأنا أتصفح البيان الصادر الذي تلاه أحد الأئمة المشهود له بالإلمام بالثقافة الإسلامية كمفكر له رصيد غزير من الأبحاث والكتب في الفكر الإسلامي ،من دون أن أغفل فريق العمل من المجتهدين المجتمعين في مسجد خير البرية ومسجد الوقف الإسكندنافي وغيرها من المؤسسات المشاركة في هذا اللقاء ،من أجل الفصل في بعض الأمور الخلافية بين أئمة المساجد في الدنمارك ،حول توحيد الرؤيا ،وتحديد أوقات الصلاة.أتساءل لماذا لم يحضر مسجد الإمام مالك في هذا الإجتماع؟ مادواعي مقاطعة مسؤولي الإمام مالك المغربي المحسوب على المذهب المالكي هل هناك خلاف مع المجتمعين حول من يقود هذا المسلسل ؟علامة استفهام كبيرة يطرحها كل متتبع حول مايجري في تدبير الشأن الديني وخروج مسجد الإمام مالك عن الجماعة .لم أكن أرغب مطلقا في الدخول في هذا النقاش ،ولكن الضرورة تفرض قول الحقيقة،خصوصا إذا كان يتعلق الأمر حول مسألة توحيد أوقات الصلاة وتوحيد رؤية الهلال التي لايجب أن تكون موضوع خلاف مادام باب الإجتهاد بقي مفتوحا،ومادام أن هناك مجموعة من الأئمة والفقهاء يحملون من العلم الفقهي مايجعلهم مؤهلون لحل إشكالية توحيد الرؤيا وتوحيد أوقات الصلاة .وبعد خروج الإمام مالك عن صف المسلمين المجتمعين في مسجد الوقف الإسكندنافي لمناقشة أمور ضرورية للخروج من الجدل الذي بقي قائما لسنوات .لاأدري الأسباب والدوافع التي دفعت مسؤولي المؤسسة عدم الإنخراط في هذا الآجتماع الذي كان ضروريا خصوصا ونحن مقبلون على شهر الصيام،هل يمكن اعتبار مقاطعة مسؤولي الإمام مالك كل اللقاءات التي تعلقت بالخصوص بقضية توحيد رؤيا الهلال ومواقيت الصلاة خروجا عن ما اجتمعت عليه الأمة والتي عبر التاريخ منذ بداية الدعوة الإسلامية جعلت باب الإجتهاد مفتوحا ؟ماهي الأسباب التي جعلت مسؤولي هذا المسجد يعارضون حتى الجهات الرسمية المغربية والتي ساهمت بشكل كبير في شراء هذه المؤسسة حتى تكون رهن إشارة أتباع المذهب المالكي والنموذج المغربي للتدين؟هل يمكن أن يقبل المغاربة الذين ساهموا لوجه الله في إتمام الإصلاحات حتى تكون المؤسسة منارة إسلامية مغربية بعض القرارات التي اتخذها المسؤولون في هذه المؤسسة في مقاطعة السفارة المغربية،ورفض كل البعثات الدينية التي اعتاد المغاربة استقبالها خصوصا في شهر رمضان المعظم ؟نريد توضيحات وأن تكون للمسؤولين الجرأة والشجاعة لكي يوضحوا أسباب عدم المشاركة في مثل هذه الإجتماعات التي تتعلق بأمور تتعلق بتوحيد الرؤيا ومواقيت الصلاة.إن التزام الصمت الغير المبرر ومحاربة الفقهاء المغاربة ،وعدم الإنخراط في تدبير أمور كثيرة تتعلق خصوصا بمستقبل الجيل المزداد في الدنمارك والتحديات الكبيرة التي نواجهها في المجتمع،ومحاربة الكفاءات التي تحمل من الأفكار النيرة،ومن التجربة ومن الرأى السديد مايجعلها تساهم بدورها في إيجاد حلول كثيرة. تبقى الإشارة في الأخير تذكير أصحاب رأي مقاطعة مااجتمع عليه العلماء والمجتهدون في مسجد خير البرية في أمر توحيد رؤية الهلال ومواقيت الصلاة.بأن الخروج عن الجماعة ضلال ليس من الدين خصوصا وأننا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات والخلافات في أمور الدين تقدم صورة سيئة عن الإسلام الذي جعل باب الإجتهاد مفتوحا.على الذين يتخذون القرارات في مسجد الإمام مالك ،خصوصا ما يتعلق بعدم التعامل مع السفارة المغربية خطأ ولوأني أختلف مع الإدارة في تدبيرها لعدة أمور ،خصوصا ما يتعلق بتهميشها للكفاءات التي تحمل ثقافة سياسية في تدبير قضية الصحراء وعدم انخراطها الإيجابي في استغلال الفضاءات الجامعية في الدفاع عن القضية الوطنية وخلق نقاش جاد ومسؤول.لن أقبل أن تقرر مؤسسة الإمام مالك عدم جعل المؤسسة مفتوحة لكل المغاربة وبالخصوص العلماء الأجلاء المغاربة،سواءا التابعين للمجلس الأوروبي للعلماء ،وهم الذين رفضوا سابقا مبادرة من جامعة كوبنهاكن شعبة الدراسات الإسلامية لتنظيم ندوات تدخل في إطار مايسمى بحوار الحضارات ،لإذابة الخلافات ،وهي فرصة كانت سانحة لإبراز النموذج المغربي للتدين وقيم التسامح والتعايش التي يتبناها المغاربة.أتوقف هنا ولكن هذا لا يعني أنني سأفتح نقاشا لمعرفة التوجه الجديد للمؤسسة،خصوصا وأننا نعيش في مجتمع ضمن حرية التعبير.تبقى الإشارة في الأخير أننا مقبلون على شهر الصيام واعتاد المغاربة الإرتباط بمؤسسة المسجد لسماع الموعظة من أفواه االعلماء الوافدين من المغرب .نتمنى صادقين أن تكون مؤسسة الإمام قد استعدت بمافيه الكفاية لاستقبال الوعاظ والواعظات من أجل التوجيه الديني المبني على النموذج المغربي للتدين حتى لا يتأثر أبناؤنا بالأفكار التي أصبحت تشكل خطرا حتى مستقبلنا كمسلمين في المجتمع الدنماركي
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك