أخبار دوليةالقضية الفلسطينيةحيمري البشيرمأساة إنسانيةمستجدات

الحرب على غزة كشفت حقيقة الغرب

لم تعد للديمقراطية التي يتباهى بها الغرب قيمة،والحرية والعدالة التي جعلوها أساس تعاملهم بينهم ومع شعوب العالم كذب وهراء ،لا قيمة لحقوق الإنسان ولا حقوق المرأة ولا حقوق الطفل بعد الذي يقع في غزة من قتل وترويع وتجويع وتدمير ،وحرمان حتى من الماء الشروب لساكنة عاشت محاصرة ومحرومة من كل ظروف العيش الملائم لمدة تجاوزت ستة عشر سنة .هل يجرئ العالم المتحضر وعلى رأسه الولايات المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ،قول الحق ووقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل بعيدا عن الشرعية والقانون الدولي .هل تجرئ الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بعد اليوم أن تنتقد مايجري في غزة ،وما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات جسيمة في حق الشعب الفلسطيني، بل مجازر ذهب ضحيتها النساء والأطفال الأبرياء ،نتيجة قصف عشوائي لا يفرق بين الساكنة،وبين المقاتلين الحاملين للسلاح ،من يستطيع إيقاف الجرائم التي مازالت إسرائيل ترتكبها لحد الساعة.لماذا يسود صمت فضيع عما يجري في غزة ،لا دولة عظمى عبرت بصراحة عن استنكارها وعلى رأسها الولايات المتحدة التي عارضت استصدار قرار بوقف الحرب على غزة.إن الدول التي عارضت القرار في مجلس الأمن أو امتنعت عن التصويت هي في الحقيقة تسيئ للقيم الديمقراطية التي تتبناها ،وتفقد مصداقيتها بين الأمم التي تتغنى بقيم الإنصاف والعدالة .لن يجرئ أحد منهم بعد اليوم أنّ يتكلم عن حقوق الإنسان ولا عن حقوق المرأة ولا عن حقوق الطفل ولا عن القضاء النزيه،ولا عن الكرامة الإنسانية.كل القيم التي تغنوا بها سنين طويلة لم تعد لها قيمة ،بعد كل الذي يجري في غزة .من يجرئ اليوم على انتقاد إسرائيل وكشف ما ترتكبه من تجاوزات فاقت كل التوقعات ؟ من يتجرأ أن يقول لإسرائيل أنك تجاوزت الحدود ،واخترقت القانون الدولي بالجرائم البشعة التي ترتكبينها في حق الأطفال والنساء ؟ من يكشف حقيقة الإنتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل ؟هي دولة أصبحت فوق القانون ،وهي المتحكمة في تقييم سلوك من يحكمون ويسيطرون على الإقتصاد العالمي وعلى مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة وتنفيذ أو عدم تنفيذ القرارات التي تتخذ في مجلس الأمن حسب هواها ومنطقها الولايات المتحدة مع كامل الأسف الطاغوت التي تتحكم في كل شيئ تقبل ماتريد وترفع الفيتو لعرقلة كل قرار لا يتناسب مع مواقفها .مايسبب لنا الآلام كمسلمين ويدمي قلوبنا ،هو صمت الحكام العرب وبالخصوص دول الجوار التي لها حدود مع دولة الإحتلال وعلى رأسها مصر والأردن ،إن الجرح دامي وينزف والضمير العربي مات والشعوب العربية تتخبط وعلى وشك إحياء ربيع عربي لم يسلم منها المنبطحون من الحكام لأمريكا والإحتلال .نحن ملزمون بإعادة قراءة تاريخنا ومراجعة مواقفنا من أمريكا وملزمون بالتحرر ورفع التحدي ضد أمريكا والدول الكبرى التي تستمر في استغلال ثرواتنا ،دوام الحال من المحال وبالتالي فالمعركة لازالت في بدايتها وإن غذ لا ناصره قريب

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube