أخبار دوليةحيمري البشير

تونس على حافة الإنهيار

يبدو والله أعلم أن قيس سعيد يقود تونس إلى حافة الإنهيار الإقتصادي،وإلى فوضى لم يسبق أن عاشتها تونس .إصلاحات دستورية لا تحمل إلا الإسم ،بعد أن اتخذ قيس قرارا بحل البرلمان ،واتخاذ إجراءات غير دستورية في المؤسسة القضائية،واعتقالات بالجملة شملت قضاة،ومعارضين سياسيين ،وتطبيق إملاءات النظام القائم في الجزائر تمس بوحدة المغرب ،واستقباله لبن بطوش وكان سببا في استدعاء المغرب لسفيره وتجميد العلاقات بين البلدين،مقابل توطيدها مع النظام العسكري في الجزائر الذي يقوده إلى حافة الإنهيار.قيس سعيد ختم مسلسل الفوضى الخلاقة بتصريحات عنصرية اتجاه الأفارقة ،مما جعل البنك الدولي يوجه صفعة غير منتظرة لتونس،ودفع الإتحاد الإفريقي للتنديد بتصريحاته العنصرية اتجاه المواطنين الأفارقة المتواجدين في تونس سواءا كطلبة يتابعون دراستهم في هذا البلد ،أو حالمين للعبور إلى الضفة الشمالية.عدة دول إفريقية بدأت بترحيل مواطنيها المتواجدين على التراب التونسي .والعديد من الدول أوقفت كل تعامل اقتصادي مع تونس ،بل رفضت التعامل مع الشركات التونسية ووقف استيراد أي منتوج مصدره من تونس .وهذا سيزيد من الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها تونس.ينضاف كل ذلك لأزمة التضخم التي تعاني منها تونس والمقاطعة التي عرفتها الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وفشل مشاركة الأحزاب،واستمرار مسلسل الإعتقالات في صفوف السياسيين والنقابيين.الإتحاد الأوروبي انتقد سياسة قيس ونفس الشيئ فعلت الولايات المتحدة في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية،التي نددت فيها بمسلسل الإعتقالات التي شنها قيس سعيد في حق المعارضة.ماتعيشه تونس من أزمة اقتصادية عميقة لم تعرفها من قبل ،لم تنفعها لا القروض التي قدمتها الجزائر والتي تعيش نفسها أزمة اقتصادية خانقة ونقص في المواد الأساسية ،وعادت من جديد طوابير بحثا عن الحليب والزيت في كل المدن ليس فقط في الجزائر ،وإنما انتقلت العدوى لتونس التي أصبحت تعرف عدم الإستقرار ،بل الأوضاع تزداد تدهورا،والإحتقان الذي يعرفه المجتمع التونسي،سيؤدي لا محالة للإنهيار،والفوضى الخلاقة.تونس خسرت المغرب بانحيازها للنظام في الجزائر،وفقدت حتى الإمتيازات التي كانت لها في الأسواق المغربية بموجب اتفاقية آكادير للتبادل التجاري .قيس سعيد رغم التغيير الذي أحدثته في الحكومة ،ورغم الإنتخابات المسبقة والتي اتسمت بضعف المشاركة ،والفشل ،ورغم التغيير الحكومي ،فإن الأزمة تعمقت أكثرا في تونس سياسيا واقتصاديا ،سياسيا باستمرار مسلسل الإعتقالات في صفوف المعارضة،واقتصاديا بسبب فقدان تونس لأسواقها الإفريقية بسبب تصريحات قيس سعيد العنصرية ،والتي سببت له مقاطعة دولية وليست إفريقية فقط.بل أن صندوق النقد الدولي ،جمد كل تعاون مع تونس بعد التصريحات العنصرية التي أدلى بها قيس سعيد.والتي ستؤدي بهذا البلد إلى حافة الإنهيار الإقتصادي والفوضى.فرغم تخفيفه من حدة التصريحات اتجاه الأفارقة،فإن العديد من الدول الإفريقية سارعت لإجلاء رعاياها من تونس،واتخذت إجراءات عقابية اتجاه تونس بوقف كل تعاون اقتصادي مما سيزيد من تأزم الوضع الإقتصادي وينضاف إلى ذلك وقف المؤسسات البنكية الدولية أي تعاون مع تونس.إذا موقف الأمم المتحدة،ثم وقف المؤسسات البنكية الدولية تعاملها مع تونس،واستمرار الأزمة السياسية والإحتقان داخل البلاد ،كلها مؤشرات تدل على أن قيس سعيد يقود تونس إلى حافة الإنهيار الكامل ،والفوضى الخلاقة.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube