أخبار دولية

تداعيات خطيرة للحرب على غزة

يبدو أن الحصار الذي ضربته القوات اليمنية على حركة السفن المتجهة إلى إسرائيل ،قد دفع بالولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة القوات اليمنية التي تعرقل حركة الملاحة البحرية وتهاجم كل السفن المتجهة إلى إسرائيل محملة بمختلف السلع والبضائع وكذلك الأسلحة.علاقة الحوثيين بإيران دفعت الولايات المتحدة بتوجيه تهديد مباشر لها.الدول العربية الأخرى تلتزم الصمت فيما يجري في غزة باستمرار القصف العشوائي والتدمير وسقوط مزيد من الشهداء ،والوضع الخطير الذي تعيشه ساكنة غزة ،ورغم أن لهيب الحرب الضارية،والملتهبة التي لن تسلم من تداعياتها دول الجوار لدولة الإحتلال ،فإن مصر التي عرفت انتخابات رئاسية انتهت بالتجديد لفترة رءاسية جديدة للسيسي والأردن اللتان معا لهما حدود مع إسرائيل ،لن تسلما من تداعيات الحرب والنزوح هروبا من الحرب المشتعلة والتي تأكل الأخضر باليابس .خصوصا وأن متطرفين يهودا ،رفعوا من سقف التهديد لدول الجوار عندما قرروا التصعيد بانتهاك حرمة المساجد في غزة وفي الخليل ،بانتهاك حرمة المساجد ،وهو تحدي خطير ،يزيد من غضب المسلمين والمسيحيين من الفلسطينيين وبقية العالم المسلم .من قالوا إنها حرب دينية كانوا على حق ،وهذا مايفعله المتطرفون،في حكومة النتن ياهو ،وهذاالتحول الذي يطبع الصراع في المنطقة،يزيد الأزمة تعقيدا .وانحياز الولايات المتحدة والدول الغربية للجانب الإسرائيلي ،يغذي نزعة الكراهية لدى المسلمين أكثر ،ويعرقل كل فرص السلام في المنطقة .إن العرب والمسلمين مسلمين ومسيحيين علمانيين أومتطرفين إسلاميين ،لن يقبلوا بانحياز المجتمع الغربي بالدفاع عن إسرائيل والتزام الصمت عن الجرائم الفضيعة التي ترتكبها في حق الفلسطينيين.ونتائج هذا الإنجاز والسكوت عن المجازر التي مازالت ترتكب يوميا ،وعرقلة القرارات بمجلس الأمن التي تدين إسرائيل وتدعو لمسلسل التقتيل ،ستكون له انعكاسات على السلم في العالم ،وستزداد الكراهية ضد إسرائيل والمتطرفين الذين يعثوا في الأرض فسادا ،لا نقول الكراهية ضد اليهود لأن فيهم من يتظاهر جنبا إلى جنب مع الفلسطينين وكل شرفاء العالم الذين يخرجون للتظاهر في العالم وفي أمريكا نفسها ضد الجرائم التي ترتكب في غزة.والعالم ككل .إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل كامل المسؤولية في إقاف هذه الحرب الظالمة التي يذهب ضحيتها الأبرياء .ويضغطوا من أجل حل لهذا الصراع من خلال حل الدولتين ،ولن يكون هناك سلام دائم باستمرار التغول الإسرائيلي بقيادة هذه الحكومة التي قتلت كل فرص السلام وأقبرت اتفاقية أوسلو التي بقيت حبرا على ورق في الرفوف.في عهد هذه الحكومة اليمينية التي عوض أن تحيي فرص السلام ،تسعى لتهجير سكان غزة،وإقامة مستوطنات جديدةعلى أنقاض الدمار الشامل الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في مدن وقرى غزة .إن استمرار الأعمال الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل في غزة واستهدافها للصحفيين الذين يوثقون جرائمها في حق السكان المدنيين وانحياز المجتمع الغربي سيعقد أكثر طبيعة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،وستزداد إسرائيل عزلة في المنطقة وسيتبخر مسلسل التطبيع التي راهنت عليه إسرائيل في التغلغل أكثر في المجتمعات العربية.وهناك إجماع للمحللين السياسيين أن الحكومة الإسرائيلية برءاسة النتن ياهو لن تخدم السلام التي راهنت عليها الدول الكبرى لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط .

إن التهديدات الأمريكية لليمن وإيران ستزيد من التوتر في المنطقةولا نستبعد استهداف الولايات المتحدة لإيران ،والذي سيدفع دول أخرى للحرب والتحالف مع إيران واليمن ،ثم لا نستبعد أن تكون الملحمة القادمة باستعمال أسلحة غير تقليدية يكون تأثيرها خطيرا على دول المنطقة فقط،إن تواجد غواصات نووية في المنطقة يشكل تهديدا خطيرا على منطقة الشرق الأوسط بكاملها ،والتزام الدول العربية الصمت وهي مغلوبة على أمرها سيزيد من التغول الإسرائلي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube