أخبار دوليةمأساة إنسانية

حرية التعبير والديمقراطية كشفت حقيقة الغرب

عندما تفكر فيما يقع اليوم من انتهاكات جسيمة،وتغطي عليها الأنظمة الغربية وفي مقدمتها أمريكا التي أصبحت تشرع وتحكم وتنفذ الأحكام وتقوم باتخاذ القرارات والأحكام التنفيذية ومحاسبة كل دولة لا تخضع لمشروعها التوسعي ،وتتمرد عن الإنضباط لقانونها الذي يمكن تصنيفه اليوم بقانون الغاب بامتياز فإن العالم يفقد الثقة فيما يسمى بحرية التعبير والقيم الديمقراطية.مايجري اليوم في فلسطين من انتهاكات خطيرة ومجازر رهيبة حركت شعوب العالم ضدها بما فيها ضمير الشارع الأمريكي والفرنسي ،وحتى العديد من اليهود أنفسهم في العديد من دول العالم .كان من المفروض أن تحمي الدول الخمس الكبرى التي تمتلك حق الفيتو القانون الدولي ،عوض عرقلة مايسمى بالمحاسبة،الفيتو الذي تلتجئ إليه الدول الخمس الكبرى لرفعه يعتبر ضربة قاضية للعدالة والإنصاف التي يدافع عنها من صوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد ماترتكبه إسرائيل في غزة واليوم في كامل فلسطين ،ومصادرتها لأموال السلطة واغتصابها للنساء واعتقالها للشباب والرجال القادرون على حمل السلاح بصفة عامة.إن ما تمارسه إسرائيل اليوم في كل الأراضي الفلسطينية كشفت عنه المداخلات التي قدمها رجال القانون والمحامون في محكمة العدل الدولية وعرت حقيقة الدول الأربعة الدائمة العضوية في مجلس الأمن وقد استثنيت روسيا والصين ولوأنهما لم يبديا مواقف تغير مايجري على الساحة من مجازر وهدم وتدمير وتهديد الدول المجاورة.إن مايجري في فلسطين خروج عن الشرعية عرت عنه المحكمة الدولية التي أثبتت حقيقة التطهير العرقي الذي ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني .إن صمود الشعب الفلسطيني رغم مايقدمه من شهداء يوميا يعتبر انتصار فرض على دول عديدة التفكير بجدية في حل الدولتين للوصول إلى السلام العادل.الكل أصبح يتحدث اليوم عن هذا السلام الذي تعرقله إسرائيل على الأرض بالإستيلاء على مزيد من الأراضي وبناء المستوطنات .الكل يغض الطرف عن هذه السياسة التوسعية لإسرائيل .لاخيار أمام الشعب الفلسطيني اليوم سوى الصمود. الحرب الدائرة اليوم في غزة كشفت حقيقة الدول العربية والإسلامية.كشفت عجزهم جميعا على الدفاع عن الحق الفلسطيني.كشفت أن الأنظمة الحاكمة في واد والشعوب العربية في واد آخر،كشفت أن لا ديمقراطية ولا حريةتعبير تسمح بانتقاد مايجري من انتهاكات جسيمة،كشفت حقيقة أمريكا المتحكمة في كل الأنظمة العربية الحاكمة.كشفت المتآمر والغير المتآمر ،كشفت التشتت الذي تعيشه الأمة.كشفت ازدواجية الخطاب والمواقف عند بعض الدول الكبرى وبالخصوص الدول التي مارست التطهير العرقي واليوم أصبحت تمارسه في الساحة من خلال المظاهرات التي خرجت في مدنها للتعبير عن إدانتها لما يحدث في غزة هل يمكن أن يمارس الفلسطيني والمواطن العربي حقه في التعبير عما يجري في غزة في باريس أوبرلين ،لقد شاهدنا ردة فعل الشرطة الفرنسية والألمانية من المظاهرات التي خرجت لمساندة الشعب الفلسطيني هل نسيت الدولتان معا ما ارتكبته من انتهاكات جسيمة في الماضي .إن آخر من يحق له الحديث عن حرية التعبير والديمقراطية من ينتهك هذه القيم على الأرض اليوم ويدافع عما ترتكبه إسرائيل بدافع الدفاع عن النفس ضد الإرهاب الفلسطيني وينسون أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الإحتلال ويناضل من أجل انتزاع حقه وتحرير أرضه وبناء دولته كباقي الشعوب .إن ما يجري في فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني في أرضه ضد سياسة التهجير سيفرض لا محالة حل الدولتين بالشروط التي يريدها الشعب الفلسطيني وفق الشرعية الدوليةووفاءا لكل الشهداء الذي سقطوا ورووا أرض فلسطين بدمائهم الزكية .إن الشهداء الذين سقطوا عطروا رياح التغيير القادمة لا محالة وكانت الروائح المنبعثة من الجثث التي تناثرت في شوارع غزة والتي لازال العديد منها مدفونة تحت الأنقاض ،هي روائح المسك ،التي تشحن المقاومة وتعطيها نفسا للإستمرار حتى النصر.وماضاع حق من ورائه مقاوم وبالصبر والصمود ،النصر قادم لا محالة والدولة الفلسطينية خيار لا بديل عنه شاء من شاء وأبى من أبى ،رحم الله كل شهداء فلسطين،وأعان الله المتمسكون بالأرض الصابرون على المحن .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube