مأساة إنسانية

اشتقت إليك،طيفك لا يفارقني،صورتك في ذاكرتي،لم أستطع نسيان قامتك الإنسانية،طموحك ،حنانك،صوتك الرحيم بالفقراء والبؤساء من أبناء وطني،كنت طموحا،لماذا فضلت الرحيل؟

مرت سنتان ونصف على رحيلك المفاجئ .في ليلة ظلماء خرجت ولم تعد،لازلت أتذكر كنت مزهوا بنفسك، طموحا ،صاحب عقل ثاقب ،حكيم العائلة ،كناجميعنا فخورين بك ،كنا جميعنا نلتجئ إليك عندما نجد أنفسنا جميعا في ورطة .لوكنا نعلم أنك لن تعود ماتركناك تغادر البيت ،سريرك مشتاق إليك ،ملابسك غادرت البيت دون رجعة لأنها ملت الإنتظار وصنعت فرحة أخرى لأناس كانوا يتمنون مثلها لكنهم كانوا لا يملكون ثمنها ،أيها المغادر من دون وداع ،لم نعد قادرين على تحمل غيابك ،اشتقنا لصوتك ،لثورتك عندما تغضب ثم ماتلبث أن تتراجع لتبتسم .اتفقنا على السفر معا ،لقضاء عطلة قصيرة ،لمتابعة عرس في كرة القدم،لنعيش لحظات جميلة ،لنتمتع مع الفقراء ،لنعيش لحظة فرح لنتصدق بمانملك ،وكنت دائما تحس بالسعادة ،عندما تصادف أحدا فقد الأمل في الحياة،فتخرج كل ماتملك في جيبك ،لتعيد له البسمة والفرحة والأمل في الحياة.كنت صديق الفقراءوعزيزا عند الأطفال الملائكة.كنت دائماتداعب الأطفال الصغار ،ويرتاحون إليك.لم ترضى بالبقاء في هذه الدنيا ،فضلت الرحيل ،نحن واثقون أنك في أحسن حال ،في تلك الدار .اشتقنا إليك ،اشتقنا لابتسامتك ،لمواقفك الإنسانية لنصيحتك العائلية .نضال أنت حاضر بيننا ،في كل وقت منذ رحيلك الحزن جاثم على وجوهنا وعيوننا جفت من الدموع ،نضال نسيت أن أخبرك ،لقد التقيت أب أحد زملائك في المدرسة فسألني عنك فقلت بالدموع لقد غادرت الدنيا ،فانفجرت عيناه بالدموع ،كنت صديق إبنه المفضل وكان يرتاح لك كصديق لابنه الذي أنهى الدراسة الجامعية،وقفنا مطولا وأنا أحكي له ماحصل بالدموع،ويجيبني بالدموع والحسرة والألم ،قال لي وهو يغادر إنه يوم حزين،سأخبر ولدي برحيل نضال الذي كان يعزه ويحبه وفخور بصداقته.ودعته ،وطلبت منه أن يخبر إبنه بأننا نعتز بالصداقة التي كانت تجمعه بنضال ،وأن نضال فضل البقاء في الدنمارك حتى بعد الرحيل عن هذه الدنيا في مقبرة بروندبي الإسلامية عوض الرحيل إلى المغرب.لأنه أحب الدنمارك ،التي ولد فيها وعاش فيها حياة قصيرة ،كان طموحا،شغوفا بكرة القدم ،متألقا بشهادة رفاق له لمعوا في الساحة الكروية.اشتقنا إليك عزيزي ،منذ رحيلك والحزن لم يغادر بيتنا ،فقدنا كل شيئ برحيلك ،فقدنا الإبتسامة والأمل ،كل شيئ لم يعد له طعم السفر من دونك والجلسة من دونك ومتابعة كرة القدم من دونك والنقاش في أمور السياسة والدنيا من دونك ،والتفكير بجدية في كل الأمور من دونك .لم يعد لنا طموح ولا رغبة في متابعة كرة القدم،ولا السفر المتعب بالسيارة نحو المغرب ولا التوقف في المحطات العديدة في طريقنا .عزيزي لا نملك إلا الدعاء،لك نحن مطمئنون عليك ولو أنك رحلت لأنك كنت رحيما بالفقراء .لقد تركت فينا حزنا وألما وفراغا ،افتقدناك ،نتذكرك في كل لحظة،اشتقنا إليك نحن متأكدون أنك في أحسن حال،لأنك كنت إنسانا طيبا رحيما بالفقراء ،محبا للملائكة.مرضيا لوالديك.كنت صاحب القلب الكبير محبا لكل العائلة .رحمك الله وأحسن مثواك وجعل الجنة مأواك آمين والحمد لله رب العالمين

والدك الذي سيبقى يدعو لك حتى يلقاك في الجنة انشاء الله

رفقة زياش حكيم اللاعب المغربي الخلوق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube