عبد المجيد موميروسمستجداتمقالات الرأي

اتحاد كتاب المغرب و جَوابُ الإستمرارية !


بقلم عبد المجيد موميروس

كَلَّا يا رفيق؛ بلْ مفتونٌ من يعتقد أن ندوة صحيفة حزب لشكر -عبر ملحقها الثقافي-. قد كان لها قبسٌ تنويري، أو أي مراد من هذا القبيل. و كما المعلوم؛ فكل من يساند خطوتها العابثة، بمسار مؤسسة ثقافية مستقلة. يعلم علم اليقين، كيف قد مُسِخَ مُلْحق الجريدة الغراء، لما صار حاضنة سياسَوِية لما يصطلح عليهم بمُثقفي “الولاية الثالثة”. و التي قد ابتدعها العقل الرجعي المُفَوَّت، عند طُغمة الفكر الوحيد. حتى كانت قيمة ثقافتهم المضافة، تقليدانية القمع الحزبي، و المنع من نشر الرأي الثقافي المغاير، كيفما كان توجهه السياسي و الإيديولوجي.

لذا يا رفيق؛ كل ما في الأمر، أنّها الندوة المعلومة، تدليس من ملحق تُبّع لشكر. إذ قبلها بِزَمَنٍ وَ نَيْفٍ؛ قد صبأ الملحق عن خطه التثقيفي المتعدد الروافد، و مرق من جودة الكتابة و الإبداع. حتى لن تجد شيئا آخر ضمن الملحق الممسوخ، أبشع و لا أفظع من مَانْشِيطّات اللغو الإِدريسُوقْرَاطِي الفارغ. عدا أعمدة المظلومية الخداعة، التي تحرّف كَلِم الثقافة الحضارية، عن مواضع الإعتراف بالحق في المغايرة الخلاقة.

فإنما نجدهم، هم من يصطلح عليهم بمثقفي الولاية الثالثة، لَعامِلُون على تزييف الوعي الثقافي الديمقراطي، و التطبيع مع بِدَائِية التوريث السياسوي. بغرض تعبيد الطريق لنشر الثقافة المتخلفة عند الزمن الحضاري الراهن. ذلك؛ عبر استعمال إطار مؤسساتي ذو رمزية تاريخية. بما أن مُثقَفِي عهدة لشكر الثالثة، لَفي مسيس الحاجة إلى إطار مدني عتيد، كي يستعملوه مؤسسة ثقافية مُجَوَّفة، لأغراض سياسوية لا ديمقراطية. مؤسسة مارقة ترهن الكتاب المغاربة، بين أخاديد خطة الولاء لتعميم ثقافة التوريث اللادستوري. و التي تدفعهم إلى إعلان البراء، من عهد التأويل الديمقراطي لأحكام الدستور. و الشاهد بيننا هو المحتوى المُفْرَغ، لملحق جريدة لشكر، التي نحمد الله على محدودية قرائها. حيث لا يشتريها إلا البِضْع القليل، و تلكم من عبر و دروس الواقعية: فلا يجوز مقارنة ما لا يقارن!.

ثم؛ لا تنس يا رفيق؛ أن أبرز الكتاب و المثقفين، قد كانوا من أبناء اليسار فخر و اعتزازً، و على رأسهم حزب بوعبيد. أما اليوم؛ فلم و لن يعودوا من أتباع حزب لشكر، الذي راكم المثير من رذائل الإنزياح عن مكارم الثقافة التقدمية الديمقراطية. إذن؛ فلا يجب على منتَقدِينا، أن ينكروا بأن هذه الصحيفة، لم تُخْلَق في يوم من الأيام، كي تصير عبارة عن كيطو إعلامي قمعي. بعد أن كانت مدرسة تنويرية لصفحات فكرية، و ثقافية، و اقتصادية و سياسية.

أوْ عساك الآن؛ معي ستتذكر يا رفيق. ترى من هي الأقلام التي مرت من هناك؟!. نعم؛ تلكم الأقلام التي كتبت عن عدة أشياء .. فلما دبرت وزارة الشؤون الثقافية، رمت بكل ما كتبته عن الثقافة النافعة، في ماخور الإكراميات، و نهج التسلية، و التغرير عبر الأدلجة الحزبية الهدامة، دون إنجاز وثبة ثقافية تذكر.

و إذْ .. مُنذُئِذٍ؛ قد تسارعت حركة الضمور الثقافي لاتحاد كتاب المغرب. لذا أعتقد أن اللسان المُتَكِّلم، لَمِمَّن يعلمون بحقائق الأمور، و يدركون أسرار خط تحرير الولاية القمعية الثالثة. و أنه ممن يعلمون هوية الفاعل الحزبي المتخَفِّي، الذي من أجل تضليل كتاب المغرب، يعمد إلى ترويج أحاديث الحانات و المواخير. تلكم الحاملة لإشارة ما، توحي بتكليف ما للدفاع عن القضية الوطنية الأولى. و ها أنتم بمنطق غبي، صرتم تزجون بملف حساس بين قوارير صراع تنظيمي إنتهازي، و معظمكم في قرارة نفسه، يعلم ذلك.

نعم يا رفيق؛ قد كان الملحق الثقافي، منصة لتجويد استراتيجية النضال الديمقراطي. مثلما كان ملحقا ناطقا، باختلاف أقلام جماهير القوات الشعبية. ذلك لما كان حزب بوعبيد، حاضنة لاستنبات الفكرة الوطنية الديمقراطية. و ليس كما تَراهُ اليوم؛ مختزلا في كسر الخواطر بثقافة الجزارة التنظيمية، الناقلة لعدوى جائحة الاشتراكية الظلامية من تجارب كوريا الشمالية أو سوريا. في حين أن ثقافة الإشتراكية الديمقراطية و المساواة، لن تستقيم مع خبل التوريث الحزبي، و لا مع هبل الخلود فوق كرسي الزعامة اليسارية المفوتة.

وإياك يا رفيق؛ أن تَغُرَّكَ غزوات الرجعية الثقافية المستجدة. و التي تريد ضمان هَيمَنةَ عائلاتٍ بعينها، على المنظومة الثقافية التقدمية. مما سَيَقودُ إلى انهيارِ فكرة النضال من أجل الديمقراطية و التقدم و الكرامة، و يعَجّل بالإنتقال المشين إلى تعميم لعق أحذية العائلوقراطية. بالإضافة إلى استنزاف الجهود في معارك تنظيمية قائمة على منطق إنتهازي، و على تناقضات ثانوية.

فَأَنَّهُم الحُصَلاء؛ يريدون تحريف الأجوبة على سؤال استمرارية اتحاد كتاب المغرب. عبر توريط الجميع في صراعاتٍ جانِبيَّة مخدومة، أو في تَطاحُناتٍ داخليةٍ مُصطنعة. و لا هدفَ لَهَا سوى توفيرِ الغِطَاءِ السياسي لِعائِلاتٍ حِزبيَّةٍ، تُرِيدُ ضَمَانَ الهيْمنَةِ المُطْلَقَة على الأَدوات التنْظِيمِيَّة التاريخية و وسائلها الموازية. حيث تَرْمي إضفاءَ الشرعية الثقافية، على إنقلابِها المكشوف ضد أسس و ركائز المكتسبات الدستورية.

و ها قد أَضْحَى اتحاد كتاب المغرب، غَارِقًا فِي مستنقع الأيديولوجية الحزبية المُتَسلِّطة. و التي هي جزء من مشاكل اتحاد كتاب المغرب، بالتالي فليست جزءً من الحل. ذلك؛ بما أنها تسعى لممارسة وصاية سياسوية دنيئة، لَنْ تُشكِّل إلاَّ مَشْتَلاً لاسْتِنْباتِ كل أشكالِ اليأسِ و العَدَمِيَّة، وَ التَّطَرُّفِ، وَ الإِرْهَابِ في صفوف الكتاب المغاربة.

ثم تأمل معي يا رفيق؛ ها تيمة الثقافة المشتبه فيها، بعد أن عايَّنا انبعاثها الفاشل المُلَطَّخُ بعار تعطيل معارضة حكومة الذومالية المتوحشة. إيْ وَ رَبِّي، ها ثقافة التّسَلُّط تدوس على منظومة قيم التأسيس، التي كانت مرجعية واعية تؤطر الرسالة الثقافية لاتحاد كتاب المغرب في خدمة الوطن و المواطنين.

إِيْنَعَم أ رفيقْ ؛ فلاَ مجال زمَكاني للكِتْمان!. ها مُلْحَقُكُم الحزبي وَيا رفيق؛ ليس كما كان يأمله عبد الرحيم بوعبيد. وَ لكَأَنَّها عاقبة الخلفِ الطَّالِح، الذي دونَ حبَّة خَردَل من خُلُق الحياءِ الصَّالحِ. قد سقط مُتَلَبّسًا؛ يسفَحُ بسيرة الثقافة الديمقراطية المجيدة. حَتَّى أنهُ ابتَدَعَ و هَرْطَقَ فَأنجَزَ، ما لم يستطع بلوغه مخطط الجلاد.

وا حرّ قَلَمَاهُ يا رفيق؛ بإسم التوريث الحزبي اللادستوري قد وأدتم حزب القوات الشعبية، و باسم الرجعية و التّقليدانية، تريدون شلّ الذراع المدني للثقافة الوطنية و الديمقراطية التشاركية.

عبد المجيد موميروس
سَجَّاعٌ، شَاعِرٌ وَ كَاتِبُ الرَّأْيِ
Abdulmajid Moumĕrõs

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube